تناولت خطبة الجمعة فى مسجد دينو بالمنصورة ، موضوع العدل وبناء المجتمع،حيث تحدث الشيخ سعد عبد الدايم الأزهرى عن إن العدل صفة من صفات الله، وميزانه في الأرض، ولذلك أمر به فقال تعالى (إن الله يأمر بالعدل). فالعدل إذا ظهر اندثر نقيضة وهو الظلم، ولذلك جعل من يقوم على ترسيخ العدل في منزلة غير منزلة الناس (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ : الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَشَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ). مشيرا إلى حرص الرسول الكريم على ترسيخ العدل يؤمر به على الرغم من عدله ولكنه لم يغضب ن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ ، فَقَالَ : ( وَيْلَكَ ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ ؟! قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ ) ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ، فَقَالَ : ( دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ (أي تضطرب) وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ ) . وذو الخويصرة هذا هو رأس الخوارج. مؤكدا أن العدل يعمل على بناء المجتمع ففرضه الله عزو وجل على الرسول صلى الله عليه وسلم وأمره بها، قال تعالى: (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأعْدِلَ بَيْنَكُمُ...) ، قال البيضاوي في تفسير قوله تعالى: (وَأُمِرْتُ لأعْدِلَ بَيْنَكُمُ) لماذا؟ لينبني المجتمع. وعندما أراد أن يبني المصطفى صلى الله عليه وسلم نموذجا لمجتمع مثالي رسخ عددا من القيم التي ينبني عليها والتي من أهمها العدل بين أفراد المجتمع عل اختلاف مذاهبهم وطوائفهم فآخي بين المهاجرين والأنصار وأزال ما بين الأوس والخزرج من عداوة وعقد معاهدة ووثيقة تنظم الحياة بين المسلمين واليهود بين أهل المدينة أجمعين، كل ذلك لترسيخ مبدأ العدل المجتمعي من خلال وثيقة المدينة. فالقانون الواحد العادل الذي يطبق على جميع الناس، هو أساس بناء المجتمع.