تمثل مناطق الصراعات الدموية، خاصة تلك التى تتهيأ لتغييرات تاريخية، أرضاخصبة للتواجد الإسرائيلى القائم على استراتيجيات سياسية مدعومة بنشاطات عسكريةواسعة أو مهمات قتالية محدودة وذلك بهدف المشاركة فى إعادة ترتيب الأوضاع فى تلكالمناطق لضمان الحصول على جزء من كعكة الثروات أو النفوذ السياسى والأمنى.وفيما كان انهيار الاتحاد السوفيتى وتفتته فرصة سانحة لإسرائيل حتى تدعم مراكزتواجدها فى آسيا الوسطى، أدت الصراعات التى لا تتوقف فى أفريقيا إلى تغلغل النفوذالإسرائيلى ليسيطر على كافة مناحى الحياة بدءا من دولة جنوب أفريقيا مرورا بدولأفريقيا الوسطى وحوض النيل.ويبدو أن مسلسل الثورات العربية وانهيار الأنظمة الديكتاتورية التى مثلت قاعدةحقيقية منحت إسرائيل حقبة من الشعور بالأمان، جعل النشاط الإسرائيلى يحاول التمددإلى مناطق باتت تمثل هاجسا ومصدرا لقلق كبير لدى صانعى القرار الإسرائيليين.وقد أثارت تقارير صحفية حول إرسال إسرائيل مرتزقة لدعم نظام معمر القذافىالكثير من المخاوف حول مدى قدرة الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية على تعكير صفوما بات يعرف ب الربيع العربى وإجهاض حلم الشعوب العربية فى التحرر من أنظمتهاالديكتاتورية على غرار ما جرى فى مصر وتونس.وجاءت تصريحات نقلها موقع (أنيان مركزى) الناطق بالعبرية عن مدير أكاديميةالأمن العالمى الإسرائيلية ميرزا ديفيد حول تطوير التدريب فى تلك الأكاديمية التىأسهمت فى تدريب 14 ألف مقاتل حتى الآن من المرتزقة، بحيث يتم تدريب مجموعات منالعرب الذين لن يتمكنوا من دخول إسرائيل فى دورات أكاديمية بدولة الجبل الأسود،وهى إحدى جمهوريات يوغوسلافيا السابقة، لتعزز تلك المخاوف.وتشير تصريحات ميرزا إلى أن مدة التدريب فى تلك الأكاديمية تستمر لمدة 7أسابيع وتهدف إلى التدريب على القتال فى الدول العربية والإسلامية فى ضوءالاضطرابات التى تشهدها تلك الدول، حيث يشارك فيها شباب يحملون الجنسيات العربيةمعظمهم من العراق وبعض الدول الأخرى ويتدربون على القيام بعمليات مرتدين الزىالعربى، ويطبقون أساليب وحدة المستعربين الإسرائيلية المشهورة فى الأراضىالفلسطينية والمتخصصة فى استهداف الناشطين الفلسطينين.