الشيخ محمد حسين الحمّامي «فيسبوك» بوابة دخوله العالمية

فى حفلٍ مُبهج داخل إحدى قرى محافظة البحيرة، قدّم مذيع الحفل قارئ شاب من أبناء المحافظة، قائلاً: «أرجو الاستماع إليه الآن لأنه مدرسة متميزة»، ثُم صعد القارئ محمد حسين الحمامى، إلى خشبة المسرح ليقرأ ما تيسر لهُ مما حفظ من القرآن الكريم، ويتجلى فى نوبة خاصة، جعلت من الحفل مرجعًا روحيًا على شرف الموهبة الشابة.
«محمد حسين الحمامى، مواليد 1986، محافظة البحيرة»، هكذا يُعرف القارئ الشاب أصله، مُشيرًا إلى انتمائه إلى قرية إيتاى البارود، والتى نشأ بها، وتعلم داخل مدارسها، واكتشف موهبته أيضًا، كما يقول: «موهبة القراءة موجودة عندى من صغرى، اكتشفتها وأنا فى الإذاعة المدرسية»، ثُم بحثَ «الحمامى» عن شيخ يحفظ على يديه القرآن الكريم، لكنه لم يجد أحدًا فى قريته ولا القرى المجاورة، إلى أن ترك البحيرة وذهب إلى دمنهور ليلتحق بكلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية.
وكما يقول المثل «بعد ما شاب ودوه الكُتّاب»، هكذا نمَت موهبة «الحمامى»، بعد أنّ ظن أنه لن يحفظ القرآن أبدًا، وشاءت الأقدار أن يجد رفيقًا له فى المرحلة الجامعية أتمّ حفظ القرآن، فطلب منهُ أن يُحفّظه دون خجل: «فى الكلية ظهر شاب أكبر منى ب 8 أو 7 سنوات، اسمُه الشيخ أشرف البحيرى، السن كانت مُتقاربة، ومفيش فرق كبير، فمكنش فى إحراج إنّى أبقى واحد فى الكلية ولسه هحفظ قرآن».
«بعد ما أنهيت الخدمة العسكرية، استكملت الحفظ لحد ما حفظت القرآن كاملاً فى 2010»، يقولها «الحمامى» شارحًا كيف سار فى مشوار حفظ قراءة القرآن واثق الخُطى، على نهج المشايخ القدامى، ولم يقف عند الحفظ فقط: «بعدها اتعلمت المقامات وأخدت عدة إجازات فى القرآن وتعلمت علم النغم»، إلى أن أصبح «الحمامى» قارئًا يستطيع دخول عالم القُرّاء بقدمه اليُمنى.
وفى قريته إيتاى البارود، كان يقرأ «الحمامى» فى أمسيات وليالى إحياء القرآن الكريم، وسط الأهل والأحباب، كما يذكُر: «لمّا رجعت القرية، بدأت أظهر للناس فى صلاة التراويح، وبعدين أقرأ فى الاحتفالات».
وعن طريق موقع التواصل الاجتماعى، «فيس بوك»، دخل الحمامى إلى عالم القُرّاء الشباب، وهو يجلس داخل قريته الصغيرة: «عرفت من الفيس بوك بمسابقة الشيخ عبدالفتاح الطاروطى، وسجّلت تلاوات ورفعتها على اليوتيوب». وبالفعل تم قبول القارئ الشاب فى المسابقة وحصد المركز الأول: «أخدت المستوى الأول على مستوى الجمهورية سنة 2011، وده كان سبب انتشارى فى وسط القُرّاء الشباب».
«دلوقتى القارئ بيوصل للعالم كُله وهو قاعد فى البيت من خلال الفيس بوك واليوتيوب»، جملة يتذكرها جيدًا «الحمامى»، ويؤمن بها أيضًا، فلم تكُن مسابقة «الطاروطى» الأولى التى يتقدم إليها «الحمامى» عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وكما يحكى فى أحد الأيام وجد إعلانا لمسابقة القارئ العالمى التى أُقيمت فى دولة البحرين، وبالفعل تقدم إليها ضمن 5 آلاف متسابق من جميع أنحاء العالم، بل فاز أيضًا: «نجحت فى المسابقة، ووصلت للمركز الخامس، وأنا مكنش حد يعرفنى فى مصر».
«لو اتقدمت للإذاعة هتنجح من أول مرة»، تعليق يعتز بهِ «الحمامى» وشهادة من الشيخ عبدالفتاح الطاروطى، مُنذ سمع القارئ الشاب وهو يتلو تلاوة عطِرة مُدتها 10 دقائق فقط.
وبالفعل تحققت نبوءة الشيخ بعد سنوات عندما تقدم الحمامى إلى الاختبارات واجتازها من المرة الأولى: «أنا قدمت ونجحت فى الإذاعة، لكن مستنى التسجيلات لأن الموضوع بياخُد فترات طويلة»، كما ينتظر «الحمامى» أيضًا نتيجة نجاحُه فى مسابقة «الأصوات الحسنة، ألحان السماء» مع نهاية شهر رمضان.