الصالون الثقافي العربي يدعو لتمكين المرأة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا

أكد المشاركون في ندوة الصالون الثقافي العربي الذي عقد بمشاركة نخبة من المثقفين العرب وأدارها أمين عام الصالون السفير العراقي السابق لدى مصر قيس العزاوي ، على أهمية تمكين المرأة في المجتمعات العربية وصقل قدراتها وتعميق مشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية باعتبارها نصف المجتمع وأدوارها بارزة عبر التاريخ .
واستعرض المشاركون في ندوة الصالون الثقافي العربي التي عقدت بالقاهرة تحت عنوان ( المرأة العربية والتحديات ) الأدوار المتنوعة للمرأة المصرية والعربية عبر العصور مؤكدين اهمية سن التشريعات ووضع السياسات التي تعظم من دور المرأة ،وفي هذا الاطار شهدت الندوة تكريم وكيلة وزارة الثقافة الدكتورة ايمان نجم باهدائها درع الصالون تكريما لدورها كراعية للصالون الثقافي العربي وعضو بارز فيه منذ تاسيسه عام 2010.
وبدوره نوه أمين عام الصالون الدكتور قيس العزاوي باهمية دور المرأة العراقية موضحا أن المجتمع العراقي كان في مرحلة الستينات والسبعينات من القرن الماضي مجتمعا متفتحا وكان للمرأة مكانة متميزة كما شغلت منصب وزيرة مثل د .نزيهة الدليمي و تطور دور المرأة في المجالات المختلفة السياسية والاجتماعية والثقافية وعلى الرغم من وجود 28 % من اعضاء البرلمان العراقي من النساء لكن لاتزال هذه النسبة دون الطموح المرجو لتطور دور المرأة .
وأضاف أن التاريخ الحضاري العربي معروف باهتمامه بالمرأة ففي العراق مثلا كان هناك خمس ملكات كما ان هناك اربع ملكات في مصر كما ان هناك ملكات في اليمن وهنا نسال كيف يمكن ان يتراجع دور المرأة بهذا الشكل وهو سؤال كبير علينا ان نجد له اجابات كما ان القوانين السابقة كانت تعطي المرأة حقوقا كبيرة مشيرا بان قياس تقدم المرأة في المنطقة العربية هو بمدى تقدم المرأة .
من جانبه قال المفكر مصطفى الفقي ان موضوع الدفع قدما بدور المرأة هو قديم جديد وهو في كل الثقافات وحتى في الحضارة الفرعونية في مصر كان للمرأة دور كبير ولايمكن انكاره ، كما ان المرأة في تونس استطاعت ان تنتزع حقوقها مشيرا الى ان الصالون الثقافي العربي يسعى الى فتح المجال امام المرأة وكذلك الشباب مبينا بان الشباب العربي يشبه بعضه في مختلف الدول العربية وتقريبا تصب فيه نفس المعلومات والمشاكل .
أما الدكتور نبيل عبد الفتاح فقال إن المجتمع العربي اليوم سلم قضية المرأة للمؤسسات الدينية وان جل الانتاج الفكري في الاحوال الشخصية هو انتاج لرجل وجيمع القوانين يضعها الرجل والتي تخص المرأة وان نظرة الاسلام السياسي للمرأة هي بالغة التشتت كما انه وبالرغم من انضمام المرأة في المؤسسات التشريعية والبرلمانات العربية لكنها حتى الان لم تستطع ان تشارك في صنع القرارات او في صياغة السياسيات التشريعة و لاتزال اسيرة ( الكوتا ) في البرلمان .
من جانبها انتقدت الدكتورة عزة جوانبا من الثقافة العربية تكرس الذكورية في المجتمع وهي تتعامل مع المرأة انها ادنى من الرجل وتريد استدعاء التراث بادم وحواء وان المرأة هي الشيطان مشيرة الى ضرورة توافر ارادة سياسية ووجود تشريعات ترسخ لحقوق للمرأة لكي تساعد على النهوض بواقعها .
من جانبه نوه وزير الثقافة السابق الدكتور جابر عصفور بدور المرأة في مصر خاصة خلال الدولة الحديثة في زمن محمد علي الذي فتح مدارس للبنات ومدارس الممرضات والمجتمع المصري بدأ بالحداثة واصبح للمرأة صالونات ثقافية وكان اول صالون للمرأة حضره قاسم امين ومجموعة من المنادين بتحرير المرأة مشيرا الى ان المنادي بتحرير المرأة في مصر ليس قاسم امين بل الكاتبة زينة قواس هي اول من بدأت بكتاب عن تحرير المرأة قبل 15 سنة من كتابات قاسم أمين .
أما المفكر المصري جورج اسحاق فأوضح ان المسيحيين في المجتمعات العربية يعانون كثيرا خاصة فيما يتصل بقوانين الاحوال المدنية ،مشيرا الى ان دور المرأة وتمكينها يحتاج جهودا كبيرة في مجتمعاتنا خاصة وان هناك رجالا يعتمدون على النساء كليا .
وأكدت مداخلات المشاركين في ندوة الصالون أهمية دور المرأة في المجتمع وضرورة وجود حماية كافة لها ومساواتها مع الرجل في مختلف المجالات .