شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على أهمية إسراع حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي في التوصل إلى اتفاق رسمي ودائم وشامل، تحت رعاية وإشراف الأممالمتحدة في إطار لجنة 5 + 5 ، لتثبيت وقف إطلاق النار، وبأحكام واضحة يلتزم الجميع بموجبها بإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية ومياهها الإقليمية. وقال أبو الغيط في كلمته امام الاجتماع الوزاري بشأن ليبيا الذي عقد اليوم بدعوة من الامين العام للأمم المتحدة ووزير خارجية ألمانيا ، ان الجامعة العربية جاهزة للنظر في المساهمة التي يمكن أن تقدمها في آليات مراقبة والتحقق من وقف إطلاق النار عندما يتم الاستقرار عليها. وأكد أبو الغيط على أنه لن تتوافر فرص النجاح والصمود للتسوية ما لم تتوقف الانتهاكات المستمرة لحظر السلاح والاستقدام المتواصل للعتاد العسكري والمرتزقة، وما لم يتم التوصل إلى حل دائم وجذري للتهديد الذي تمثله المجموعات والميليشيات المسلحة. وقال أبو الغيط : إننا نلتقي مجدداً بعد مرور نحو 9 أشهر على مؤتمرنا في برلين، وتظل ليبيا للأسف تعاني من ويلات الاضطراب الأمني والانقسام السياسي والتراجع الاقتصادي والانشقاق المجتمعي؛ لافتا الى أن اجتماع اليوم هو خير دليل على التزام أطراف عملية برلين بالاستمرار في الوقوف بجانب ليبيا وشعبها، وبمرافقة الأطراف الليبية على طول الخط للخروج بتسوية وطنية خالصة تعالج الأزمة الليبية بجوانبها العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية المترابطة والمعقدة. ونبه الى ان الأشهر القليلة الماضية شهدت جملة من التطورات المهمة التي ساهمت، وبشكل تراكمي وبناء، في حلحلة الأزمة في اتجاه الحل الذي ننشده وندعمه، من حيث الالتزام الذي تبديه الأطراف بوقف إطلاق النار وبالحفاظ على حالة التهدئة القائمة في الميدان وخاصة حول خط سرت / الجفرة، والتئام الحوارات الليبية التي تمت لدفع مسارات التسوية سواء في مونترو أو بوزنيقة أو القاهرة أو الغردقة، والجهد الذي يُبذل لتأمين الاستئناف الكامل لعمليات إنتاج وتصدير النفط في عموم الأراضي الليبية. واعتبر أبو الغيط ان هذه كلها تطورات يمكن حقاً أن تقربنا من نقطة التوصل إلى اتفاق ليبي شامل لاستكمال المرحلة الانتقالية وتتويجها بالانتخابات الرئاسية والتشريعية التي يتطلع إليها الشعب الليبي؛ لكننا نعلم أيضاً أن الوضع يظل هشاً ومعقداً وعرضة للتراجع في أي وقت، ومن ثم فإننا جميعاً مطالبون بتوحيد جهودنا خلف الأممالمتحدة لتمكينها من مواصلة هذا العمل، وخاصة في سبيل تنظيم وعقد منتدى الحوار السياسي المرتقب الذي نثق أنه سيكون جامعاً وممثلاً لمختلف الأطياف السياسية والمكونات المجتمعية؛. وأكد أبو الغيط على أن الجامعة العربية ستكون على أتم استعداد لمساندة البعثة الأممية في هذا الجهد، وفي تفعيل المخرجات التي يمكن أن يفضي المنتدى إليها.