كثفت ليبيا الضغوط على موريتانيا لتسليمها عبد الله السنوسي، مدير المخابرات الليبية في عهد معمر القذافي، وأرسلت وفدا رفيع المستوى للتشديد على ضرورة محاكمته في ليبيا.والسنوسي هو الأخير بين كبار مساعدي القذافي الهاربين منذ الإطاحة به وقتله في انتفاضة شعبية العام الماضي، والقي القبض عليه في موريتانيا بعد وصوله قادما من المغرب.وتسعى فرنسا والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أيضا إلى تسلم السنوسي، وقال مصدر أمني موريتاني، إن موريتانيا لم تتخذ بعد قرارا بشأن مصير السنوسي المتهم بالقيام بدور رئيسي في القمع والتعذيب خلال حكم القذافي.ووصل نائب رئيس الوزراء الليبي مصطفى أبو شاقور إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط لإقناع موريتانيا بتسليم السنوسي، وقال إن ليبيا متمسكة بهذه العلاقات ومصممة على استعادة عبد الله السنوسي لأنه ارتكب جرائم ضد الليبيين حتى يتسنى محاكمته في ليبيا أمام القضاء الليبي.وتشكك جماعات دولية لحقوق الإنسان في أن يحظى السنوسي بمحاكمة عادلة في ليبيا وتقول إن الأفضل تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية التي وجهت إليه اتهامين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الانتفاضة العام الماضي.وذكرت مصادر أمنية في موريتانيا أن السنوسي احتجز في مقر إدارة أمن الدولة في نواكشوط قبل نقله إلى مدرسة تدريب الشرطة التي تقع في مجمع مشدد الحراسة، وقالت مصادر دبلوماسية إنه كان يحمل عدة جوازات سفر مزيفة عند القبض عليه.وقال متحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية إن المحكمة ذكرت موريتانيا بمذكرة الاعتقال التي أصدرتها لكنها ما زالت تنتظر ردا، ولم توقع موريتانيا على اتفاقية إنشاء المحكمة الجنائية الدولية لكن المحكمة أشارت إلى قرار لمجلس الدولي يحث الدول على التعاون معها.وتسعى فرنسا لتسلم السنوسي لمزاعم قيامه بدور في حادث تفجير طائرة فوق النيجر عام 1989 الذي قتل فيه 54 فرنسيا.