دارت بذهني اشياء كثيرة يوم 15 سبتمبر الماضي خلال جنازة الدكتور خالد عبد الناصر ذهبت بي الى 41 عاما تقريبا يوم وفاة والده الزعيم عبد الناصر يوم 28 سبتمبر 1970 وكنت وقتها في المرحلة الاعدادية وبينما علنت لوفاة مساءا وجدت الحزن على كل الوجوه وفي اليوم الثاني للوفاة الثلاثاء خرجت دون ابلاغ اسرتي مع صديق طفولة محمد حمزة رحمه الله -نستقل القطار من قريتي في المنوفية الى القاهرة لنشارك الملايين توديع الزعيم وسط امواج البشر في منطقة قريبة من المسجد الذي دفن فيه نردد وداعا يابو خالد ياحبيب الملايين وفي 9 و10 بايعناك وليلة الاسراء ودعناك ..وغيرها.يوم الجمعة 15 سبتمبر الماضي حرصت في الجنازة تفحص وجوه الحضور وجدت الجميع يستذكر البطل الوالد والنجل خالد ويذكرون مواقفه الوطنية من خلال ثورة مصر ورفيقه محمود نور الدين التي جاءت وفاته في نفس يوم وفاته .وجدت مصر بكل فئاتها التي احبت عبد الناصر حاضرة بمشاعر فياضة تنادي على الجثمان وهى تودعه وداعا يابطل وابن بطل .كلمات كثيرة حملتها اللافتات تحمل عبارات ذكرتني بجنازة والده الزعيم عبد الناصر .اكدت لحشود التي حضرت الجنازة ان الجماهير تزحف الى الزعماء المخلصين وتظل سيرتهم خالدة بقدر ما قدموا لشعوبهم .و في مسجد القوات المسلحة بمدينة نصر المقابل لاهم مركز تجاري بالقاهرة سيتي ستارزتجسدت حقائق كثيرة حيث كانت مصر كلها في العزاء وقفت طويلا مع الصديق والزميل الوفي لتاريخ مصر محمد الفوال ننتظر دورنا وسط كل الوان لطيف السياسي حاضرة ووفود الدول العربية وممثلو القادة والزعماء ولسفراء والجاليات العربية ,ورجال السياسة في مصر وكان حضور المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكري ورئيس الاركان الفريق سامي عنان الجنازة في المسجد لفتة طيبة ورسالة بليغة كما كان الحضور اللافت من رجال الحزب الوطني المنحل رسالة تحتاج لبحث طويل .ولمحت بين المعزين شتاما طوال 30 عاما لم يترك سطرا في حياة عبد الناصر الا وتطاول عليه , ولم استغرب وانا ارى كتيبة المتحولون يقدمون العزاء وكأنهم يبحثون عن ثوب يرتدونه بعد ان كشفت عوراتهم ثورة التحرير لكن شعبنا الكريم المتسامح لن ينسى افعالهم.لمحت الوفاء في عيون الغالبية التي تسابقت للعزاء وتحملت مشاق السفر من كل ربوع الوطن , واقرباء العائلة من اسيوط,وكان حضور كتيبة الاعلام يتقدمهم المرشح المحتمل للرئاسة الصديق حمدين الصباحي وأيضا حضور رموزمصر ية كثيرة ووزراء حكومة شرف ورؤساء تحرير الصحف ورموز الناصريين .ولفت انتباهي عند التاسعة ليلا حضور الشاب النحيل احمد الشحات الذي تسلق جدار السفارة الاسرائيلية مع وفد ابناء الشرقية وابلغني استياؤه من بعض ما تناولته الصحف بحقه ,وحضوره رسالة مهمة ,وخرجت من الجنازة والعزاء بمصحف هدية خالد ,وان الوفاء والتسامح شيمة المصريين مع المخلصين لشعوبهم وامتهم وهكذا كان ابو خالد جمال عبد الناصر.