تكاد ان تكتمل فصول اللعبه الكبري التي نعيشها والبعض يتجرأ ويسميها مسرحية ولست منهم بحكم ايماني الذي لايتزعزع بمصر وشعبها وجيشها العظيم وبالمناسبة لا أحب الربط بين الجيش والمجلس العسكري الذي اضطر إلي الدخول في متاهات السياسة وغيابها العميقة ولا أحب ان اعود لأعدد اخطاء المجلس العسكري فأعضاء المجلس يعرفونها اكثر منا جميعا وماحدث منذ 25 يناير2011 وإلي يوم صدور هذا العدد من الجريدة وهو 25 يناير 2012 تاريخ قريب جدا عشنا ايامه واحداثه يعتصرنا الألم للاخطاء ويحدونا الامل بأن تصُلح الايام ما افسدناه بأيدينا جميعا (مجلس عسكري واحزاب وحكومة وشعب ونظام سابق ) خلعنا رأسه وبعض رموزه وبقيت فلوله تلعب في مصر بأزنابها وتفرز سمومها فبعد ان اخرجت ثورة 25 يناير افضل ما فينا ، وخلال العام الذي أنقضي اخرجت هذه الثورة ايضا اسوأ ما فينا ، من تشرذم وبلطجة واستهانة بالقانون وضحك علي الدقون وكذب فاضح وتزوير وغش علني وقهر مادي واستغلال واستبهال وتدين شكلي في المظهر والسلوك وتدني اخلاقي مارسه الجميع حتي التيار الاسلامي الذي يتشدق افراده ورموزه بالشريعة والحق والعدل في الفضائيات وعلي صفحات الجرائد والمجلات ويشاركون في نفس الوقت في غش وتزوير فاضح في وسائل العملية الانتخابية لا أقول ان الانتخابات ( الورقة والصندوق ) كانت مزورة ولكن أساليب الدعاية ووسائلها جعلها انتخابات طائفية وليست سياسية علي الاطلاق ولن نستغرق السطور في المخالفات والاختلافات والكذب والواضح علي الناس من كل الاطراف حتي من اللجنة العليا للانتخابات والاحزاب واسألكم هل كانت هذه الانتخابات سليمة 100% ولا 70 % ؟ (خليها صحيحة عديها يمكن ) وهكذا قبلنا نتائجها ولكنا نتساءل ونسأل بالفم المليان . هل وقف المجلس العسكري علي مسافة واحدة من كل التيارات السياسية بالفعل ؟ أو أنه لم يحدد تلك المسافة الواحدة فقصرها من ناحية وأطالها في الناحيه الأخري اظن انه اخطأ حساب المسافات وإلا لماذا سمح رغم الاعلان الدستوري الأول( 19 مارس المشؤوم) الذي ينص علي عدم قيام احزاب علي أساس ديني ورغم هذا سمح بقيام أحزاب النور والفضيلة والاصالة وغيرها وكلها احزاب علي اساس ديني سافر وبامتياز وقد قلنا وغيرنا ذلك مراراً وتكراراً وكأننا نؤذن في ملطا ( دعهم يقولون ما يريدون ونحن نفعل ما نريد) فقط هذا المبدأ الشبه سائد يجعلنا نقول ان النظام لم يسقط رغم تنحي رئيسه وبعض رموزه ،وقبلنا نتائج الانتخابات وأرتضينا اغلبية ليست علي وجه الدقة معبرة بحق وصدق عن جموع الناس وحاله مصر الواقعية ولكن في جوانب أخري من الصورة تشوهات وبؤر غير مريحة نتغاضي عنها املا في انصلاح احوال البلاد والعباد ولو في المستقبل البعيد لأن المشهد السياسي بكل ما حاولت ايضاحه يبدو مشوشا والناس تحس بالهزيمة النفسية والمادية رغم كل المهدئات والمسكنات .. هكذا تبدو الصورة بعد عام علي ثورة شباب مصر الانقياء الذي صنعوا هذه الثورة وضحوا بأرواحهم واستشهد منهم المئات فداء للوطن العزيز ثم اشرق الصباح ليسرق الآخرون ثورتهم وجهودهم ونضالهم واستشهادهم ولو إلي حين .. بماذا نحتفل اذن ؟ هل اكتملت اهداف الثورة بالفم المليان لأ .. لأ .. لأ .. فيما اذن يكون الاحتفال الذي نقيمه؟ ما كنت ارجو ان يكون هذا يوم احتفال انما يوم حساب ومراجعة ماذا فعلنا وماذا فُعل بنا .. وكيف فشلنا فيما فشلنا فيه وماذا حققنا من اهداف الثورة خلال عام كامل بينما حققت تونس الثورة تونس الحرة أكثر منا في أهداف ثورتها ثورة الياسمين الاجابة حائرة والصورة لاتزال مشوشة (فلات ) لكذا .. وكذا ..وكذا والأمل مازال يحدونا ان نُصلح جميعا ما افسدناه بأيديكم الكريمة مجلس عسكري وحكومة وأحزاب وفلول لأن ما حدث صراحة يدفعنا دفعاً الي فقدان الأمل وليس اليأس فالثورة مستمرة وسوف تستمر .