لم تكن منال عبدالرسول، المعلمة بالمعهد الأزهرى الثانوى للفتيات فى إحدى قرى محافظة الغربية، تعلم أن حياتها ستتغير ومهامها ستزداد، وأن الدور الذى مارسه زوجها خلال 25 سنة كعمدة لهذه القرية سينتقل لها مع مرور الزمن. منال عبدالرسول مرشحة لتولى منصب العمودية بقرية ميت حبيش إحدى قرى طنطا، قدمت أوراقها لمديرية أمن الغربية بعد أن دفعها أهل القرية لتولى منصب زوجها المتوفى حتى يصل ابنها الأكبر للسن القانونية ويستكمل مسيرة عائلة الملوانى فى العمودية. تقول منال ل«الشروق» إنها كانت تتابع عمل زوجها الراحل إبراهيم الملوانى الذى تولى منصب العمودية بعد أبيه وجده، وكانت شغوفة بالجلسات العرفية، والتجمعات الهادفة لحل مشكلات القرية، وكانت تجلس خلف نافذة «الفرندة» التى يتجمع بها أهل القرية لأخذ مشورة زوجها فى الأمور العالقة وحل المشكلات. منزل الملوانى بقرية ميت حبيش هو منصة العمودية، توجد به غرفة السلاح، وهو قبلة لأهالى القرية الذين رفضوا أن تخرج العمودية من هذا المنزل، وشجعهم شيخ الغفر والغفر على اتخاذ هذا القرار. تؤكد منال أن ابنها الأكبر كان أحق بالمنصب بعد وفاة والده لكنه لم يصل للسن القانونية، فرفض أهل القرية الترشح حتى يستطيع هذا الشباب السير على خطا أبيه، لكن بعد وصوله لسن 31 عاما، تغير القانون واستلزم الأمر أن يصل إلى سن 35 عاما، وفشلت كل المحاولات للحصول على قرار استثنائى له، فاضطر البعض للترشح حتى لا يظل منصب العمودية خاليا أكثر من 5 سنوات منذ وفاة الملوانى الكبير، وفقدت الأسرة الأمل فى الحفاظ على العادة. لا تنكر منال أنها سعيدة باحتمالية تولى هذا المنصب، وأنها أحبت فكرة أن تحل مشكلات القرية ويتوجه لها الجميع لحل أزماتهم، وأن طلب أهل القرية ترشحها شرف تعتز به، على الرغم من خوفها من الإخفاق إلا أنها قررت الترشح وتقديم الأوراق لتكون أول مشرحة لمنصب العمودية فى منطقة وسط الدلتا. العاملون بمديرية أمن الغربية أصابتهم دهشة واستغراب عند تقديم أوراق العمدة السيدة، لدرجة أن البعض سألها مباشرة لماذا تضعين نفسك فى هذه المسئولية؟، لكنهم أعجبوا بها وساعدوها كثيرا لإنجاز الأوراق المطلوبة، وانسحب 2 من المرشحين أمامها لأن: «ميصحش.. الأبلة اترشحت». ومن المقرر أن يتحدد العمدة الجديد لقرية ميت حبيش بعد عيد الفطر المبارك. وبعد أن يصل ابن المرشحة إلى السن القانونية ستتنازل له، كى يستطيع الترشح وتولى منصب والده، فما تفعله الآن يعتبر حفاظا على المنصب والكيان الذى ظل داخل منزلها طوال سنوات عديدة.