كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، فى تقرير لها، الظروف القاسية التى يعمل فيها آلاف من العمال المهاجرين فى مواقع البناء فى قطر، بما فى ذلك بناء ملاعب كأس العالم 2022، حيث يتعرض العمال لحرارة عالية تهدد حياتهم. وأشارت الجارديان إلى أن عددًا من العمال يموتون كل عام خلال عملهم فى ظل هذه الظروف، الأمر الذى وضع الدوحة أمام اتهامات دولية بأنها ترفض توفير المعلومات اللازمة أو التحقيق بشكل كافٍ فى حالات الوفيات، والتى يمكن أن تكون ناجمة عن العمل فى الظروف المناخية القاسية فى المنطقة. وأوضح التقرير أن فترات العمل القانونية المفروضة خلال ساعات منتصف النهار الصيفية لا تحمى العمال بشكل كافٍ، كما أظهر تحليل للطقس فى الدوحة الصيف الماضى أن العمال فى بناء مشاريع كأس العالم يتعرضون لخطر شديد، على الرغم من النظام الأكثر تقدمًا الذى يستخدمه منظم البطولة، "هوميدكس"، الذى يقيس مستويات السلامة من الحرارة والرطوبة. وفى عام 2012، كشفت الحكومة القطرية وفاة 520 شخصًا من بنجلاديش والهند ونيبال -الذين يسافر مواطنوهم من مئات الآلاف للقيام بأعمال البناء فى الخليج- ومن بين هؤلاء، توفى 385 شخصًا أو ما يقرب من ثلاثة أرباعهم لأسباب لم توضحها السلطات القطرية ولم تحقق فيها حتى الآن. وفى العام الماضى قالت الحكومة القطرية إن 35 عاملًا لقوا حتفهم بسبب السقوط من الارتفاعات العالية، ويفترض أن يكون ذلك فى مواقع البناء، ولكن هذا لم يأخذ فى الاعتبار مئات الأشخاص الذين ماتوا بسبب النوبات القلبية. وكشف التقرير أن 10 عمال في مشاريع كأس العالم توفوا بين أكتوبر 2015 ويوليو من هذا العام، من بينهم ثلاثة رجال في العشرينات من العمر، وهي حوادث غير مرتبطة بالعمل لأنها ناجمة عن السكتة القلبية أو فشل الجهاز التنفسي. ووفقا لمرسوم حكومي صادر في عام 2007، يجب عدم تشغيل العمال في الحرارة العالية في قطر، بين الساعة 11.30 صباحا و3 بعد الظهر طوال الفترة من 15 يونيو إلى 31 أغسطس من كل عام. ويوجد ما يقرب من مليونى مهاجر يقومون بالجزء الأكبر من العمل اليدوى فى قطر، حيث يبلغ عدد السكان الأصليين، الأكثر ثراء فى العالم فى المتوسط بسبب احتياطيات البلاد من الغاز الطبيعى، نحو 300 ألف فقط. ويعمل نحو 800 ألف عامل من دول جنوب آسيا الأكثر فقرًا على مشروعات البناء الضخمة فى البلاد، بما فى ذلك 12 ألف مشروع يتوقع أن يرتفع إلى بناء 35 ألف استاد لكأس العالم. وخلال الأشهر الحارة، غالبًا ما يكون العمال المهاجرون هم الأشخاص الوحيدون الذين يقضون وقتًا طويلًا خارج المبانى والمركبات المكيفة فى البلاد، كما جاء التقرير الأخير عقب احتجاج دولى على عدد العمال الذين يموتون فى قطر. وينتقد التقرير، الحكومة القطرية لفشلها فى تنفيذ توصيات عام 2014 الخاص بحقوق العمال، وأشار إلى أن عدد الوفيات فى قطر بسبب السكتة القلبية كان مرتفعًا، ودعا إلى نشر تحقيقات تتمتع بالشفافية، بما فى ذلك إجراء إصلاح قانونى يسمح بإجراء فحوص ما بعد الوفاة فى حالات الوفاة المفاجئة.