أكد أحمد ابو الغيط وزير الخارجية ضرورة تعزيز التعاون العربي الافريقي في مختلف الجوانب السياسية والتنموية بما ينعكس على المنطقتين العربية والافريقية بالنفع ، لافتا الى ضرورة مواصلة الجهود في هذا الاطار لانجاح القمة العربية الافريقية الثانية المقررة في شهر اكتوبر المقبل.جاء ذلك أمام اجتماعات الدورة ال15 للجنة الدائمة للتعاون العربي الافريقي التي عقدت اعمالها اليوم بالجامعة العربية للاعداد للقمة العربية الثانية التي ستستضيفها ليبيا اكتوبر المقبل.ونبه ابو الغيط في كلمته باعتباره رئيس الجانب الافريقي بالاجتماع الى اهمية انعقاد هذه الدورة للتحضير للقمة العربية الافريقية لافتا الى ضرورة التوصل الى مشروع لجدول اعمال القمة المرتقبة، وكذلك فيما يخص الاعداد لعقد منتدى التعاون العربي الافريقي في مجال الاستثمار والتبادل التجاري والمقرر عقده على هامش القمة المقبلة .وأضح ابو الغيط ان هذا المنتدى تعقد عليه الآمال لوضع خريطة استثمارية تشارك في وضعها كافة القطاعات الاستثمارية بما فيها القطاع الخاص لتحديد مجالات الاستثمار في المنطقتين الافريقية والعربية اللتان تتمتعان بطاقات وامكانيات كبيرة جاذبة للاستثمار ومحفزة للتجارة .واشار ابو الغيط الى حسن اختيار الموضوعات الاساسية سواء فيما يتعلق بالقمة او لمنتدى الاستثمار والتجارة ، الامر الذي عكس مدى توحد الرؤى الافريقية والعربية ازاء المجالات و القطاعات ذات الاهتمام والاولوية المشتركة للتعاون كمجالات الطاقة والبنية التحتية والأمن الغذائي والتنمية الزراعية والبشرية والتجارة والاستثمار وغيرها من المجالات .وشدد ابو الغيط على ان مصر تؤمن بمدى ارتباط اوضاع السلم والامن بالجوانب التنموية والاجتماعية في المجتمعين مؤكدا ضرورة دعم مبادرات السلام الاقليمية والدولية الرامية الى تسوية النزاعات ومعالجة تبعاتها في افريقيا والعالم العربي بحيث تسهم في تعزيز واستتباب الامن والاستقرار اللازمين لدفع العملية الانمائية لتحقيق التقدم والرفاهية لشعوب المنطقتين .واشاد بثبات وقوة الموقف الافريقي المساند للقضايا العربية وكذا بالتضامن العربي مع القضايا الافريقية الامر الذي يزيد من أهمية عقد اجتماعات تشتورية مشتركة قبل القمم والمؤتمرات الدولية لتنسيق المواقف تجاه الموضوعات ذات الاهتمام المشترك كموضوعات البيئة والمياه والتغيرات المناخية والطاقة والهجرة وغيرها لما في ذلك من فائدة مشتركة تعود بالنفع على الجانبين الافريقي والعرب.وأعرب ابو الغيط عن تطلعه الى دراسة المسودة الأولية لمشروع الخطة الاستراتيجية للتعاون المشترك وبرنامج العمل الخاص بها ،مرحبا بمقترح اقامة معرض وثائقي اعلامي على هامش القمة العربية الافريقية مع بحث امكانية مشاركة صناديق التعاون الفن يالعربية والافريقية في هذا المعرض جنبا الى جنب مع المؤسسات التي تعمل في مجال دعم التعاون الافريقي العربي في ميادين التنمية والاستثمار والتجارة .وثمن ابو الغيط النشاط المتنامي للتعاون الافريقي العربي على مدى الشهور الماضية والذي تمثل في انعقاد الاجتماع الافريقي العربي المشترك حول التنمية الزراعية والأمن الغذائي بمدينة شرم الشيخ في فبراير الماضي وكذلك الاجتماع رفيع المستوى للخبراء حول افاق الاستثمار في افريقيا والمنطقة العربية والذي استضافته الامانة العامة للجامعة العربية في ابريل الماضي.وقال ابو الغيط ان هذا النشاط المتنامي يساعد على خلق بيئة مناسبة لزيادة افاق التعاون المشترك في كافة المجالات بما يترجم العلاقات التاريخية بشكل عملي يعود بالنفع على الشعوب العربية والافريقية.كما أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية على ضرورة العمل على تعميق التعاون العربي الافريقي لافتا الى اهمية تذليل العقبات أمام التعاون العربي الافريقي من اجل الدفع بالتعاملات الفاعلة مع الازمات الراهنة والمتوقعة والتي من شأنها اعاقة التقدم في مجالات التعاون المشترك .وأعلن موسى في كلمته أمام الاجتماع انه يتم الآن اعداد خطة عمل عربية افريقية لتعزيز مجالات التعاون وضمان تطوير المجتمعين العربي والافريقي والانطلاق نحو التنمية ومجابهة التحديات الراهنة .وأكد موسى أهمية انعقاد هذه الدورة والتي تأتي بعد اربعة اشهر من اجتماع الدورة الرابعة عشر للتحضير للقمة العربية الافريقية بالاضافة الى الاجتماعات التحضيرية للمنظمات التنسيقية ولجنة التعاون الاقتصادي المعنية بالتجارة والاستثمار والمصرف العربي للتنمية في افريقيا الأمر الذي يؤكد وجود زخم كبير في العمل العربي الافريقي المشترك من أجل انجاح القمة العربية الافريقية المقبلة في دورتها الثانية.واشار موسى ان العمل في هذا الاطار متشعب ونشط خاصة فيما يتعلق باعداد الوثائق والتقارير عن الاعمال التحضيرية للجان المختلفة الخاصة بالقمة.واشار موسى الى ان هناك تعاونا بناءا بين الجامعة العربية ومفوضية الاتحاد الافريقي لتعزيز التعاون المشترك في المجالات المختلفة وليس فقط على صعيد القضايا السياسية والنزاعات وانما في مجالات جديدة تشمل تنمية التعاون الزراعي والأمن الغذائي منوها بارتياحه للنتائج التي توصل اليها الاجتماع المشترك لوزراء الزراعة العرب والافارقة لوضع خطة عمل لتنشيط جوانب التعاون في هذه المجالات ، بالاضافة الى اجتماعات مؤسسات التمويل التي نأمل أن تسهم في زيادة مجالات التعاون الاستثماري بين الجانبين وان يترجم ذلك في مشروعات استرتيجية تعكس طموحات الجانبين.ولفت موسى الى ان التنسيق السياسي العربي الافريقي يسير بخطى ايجابية من اجل التصدي للعديد من الازمات في السودان والصومال وجزر القمر وموريتانيا معربا عن امله في مزيد من التعاون لتحقيق السلام والاستقرار.ولفت موسى الى اهمية مذكرة التفاهم المشتركة بين مجلسي السلم والأمن الافريقي ونظيره العربي لتعزيز التعاون المشترك ، موضحا انه من الضروري تعميق المشاركة النشطة وفق ارادة مشتركة لصانعي القرار في المنطقتين ليكونا فاعلين على المستوى العالمي للاسهام بشكل فاعل في صياغة الاجندة الدولية وبنودها بما يحقق المصالح المشتركة في ظل وجود متغيرات جديدة من شأنها التأثير على الدول النامية ومن بينها قضايا الطاقة والتغير المناخي وغيرها .كما اكد عمران أبو كراع أمين الشئون العربية باللجنة الشعبية الليبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي رئيس الجانب العربي اهمية هذه الدورة التي حظيت باعداد جيد في اطار الترتيبات المتعلقة بالقمة العربية الافريقية التي ستحتضنها بلاده خلال شهر اكتوبر المقبل .واشار الى ان اجتماعات اللجنة التحضيرية للقمة والتي عقدت منذ مارس الماضي لدورتين توصلت خلالهما الى جملة من التوصيات سيتم تناولها خلال اجتماع الدورة الحالية بالدراسة والتحليل وخاصة توصيات اللجنة بشأن مشروع جدول اعمال القمة وشعارها وموضوعها وتحديد مواعيد الاجتماعات المصاحبة لها وخاصة منتدى التعاون العربي الافريقي في مجال الاستثمار الذي ينظم بالتنسيق مع المصرف العربي للتنمية الاقتصادية بافريقيا وذلك تحت عناوين رئيسية تشمل تعاون الجانبين في مجال الغذاء والأمن والطاقة والموارد المائية وتنمية الموارد البشرية ، وغيرها من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك للجانبين .وجدد تأكيده على اهمية التعاون العربي الافريقي في هذه المرحلة والمرحلة المقبلة خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تواجه المنطقتين وتتمثل في الصراعات والنزاعات واثار تغير المناخ والازمة المالية العالمية وانتشار الأمراض والفقر .ولفت الى ان القمة العربية الافريقية المقبلة ستعكف على دراسة هذه الجوانب وغيرها بهدف اعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين الجانبين على أسس شراكة جديدة واضحة المعالم ،قابلة للتطبيق بما يتسجيب للمطالب المشتركة للجانبين العربي والافريقي مع تحديد مسار تمويل هذه الشراكة ووضع آليات متابعتها .واضاف : انه لم يعد امام القمة المقبلة سوى ثلاثة أشهر مما يعكس الاهمية البالغة للاجتماعات التحضيرية لها وضرورة العمل على توجيه الامانة العامة للجامعة العربية ومفوضية الاتحاد الافريقي بالتعاون مع اللجنة التحضيرية لاعداد الوثائق الاساسية لهذه القمة وخاصة خطة عمل التعاون العربي -الافريقي في المستقبل حتى يتاح الوقت الكافي للجنة وباقي الدول الاعضاء من الجانبين لدراسة هذه الوثائق وابداء التعليقات الجوهرية عليها تمهيدا لعرضها على القادة والرؤساء بالجانبين لاقرارهاكما عبرت جوليا دولي جوينر، مفوض الشؤون السياسية بالاتحاد الافريقي عن دعم الاتحاد الافريقي للقمة العربية الافريقية من اجل انجاحها لتعميق مجالات التعاون المشترك لافتة الى ضرورة اشراك القطاع الخاص من الجانبين في المشروعات المشتركة وزيادة فرص الاستثمار والتجارة وصولا لاقامة منطقة تجارة تفضيلية تسهم في تدفق التجارة وتنقل السلع والافراد .ودعت الى تشجيع التعاون والحوار بين كافة القطاعات المختلفة بين الجانبين ، وتفعيل دور المعهد الافريقي العربي لتنمية الدراسات التي تهدف لصالح الجانبين واقترحت في هذا الاطار تأسيس منتدى لتطويره .وشددت على ضرورة العمل على تنمية العلاقات المستقبلية لافتة الى ان القمة العربية الافريقية التي ستعقد بليبيا ستكون نقطة انطلاقة بين الجانبين لتعزيز التعاون المشترك خاصة وانها تأتي في الوقت المناسب والضروري .وأكدت الالتزام بتعزيز التعاون العربي الافريقي ومواصلة الجهود من اجل انجاح القمة العربية الافريقية المقبلة.شهدت الاجتماعات توافق الوزراء وممثلي الجهات المشاركة على هيئة المكتب التحضيري للقمة العربية الثانية وتضم مصر ممثلا للجانب الافريقي وليبيا ممثلا للجانب العربي وغانا والكويت مقررين .