في ذكرى رجيل الزعيم عبد الناصر..نرصد أهم مواقفه الإنسانية والتي قد لا يعلمها الكثيرون..فهو إنسان ذو حس مرهف تمكنه من تذوق الأغاني والموال..ويتألم مع الأغاني المليئة بالشجن والوجع. وفي إحدى الحكايات التي سردها الحاج عيد أحد الباعة السابقين بسور الأزبكية والذي يعتبر مرجعا أساسيا في المواويل الشعبية والتراثية، حيث يعد من مواليد الأربعينيات من القرن الماضي ومن أقرب أصدقاء مطرب شعبي مشهور من مطربي الزمن الجميل ولكنه لم يلق حظا وفيرا من الشهرة والانتشار. إنه المطرب الشعبي الريس حنفي أحمد حسن الفنان الصعيدي الذي يعمل بإذاعة الإسكندرية المحلية منذ أوائل الستينيات وله أغاني ومواويل كثيرة تعدت ال50 موالا. ذكر الريس حنفي لصديقه (الحاج عيد) أنه فؤجئ ذات يوم كان بالإسكندرية بمكتب رئاسة الجمهورية يستدعيه لمقابلة الزعيم جمال عبد الناصر .. اندهش الريس حنفي من هذا الاستدعاء فهو لا يعتقد أن عبد الناصر يريد منه إحياء حفل زفاف مثلا فضلا عن أن الريس حنفي من المعجبين بثورة يوليو وليس له أي نشاط سياسي ولكن ما طمأن الريس حنفي هو أن الزعيم يقضي عطلته الأسبوعية بالإسكندرية وليس هناك أي مجال للأمور السياسية. ويتابع الحاج عيد نقلا عن صديقه الريس حنفي قائلا: "استقبل الزعيم عبد الناصر الريس حنفي استقبالا حارا وبدأوا في الكلام وأبدى عبد الناصر إعجابه بموال (الغربة طالت علئ) للريس حنفي وحين سمعه بحضور (حنفي ) دمعت عيناه والتي فوجئ حنفي بهذه الدموع. وقال عبد الناصر للريس حنفي (لم أجد وصفا يناسب حالتي في غربتي في فلسطين أثناء الحرب سوى كلمات هذا الموال وأداءك المليء بالشجن والحزن). وأضاف عبد الناصر "ولكن الذي زاد من إعجابي هي تلك المقدمة الموسيقية الصعيدية المليئة بالحزن التي داعبت لديّ نشأتي فأنا صعيدي النشأة). وطلب عبد الناصر من الريس حنفي ضرورة تجميع كافة أغانيه ومواويله على إسطوانات لسهولة العثور عليها والتمتع بسماعها.