سعر الدولار اليوم الأربعاء 16-7-2025 أمام الجنيه المصري فى بداية التعاملات    أسعار البيض اليوم الأربعاء 16 يوليو    الذهب يمحو جزء من خسائره في بداية تعاملات الأربعاء    45 دقيقة.. متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط»    "النقل" تعلن تمديد غلق الاتجاه القادم من تقاطع طريق الاسكندرية حتي تقاطع طريق السويس ل1 أغسطس    وزير البترول يجتمع مع نائب وزير الثروة المعدنية السعودى لبحث سبل التعاون بين البلدين    من الثقة إلى الخداع.. تحول كبير في خطاب ترامب ضد بوتين    تطورات جديدة فى مفاوضات بيراميدز والوكرة لضم حمدى فتحى    ترامب: بوتين يريد السلام ولكن أفعاله مختلفة !    بسبب هجوم جمهور الأهلى.. وسام أبو على يغلق حسابه على إنستجرام.. فيديو    النيابة تصرح بدفن جثامين 3 ضحايا في «حادث ديروط»    ضبط 6 من بينهم 5 مصابين في مشاجرة بين أبناء عمومة بدار السلام سوهاج    السيطرة على حريق شقة في الهرم دون إصابات والنيابة تحقق    وزارة التعليم: تدريس منهج القيم واحترام الآخر ضمن الكتب المطورة 2026    محمد خميس يسرد حكايته من طب الأسنان إلى مهرجانات المسرح    موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر.. كم يومًا إجازة للموظفين؟    مواعيد مباريات الأهلي الودية استعدادًا للموسم الجديد 2025-2026    نجم الزمالك السابق: محمد عبدالمنعم أصعب مدافع واجهته في مصر    مفاجأة منتظرة من ممدوح عباس وجون إدوارد ل جماهير الزمالك.. خالد الغندور يكشف    الملك، تدهور الحالة الصحية لأعظم لاعبي كمال الأجسام عبر التاريخ بعد إصابته بعدوى مميتة (صور)    القومي للمسرح يواصل نقاشات الوعي الجمالي: الجسد والآلة والفضاء المسرحي في قلب الجدل الفني    رئيسا وزراء النمسا وإيطاليا يبحثان ملف الهجرة غير الشرعية    4 شهداء وعشرات المصابين في قصف إسرائيلي على خان يونس والنصيرات    تنسيق تمريض بعد الإعدادية 2025 .. التفاصيل الكاملة وشروط التقديم    موعد طرح شقق الإسكان الاجتماعي 2025 والتفاصيل الكاملة ل سكن لكل المصريين 7    ترامب: إيران تُريد إجراء محادثات بعد أن تم تدمير منشآتها النووية    "مساجد لها تاريخ".. الأوقاف تطلق أكبر برنامج مرئى عن المساجد التاريخية    وسط سخرية روسيا.. ترامب يطلب من كييف عدم مهاجمة موسكو    «مستواه مكنش جيد».. تعليق مثير من مسؤول الأهلي السابق على صفقة حمدي فتحي ل بيراميدز    المعهد الفني للتمريض والصحي 2025 .. درجات القبول ومزايا الدراسة وفرص التوظيف    "أخو العريس وابن خالته".. مصرع شابين أثناء توجههما لحفل زفاف في البحيرة    حارس مرمى ولاعب معتزل وابنتان.. 10 صور وأبرز المعلومات عن عائلة أحمد شوبير    "سيغير حياته".. لاعب منتخب مصر يقترب من الانتقال إلى الكويت الكويتي    حتى يصدقوا، كاظم الساهر يخمد نار ترند وفاته برد راق يخرس الألسنة    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعلنا لنعمك شاكرين وبقضائك راضين    تامر حسني يحتفل مع الكينج محمد منير بطرح ديو «الذوق العالي» وسط أجواء مبهجة    كانوا راجعين من فرح.. مصرع فتاة وإصابة 8 أشخاص سقطت بهم السيارة في ترعة (صور)    خبير اقتصادي وصوت وطني يقود العمل التنموي والسياسي بمحافظة الإسكندرية    «تعرف على آلامهم الدفينة» 3 أبراج هي الأكثر حزنًا    لأصحاب الذكاء العبقري.. حدد الخطأ في 8 ثوانٍ    جدول مواقيت الصلاة في مطروح اليوم الأربعاء 16 يوليو 2025    كيف أتغلب على الشعور بالخوف؟.. عضو «البحوث الإسلامية» يجيب    «أكبر غلط بيعمله المصريين في الصيف».. خبيرة توضح أخطاء شائعة في التعامل مع الطعام    مقررة أممية: يجب وقف العلاقات مع إسرائيل ومحاسبة قادتها على جرائم الإبادة في غزة    البطريرك يوحنا العاشر: جلسات المجمع المقدس تنطلق 18 أكتوبر لبحث إعلان قداستين    ما حكم اتفاق الزوجين على تأخير الإنجاب؟.. الإفتاء تجيب    مقتل شاب على يد والد زوجته وأشقائها بشبرا الخيمة    رائحة الثلاجة مزعجة؟ إليك الحل بمكونات منزلية آمنة    حقائق صادمة عن اللحوم المصنّعة ومكسبات الطعام    المغرب والصين يبحثان تطوير تعاون "ثلاثى الأبعاد" مع الدول الإفريقية فى الصحة    الإعلان عن القائمة القصيرة لجائزة خالد خليفة للرواية في دورتها الأولى    انتهك قانون الإعاقة، الحكومة الإسبانية تفتح تحقيقا عاجلا في احتفالية لامين يامال مع الأقزام    طريقة عمل السينابون زي الجاهز لتحلية مسائية مميزة    قصور الثقافة تواصل برنامج "مصر جميلة" بورش تراثية وفنية بشمال سيناء    ورشة عمل بدمياط لمراجعة منظومات المياه والصرف لتحقيق الاستدامة    ميرنا كرم تحتفل بتخرجها بامتياز بمشروع عن روحانية القداس المسيحي    هل يصل ثواب ختم القرآن كاملًا للمتوفى؟.. أمين الفتوى يجيب    الشيخ خالد الجندي: وصف وجه النبي صلى الله عليه وسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء طيار محمد أبوبكر حامد يروى أسرار «النكسة» و«النصر»
نشر في النهار يوم 13 - 10 - 2015

عقب مرور 42 عامًا على انتصار أكتوبر المجيد، لا تزال هناك العديد من القصص التى تروى لأول مرة تظهر تفاصيل جديدة لأبطال غائبين يعودون للظهور؛ ليقصوا على الأجيال الجديدة أسرار نكسة 1967، التى يرفض أبطال الجيش الذين خاضوها أن يُلاموا عليها ويتحملوا مسئولية الهزيمة، ويظهر الأبطال ليحكوا تفاصيل النصر، واستعداد الطيران المصرى جيدًا، عقب تفوق الطيران الإسرائيلى الكاسح عليه.
التقت جريدة "النهار" اللواء طيار محمد أبوبكر حامد، الذى كشف عن التحاقه بالكلية الحربية عام 1965 وتخرجه بعد عامين فقط, لاحتمالية الحرب خاصة أن الطوارئ قائمة، لذلك سُميت الدفعة بالمحظورة، وبعد خمسة أيام فقط من التخرج تم استدعاؤه من اجازته، بسبب حرب يونيو, وعاد من جديد إلى آخر وحدة تخرج فيها وهى الكلية الجوية ثم تدرب على فرقة قتال, وبعدها فرقة الميج 17 ثم فرقة الميج 21, ووزع على أسراب الميج 21 النهارى، التى كان عليها ضغط شديد، نظرًا لكثرة الاختراقات الإسرائيلية آنذاك.
وبحكم تعامله مع الرئيسين السابقين أنور السادات وحسنى مبارك، كشف لنا العديد من الجوانب الشخصية فى حياة الثنائى، بخلاف الحياة العملية معهما، خاصة أنه شارك معهما فى حرب 1973، كما كشف لنا عن رأيه فى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ووجه نصيحة للرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى، وقال: "احذر من منافقيك فى عهد مبارك كتب أعضاء مجلس الشعب وفى المحافظات وثيقة الدم مدى الحياة يا مبارك".
ورفض البطل الطيار ترديد البعض لمقولة "يسقط حكم العسكر"، وقال إن الجيش هو من دافع عنكم فى الحرب والسلام, وهو من حمى الثورة والشعب, الجيش من أبناء مصر الأب والابن والأخ وعمى وخالى، وقال: "انتم ضحكوا عليكم بكلمة مسلم ومسيحى, غنى وفقير, مسلم سنى وشيعى، وتركوا قضية النزاع العربى الإسرائيلى، وأخذتم تتنازعوا على الفرقة".
عن ذكريات حرب 1973 المجيدة؛ ومدى الإرادة الشعبية والسياسية والعسكرية لتحقيق الانتصار، وذكرياته مع أنور السادات وحسنى مبارك، ورأيه عما يدور فى المنطقة العربية، وغيرها من الأسئلة تحدث طيار الرئاسة إلى "النهار".
حضرت حربين نكسة 1967 ونصر 1973.. كيف تغيرت الإرادة فى سنوات قليلة لنتمكن من تحقيق انتصار أكتوبر؟
لسنا سبب النكسة كما يتهمنا البعض، الرئيس عبدالناصر إنسان عظيم أعطى أوامر لقادة الجيوش أن يتوقعوا هجمة جوية، ولكن قادة الجيوش اتجهوا إلى سيناء فى 5 يونيو للتفتيش، إذن المدفعية والصواريخ لابد أن تكون مقيدة بمعنى لو حدث هجوم لا ينفع أن تضرب أى شىء بالجو، بالإضافة إلى الاعتماد على الاسطول السوفيتى الذى يعطى تحذيرات وتنبيهات، السفير الروسى بالقاهرة آنذاك، قال: "لا تبدأوا الحرب"، وطبعًا لم يكن هناك تدريبات ضخمة ولا مناورات مثل ما نراها اليوم.
ولن أنسى حينما مر علينا الرئيس جمال عبدالناصر، أوائل عام 1968، وقال: "أنا صعيدى ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة"، لنرد عليه: "نحن رجالة مصر سنُحارب وسنتحمل".
هل الطيار الإسرائيلى كان مجهزا أكثر من نظيره المصرى فى ذلك الوقت؟
عندما أقارن بين شىء وشىء أقارن الفرد والأدوات، الطيار الإسرائيلى موشى ديان سافر وجلب مجموعة من الطيارين المرتزقة بالأجر، بعدما تركوا الخدمة فى القوات الجوية من أمريكا وإنجلترا وفرنسا، أما الطيار المصرى فله عقيدة هى حب الوطن والدفاع عنه، الدفاع عن الشعب لا يُشترى بالمال.
عدد طيارى أفراد العدو أكثر منا، الطيار الإسرائيلى يعمل من 5 إلى 6 ساعات من طوارئ لتدريب وعمليات، أما الطيار المصرى فيعمل فى أول ضوء الفجر الساعة الرابعة صباحًا، ولابد من الاستعداد قبلها وأكون جاهزًا ومرتدى الجوبسوت (بدلة الضغط) وكراتشدر، ومربوط، بحيث أكون مستعدا للانطلاق فى خلال 3 دقائق، فعدد الطيارين المصريين والطائرات محدد وعندما تنظر إلى السرب المصرى تجده ثلث عدد نظيره الإسرائيلى.
والطيار الإسرائيلى يستطيع اليوم أن يتدرب، غدًا عمليات، غدًا اجازات، طوارئ، لديه وقت، أنا عملت عملية اضطريت على إثرها أن أمكث فى المستشفى لمدة ثلاثة أيام، بعدها مباشرة كنت مربوطا بالطائرة، نفس الشىء مع زميل عمل اشتباك جوى قفز من الطائرة دخل المستشفى ثم عاد إلى عمله فورًا، وزميل آخر وقعت ابنته من الطابق الثالث أحد جيرانه وبواب العمارة هما من أدخلوها إلى مستشفى المعادى، لأننا كنا ملازمين المطارات وفى حالة استعداد دائم، ولابد على الناس أن تعرف أن الطيار المصرى العظيم لم يقصر كما يتهم من البعض، عكس الطيار الإسرائيلى، الذى يحصل على اجازات ورحلات مع أسرته مثلما يشاء، ويأكل الوجبات الساخنة، ولكننا كنا نأكل وجبات جافة وفى حالة حدوث طوارئ، نكون فى الطائرة خلال 3 دقائق، نحن اخترنا أن نُدافع عن بلادنا وهذا قدرنا".
الأهم أن الطائرة الإسرائيلية لها نسبة بقاء بالجو طويلة؛ تستطيع أن تدخل العمق المصرى من العريش المحتلة إلى أسوان، ثم تعود، أما الطائرة المصرية الميج 21، فلو كانت مظلى نسبة بقائها بالجو من 40 إلى 50 دقيقة فقط، ولو حدث اشتباك 35 دقيقة، فالطائرة مصممة على أن تكون المناورة خفيفة وسريعة عكس الطائرة الحربية الإسرائيلية مصممة على أن المدى والمدة أكبر، وتسليح الميراج أدق وأكثر من تسليح الميج 21 طبعًا، لدينا مميزات، ولكن فى المجمل الطائرة الإسرائيلية متقدمة وأكثر عددًا.
هزيمة يونيو ليست بسببنا؛ تخيل عندما ترى المطارات وهى تتعرض للضرب والممرات يتم تدميرها، والطيار المصرى بمفرده يرى الدمار ولا يريد أن يرى مطارا يضرب أو هجمة إسرائيلية، ويخرج حتى يشتبك مع الطيارات الإسرائيلية، كل التحية إلى الطيار المصرى العظيم، وهناك أمثلة كثيرة مثل نبيل رضوان، وسامى عبد ربه، من حدائق القبة استشهدا فى يونيو، وغيرهما الكثير، وفى يوليو 1968 فى راس العش، وضعنا أيدينا على المصحف والإنجيل، وتعاهدنا ألا نترك مطارنا ولا نُطالب إلا باسترداد الأرض، وكان راتبنا 50 جنيها على الأكثر واجازة يوم واحد فى الشهر.
ماذا كانت ردة فعل القادة الإسرائيليين؟
كنت اتضايق عندما اسمع واقرأ بالجرائد، "جولدا مائير تقول إنى اشم رائحة أجدادى فى خليج العقبة"، وارييل شارون: عمل مقابر جماعية فى سيناء والعريش، وكان يجعل الأسرى المصريين يحفرون ثم يأمر جزء من الأسرى بأن يوقعوا زملاءهم داخل الحفرة ويردموا عليهم بالجير الحى، ولكن المصرى العظيم لديه أخلاقيات الحرب، الأسير لدينا يأكل ويشرب وينام ونأخذ منه أسئلة.
كيف كان استعداد الطيارين المصريين بعد ذلك؟
تعلمنا كيف نتعامل مع الطائرة على السرعات البطيئة والمنخفضة، أخذنا الخبرة من الباكستانيين وليس الروس؛ البعض كان يشكك فى قدرة الطيار المصرى على الحرب، التدريب المصرى كان أفضل فى وضع الخطة والتدريب من الخبراء، لدرجة أننا اشتكينا إلى السادات ومبارك، بأننا لا نريد خبراء والتجارب تثبت ذلك؛ هناك مدربون مصريون أبطال أمثال طليبة، نبيل شكرى وفوزى سلامة، وكان لى الشرف فى 11 نوفمبر 1969 مع البطل الطيار يحيى بدر، كنا طوارئ وقمنا بأول اشتباك جوى مع طائرات الفانتوم.
وأضاف: "البعض وقتها شكك أن طائرات العدو الفانتوم لم تشترك، توجد وثيقة فى الحربية نوت بوك تراجع من رئيس سجلات القوات الجوية، وبعدما انزل من الطائرة نقدم ماكينة تصوير، التى توضح مع من اشتبكت، وكان لى الشرف أن أصيب الطائرة، ولم أكن أعرف أنها الفانتوم الأسرع والأثقل، وكنت ملازما أول وقتها وكان عمرى 21 عاما، ومسجلة بالنوت بوك وهو مثل الشيك فى السجلات القوات الجوية؛ وموقع عليها القائد اللواء ورائد طيار يحيى بدر، قائد السرب، كما أن الشهيد أحمد عاطف عبدالحى، قد أسقط أول طائرة فانتوم، ردًا على من يقول لم نشترك".
زارنا الرئيس السادات، وكان به طيبة ولكننا نمس من طريقة كلامه ضابط ويتكلم بحرفنة وحدة وجدية وابتسامة الثقة، وقال لنا لا تخافوا من الأجانب التى تدربكم سنجعلكم تدربون أنفسكم، وزارنا أيضًا رئيس أركان قائد القوات الجوية حسنى مبارك، فى 14 نوفمبر 1969، فى مطار يبعد 20 كيلو عن شمال شرق القاهرة فجرًا، وكان يمكث حتى الصباح ليرى التدريب والعمليات، وقال لنا فى أيديكم النصر أو الشهادة، ثم نقلت إلى الكلية الجوية أنا، ومصطفى حافظ، وهانى حسن، والتهامى وصلاح دنش، فى أواخر 1971، لتخريج أعداد من الطيارين، لأن عددنا قليل وإسرائيل أعداد طياريها كثيرة، وكانوا يدخلوا العمق المصرى، أما الطيارون الأجانب فكانوا مظلات فوق العريش وسيناء، لأنه إذا تم أسرهم داخل مصر كان الحكم عليهم بالإعدام، فهو أجنبى دخل بلدى".
وأردف: "المهم كنا نُعلم الطلبة على كيفية الطيران الليلى، استعدادًا للحرب، وفى 14 يوليو 1973، تزوجت وأخذت اجازة يوم واحد؛ وكنا قبل الحرب بثلاثة شهور".
بعد الانتصار هل اختلفت العقلية الإسرائيلية عن الجندى المصرى؟
أنا قدت الطائرة مع شارون بأوامر من المراسم ليتفرج على النيل والأقصر وأسوان، حسب الاتفاق هم يفرجونا ونحن أيضًا، وكان يريد أن يتقدم على مقدمة الطائرة رفضت، وسمحت له بالاقتراب منى قلت له اننا فوق بحيرة ناصر وجدته ارتعب من اسم عبدالناصر، وقال لى كيف يكون لديكم نهر النيل والزراعات قليلة، طلبت من برج مطار القاهرة أن نذهب إلى شمال شرق القاهرة، واتجهنا إلى منطقة الثغرة، لأذكر شارون بالثغرة؛ وقلت له هذا المكان ضُربت أنت وقواتك فيه بطائرات التدريب للكلية الجوية ما قلته عن الجنود المصرية عام 1967 ليس الذى تقوله الآن.
طلعت فى إحدى المرات مع وفد من القوات المسلحة فى مباحثات السلام تسليم وتسلم والانسحاب، دخلت مع الجنود الإسرائيليين مطار الجورة بالعريش عام 1979، وقالوا إن جنود مصر ليسوا جنود 1967، هؤلاء متعلمون وجامعيون واضح كيف يتعاملون مع المعدة بحرفية وثقافة عالية وفكرهم فيه تطور، وسمعت فى إحدى المرات من داخل إسرائيل أن ناس بتتمسخر على قادتهم الذين كانوا سبب الهزيمة، شارون وديان وجولدا مائير، وقلت لأحد العسكريين إن "جولدا مائير قالت اشم رائحة أجدادى اليوم تقول أنا فى فزع"، وأعجبت من سؤال لإحدى مذيعات "بى بى سى"، عندما سألت شارون "مصر هزمتكم هزيمة ساحقة.. هل بسبب شهر رمضان أم المفاجأة أم تطور وكثرة السلاح؟ رد عليها قائلًا: ما وراء السلاح الجندى المصرى.
فى عام 1982 كنا فى طلعة إلى تل أبيب، نظرًا لمباحثات استرجاع طابا، وقال لى عزرا وايزمان باللغة العربية، إنه كان طيار واشترك فى فيتنام وأنا محب لمصر ومتزوج يهودية مصرية من الإسماعيلية، طبعًا مصر لا تُحارب إلا من يحاربها لسنا دعاة حرب ولابد من أخذ حذرنا، ذهبت إلى القدس وتكلمت مع الشعب الفلسطينى والإسرائيلى وعرفت من طالب يهودى أن هناك خرائط يدرسونها بالجامعة الإسرائيلية من النيل إلى الفرات وسيأخذون جزءا من هنا وهنا، وأكدها لى وقتها أستاذ أكاديمى فلسطينى بكلية العلوم يُدعى عبدالرحمن مروانة، وقال: الخريطة الأخرى هى المعروفة حاليًا حتى يظهروا للعالم أن إسرائيل صغيرة ومحددة، ومنذ فترة قليلة اتصل بى وحذر الشعب المصرى من انتخاب الإخوان المسلمين فهم لديهم مخططات، وإذا لاحظت إسرائيل تقريبًا كل 25 عاما لابد أن تحدث حربا 1948 و1967، وما نحن فيه.
ماذا عن تطوير الطيران؟
الطيران حاليًا تطور أكثر من ذى قبل، فتستطيع أن تضع على الكمبيوتر خط سير الطائرة وتضع نقطة فى الكمبيوتر على الهدف المراد تدميره وتصل نسبة نجاح التدمير إلى أكثر من 99%، ولذا عندما ضربنا الإرهابيين فى ليبيا كان الهدف محققا ومتقنا بدقة شديدة، الطائرة المتقدمة تستطيع أن تسير فى جو غائم ملبد وستصل للهدف ولا يحدث خطأ فهى موجهة بالقمر الاصطناعى، ومع العلم هذا الجهاز الموجه بالأقمار الاصطناعية بالطائرة لو عطل لا يصلحه إلا مصنع الطائرة نفسه الذى صنعتها؛ واستطاع مهندس مصرى إصلاحه، وهذه عبقرية المصرى.
على الرغم من هذه الصعوبات والتضحيات من الجيش نرى البعض يُكرر "يسقط حكم العسكر".. ما تعليقك؟
أقول لهؤلاء المجرمين إن الجيش هو من دافع عنكم فى الحرب والسلام، الجيش هو الذى حمى الثورة والشعب، الجيش من أبناء مصر الأب والابن والأخ وعمى وخالى، وقال: "انتم ضحكوا عليكم بكلمة مسلم ومسيحى، غنى وفقير، مسلم سنى وشيعى، وتركوا قضية النزاع العربى الإسرائيلى، وأخذتم تتنازعون على الفرقة، نحن لما جاءت الأوامر وقت حدوث الثغرة بأن نشترك بطائرات الكلية الأقل سرعة وتسليحا رأيت الجنود المصريين يرفعون أيديهم ويهللون من الفرح أنهم وجدوا زملاءهم فى الطائرات المصرية بيحموهم من فوق، كغطاء حماية لهم قرب الإسماعيلية والكبريت، وكان الجبن والخوف والرعب على الجنود الإسرائيليين، الذين فتحوا إضاءة العربات لتشوش الرؤية على الطيارين المصريين ويهربوا أسفل عرباتهم وقادتهم يهربون، وكنا نهتم بقتل الأفراد الإسرائيليين، ولا نهتم بالمعدات.
ويشاء القدر بعد انتهاء الحرب؛ عدت مجددًا إلى أسراب الميج 21 لمدة عامين ثم اخترت فى أسراب المواصلات لأكون طيارا على طائرة الرئاسة والشخصيات الهامة، لأن الطائرة لها مواصفات سريعة حتى تخدم البلد وتقوم برحلات مكوكية سواء التفتيش على الجيش والجنود والمحافظات ومهمات الرئيس، وقد كان لى الحظ أن أكون مع السادات ومبارك، وشخصيات هامة من ضمنهم عزرا وايزمان وشارون، أقول للشباب أنا خدمت بلدى وأريد أن أخدمها مرة أخرى رغم إنى تعديت سن المعاش بسنوات.
من خلال طبيعة عملك ما الذى لفت نظركم أثناء سفرياتك مع الوفود المصرية؟
ذهبت مع الوفد المصرى من تل أبيب وإيلات إلى رومانيا لاستكمال الاتفاقيات ومباحثات السلام، وأثناء وجودنا رأيت الشعب الرومانى، وفى ألمانيا الشرقية أيضًا لفت نظرى ناس عجائز من سن 60 إلى70 عاما يمسكون المكانس والجرادل لتنظيف الشوارع، واندهشت فعبرت للمرافق الذى معنا عن استغرابى، فقال لى إننا خرجنا من حرب دمرت بلدنا وعلينا أن نُعمرها مرة أخرى، أيضًا الشباب كان يبنى ويجمع الفاكهة ويعمل بالمصانع ويزرع، لماذا نحن لا نطبق الحد الأقصى للمرتبات؟ لماذا يتمسك البعض براتبه الضخم؟ أيضًا عيب على المظاهرات الفئوية التى تخرج هل مصر قليلة علينا، نُعمر بلدنا أولًا ثم نطلب، جيلنا ضحى بشبابه من أجل مصر، مصر محتاجة لشبابها.
فى أواخر السبعينيات ذهبت مع بطرس غالى إلى الدول الأفريقية لمباحثات حول ملف النيل؛ خاصة أن الشعب الأفريقى محتاج للصناعات المصرية، أين الملحق التجارى؟ لماذا لا يفعل اتفاقيات وصادرات مع الدول الأفريقية؟ أين دور الإعلام فى توضيح صورة مصر؟ مصر تحارب الإرهاب وليس المعارضة كما يدعون بالخارج خصوصًا فى الدول الغربية، أين دور الأزهر ووزارة الأوقاف؟ اشتغلت بشركة مصر للطيران فى العريش، بعد وصولى لسن المعاش فى القوات الجوية وأثناء صلاة الجمعة وجدت إمام الجامع ملامحه غير مصرية ويوجد مصريون أيضًا يخاطب الناس ويتكلم فى السياسة ويُحفز على التطرف.
أثناء وجودى بالحج عام 1990 وجدت رجلا فى الحرم المكى يعرض على أن يجندنى فى جماعات متطرفة وهذه قذارة الإرهاب، قدمت دراسة للدكتور عاطف عبيد أن منطقة بئر العبد حتى قنطرة شرق صالحة للزراعة، كما أننى قدت الطائرة مع العالم الدكتور فاروق الباز، للمنطقة الغربية ناحية الوادى وسيوة، وقال إن هذه الأرض قابلة للزراعة وبها مخزون مياه جوفى هائل وكان بالمنطقة آثار نهر قديم، وطلعت مع الرئيس حسنى مبارك، فى افتتاح ليبيا للنهر العظيم؛ وجدتهم استغلوا المياه الجوفية الهائلة الموجودة على حدود البلدين مع السودان، بلدنا مليئة شغل ولكن تحتاج رؤى والعمل بضمير.
ما الموقف الصعب الذى لا يُمكن أن تنساه من خلال الحروب التى التحقت بها؟
عندما استشهد زوج أختى سليمان، وكان مسموحا لى بزيارة أمى وأخواتى ساعات قليلة، ووجدت أختى تحمل طفلها بيدها وتسأل عن أخبار زوجها فى الحرب، وكنا بعد يوم 20 أكتوبر 1973، قلت لها موجود بخير ويسلم عليك ولم أقل أنه استشهد فى المعركة فما بالك بموقفى، أيضًا الطيار البطل أحمد التهامى أيقظنى من النوم فى ساعات الصباح الأولى وكنت فى بداية نومى، وقال لى أنا رجعت من عند أمى وأخواتى وكأنى بودعهم ورأى رؤيا بأنى سأكون معه بالجنة وتنبأ أنه سيستشهد اليوم، وطلب منى أن أسلم بعض المتعلقات الشخصية إلى أمه وأخواته، وكانت الغرفة مظلمة ووجهه به نور، أخذت بكلامه بعين الاعتبار وفعلًا استشهد.
كيف ترى المنطقة العربية والتدخلات الغربية فى شئونها؟
المنطقة منذ الثمانينيات وهى فى خطر، فى مرة ذهبت لإحضار شخصية قيادية بالأردن عام 1989، فوجدته فجأة يصيح بصوت عال وهو يقول "انظر على خريطة مصر أين منطقة رفح، حلايب وشلاتين؟ قلت له: أنا مسئول عن فنيات الطائرة، أمرنى بالذهاب إلى أمريكا حتى يتم تعديل الخريطة ويضيفوا المناطق المنقطعة فيها، أيضًا سمعت الرئيس مبارك يقول للمشير أبوغزالة "من ساعة ما نوعت السلاح وأمريكا ليست راضية عنى ورفضت إعطاء راس بناس، وهى قاعدة بحرية مصرية فى البحر الأحمر على الحدود المصرية السعودية، وقد طلبتها أمريكا ورفضنا".
هل ترى أن مصر قابلة للتقسيم؟
المصريون يجتمعون فى وقت الخطر على قلب رجل واحد، فى حرب 1973 اجتمع المصريون، رغم وجود معارضة ضد الوزراء وانتقاد البلد، وعندما قامت الحرب الكل توحد، اريد أن أقول "الأمريكيون ليس لهم مبدأ لهم المصلحة وطالما الشعب المصرى صاحب الأرض موحد مع أبناء جيشه يأكلون البصارة والفول والطعمية فلن يستطيع أحد تقسيم مصر، علينا أن نستيقظ هناك مخطط إخوانى إرهابى يريد تدمير مصر، ولو سقطت مصر فسيسقط الجميع ولن يسمح أبناء مصر بذلك".
من تعاملك مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.. كيف كانت شخصيته؟
رأيت عين الرئيس عبدالناصر، ويخرج منها شعاع يجذب انتباه الذى أمامه ويجعله ينصت فقط، شخصيته قوية، كان دائمًا يقول الذى حدث لم يكن حربا.
ما أبرز عادات الرئيسين السادات ومبارك؟
الرئيس السادات ينظر بوجه فيه شموخ وابتسامة وسعادة، ويرفع يده ويعتنى بالآخرين، كل أسراره عرفتها من فوزى عبدالحافظ، سكرتير مكتبه، فهو يسكن فى شقة بعمارة خالى، وقال لى إن السادات يحتفظ بالبدلة وبالترزى، فهو لم يُغيره حتى بعدما أصبح رئيسا، أخوه الأصغر عاطف السادات استشهد وأيضًا الطيار أحمد التهامى استشهد فى الحرب وهو شقيق مستشار رئيس الحمهورية، أما الرئيس مبارك فيتضايق جدًا عندما يرى شخصا شعره طويل وله كرش وكان حازما وصارما، يدقق فى الأشياء ويظهر لك أنه فاهم كل شىء وكان ينظر إلى كابينة الطائرة أثناء قيادتى يشعرنى أنه يعرف عملى ولا انكر أنه محب للجيش والبلد، وفى عهده لم يطلب من أحد أن يُغنى له؛ هناك من كان يُنافقه ولكنه كان يعلم من هم منافقوه، إلا أن أكبر أخطائه أنه عين مسئولين غير مؤهلين لهذه المناصب، فضلا عن كبر سنه.
وما أهم المواقف التى تتذكرها لهما؟
كلفت بطلعة مع الرئيس أنور السادات فى عام 1979، لمقابلة مناحم بيجن، فى أسوان وذهبت احضر البوسطة التى تعرض عليه؛ فوجدت وجهه الأسمر جميلا وشخصيته مرحة، وعندما رجع من المفاوضات مع إسرائيل وجهه كان صعب، يكشر بسبب المفاوض الإسرائيلى، الذي يتغير موقفه بعد كل اتفاق، وفى عام 1977، وأحداث رغيف الخبز عندما قل الدعم الناس كسرت الأتوبيسات، وقتها عمل طلعة بالطائرة فى الإسكندرية، وقال لمرافقيه "ليست هذه شيمة الشعب المصرى أكيد ناس دخلاء عليه"، وانزعج الرئيس عندما قال لرئيس الوزراء مصطفى خليل "يطلقون على السادات خديو يعيش فى القصور"، وكان البعض يقول "سيد بيه يا سيد بيه كيلو اللحمة بقى بجنيه".
وفى وفاة الشاه إيران محمد بهلوى، كُلفت أن آخذ السادات من مطار النزهة بالإسكندرية، فقال الرئيس الراحل عن الشاه إنه "رجل عظيم يحب مصر وخدم مصر وحول سفينة البترول الإيرانية فى البحر إلى مصر بدلًا من أوروبا وأعطونا قطع غيار للمعدات العسكرية أثناء الحرب"، وأكد السادات آنذاك أنه لن يسمح للرجل الذى وقف فى محنة مصر أن يُهان ودفن فى مصر وقال "أحب الشاه لأنه وقف معى".
وأضاف: "شخصية السادات كانت تسير حسب الموقف فكان يعطى ملاحظات فى الجيش ويتحدث باقتدار، أما معنا فيبتسم ويشاور بعظمة ودائمًا يحترم من يعمل معه ويعتنى به ويطمئن عليه، وأظرف شىء كنا فى أمريكا قلت لخبير بوزارة الخارجية الأمريكية من ستختار كارتر أم ريجان؛ فطلب منى ورقة وكتب عليها ارشح الرئيس السادات هذا الرجل عبقرى ومحب لبلده وللسلام"، وفى عام 1982 بعد وفاة السادات قال أحد مسئولى إسرائيل "السادات أخذ 14 كيلو طولًا بعد القناة، والسلام أعطاه140 كيلو هذا الرجل داهية، وعندما عرف أن أمريكا أرسلت المعدات العسكرية والجنود، أوقف الحرب وتفاوض على السلام وزارنا فى إسرائيل ووضعنا فى موقف صعب".
وماذا عن الرئيس مبارك؟
أولًا أنا مؤيد للثورة، لا انكر أنه يوجد كم من الفساد فى عهد مبارك، ولكن أيضًا لم انس له أنه بنى القوات الجوية وكان يفتش على المطارات فى الساعة الثالثة صباحًا، وتابع: "فى مرة أمرنى أن أحول الزيارة المقررة من أسيوط إلى الغردقة وذهبنا إلى الغردقة فجأة ومعه وزيرة الشئون الاجتماعية فى بداية التسعينيات، وركب سيارة جيب ودخل يفتش فى محافظة البحر الأحمر والإدارات الحكومية فى المحافظة والناس والمسئولين فوجئوا به، وعندما وجد أخطاء أقال محافظ البحر الأحمر ونقل بعض الموظفين من المحافظة، ورفض زيارة محافظة أسيوط، بعدما نمى إلى علمه أن مسئولى المحافظة يعلمون بمجيئه".
وأخيرًا.. هل تعاملت مع الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
تعاملت معه عندما كان مديرًا للمخابرات فى التسعينيات، فهو رجل عظيم أنا شفت مبنى المخابرات العامة، عندما نسى النظارة وأعطيتها له فى عام 1991، وكان عبارة عن خلية نحل هناك الملف الفلسطينى، الملف الأفريقى، ملف الإرهاب، بخلاف كم الإرهاب والمؤامرات الموجودة فى العالم على مصر، السيسى رجل عظيم يجب أن نُساعده نحن فى حالة حرب، وهو يعلم أنهم يريدون تدمير مصر من الشرق والغرب، وأقول له: "احذر من منافقيك فى عهد مبارك كتب أعضاء مجلس الشعب وفى المحافظات وثيقة الدم مدى الحياة يا مبارك".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.