حالة من التوتر تشوب العلاقات الإسرائيلية الأمريكية بسبب توقيع أوباما ورعايته للإتفاق بشأن البرنامج النوورى الإيرانى ،وفى ظل هذه الأجواء تواترت أنباء عن غضب حكومة نتنياهو من هذا الإتفاق، وإتجاه نواياها لأن توجه ضربة عسكرية لإيران ، حتى لا تستكمل طهران تمددها فى المنطقة، وتوسع حلم إمبراطوريتها الفارسية على حساب حلم أرض الميعاد الصهيونية.
وفى هذا السياق قال اللواء حسام سويلم مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا ،أنه من المحتمل أن توجه إسرائيل ضربة عسكرية لإيران، إذا إخترقت الأخيرة إتفاقها مع مجموعة دول "5+1"، والسبب فى ذلك هو وجود منشات جديدة سرية، حسبما أعلنت المعارضة الإيرانية، وهو ما يوحى بإتجاه طهران لأن تستأنف عمليات تخصيب اليورانيوم ،ويؤكد إحتمالية أن تقوم إسرائيل بضربها ،خاصة فى الفترة المتبقية من ولاية إدارة أوباما.
وشدد سويلم على أن العلاقات بين أمريكا وإسرائيل متوترة بالفعل حاليا ،متوقعا أن ينتهز "نتنياهو" الفرصة الملاءمة ليوجه ضربته لإيران ، فى ظل هذا التوتر.
وإختلف معه اللواء دكتور محمود خلف، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية ،وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية ،مؤكدا أنه من غير الوارد ،أن تقوم إسرائيل بأى عمل عسكرى ضد إيران ،لأن الإتفاق النووى المعلن عنه إتفاق إطارى ،ما زال حوله جدل كثير.
وأضاف خلف أن إسرائيل لديها مراكز قوة فى واشنطن ،واللوبى الصهيونى قادر على إستصدار قرار من الكونجرس لإيقاف المصادقة على هذا الإتفاق الإطارى.
وشدد الخبير الإستراتيجى على أن اللوبى "الأى باك" فى أمريكا لديه ثقل مع الجمهوريين ،ومسيطر على الكونجرس ،وعلى الجميع داخل الولاياتالمتحدة ،وبالتالى ستلعب "تل أبيب" بالكروت السياسية،لأنه لا ضرورة للقيام بعمل عسكرى ،لن تسمح به الظروف ، كما لن يحقق لها الهدف المطلوب ،ومن ثم يصبح التدخل العسكرى غير مجد وغير وارد بكل المقاييس.
وفى سياق متصل قال اللواء دكتور زكريا حسين ،مدير أكاديمية السادات ،أنه منذ عام 2003 كانت المفاوضات جارية مع أمريكا على البرنامج النووى الإيرانى،وتصاعدت خلال تلك الفترة فكرة ردع إيران بضربة عسكرية بالإشتراك مع إسرائيل، وتم الحشد لها والتدريب عليها ،ولكن رؤى أنها لن تكون فاعلة، بعدما تأكد عدم قبول المجتمع الدولى وخاصة الامة الإسلامية بتكرار ما حدث فى العراق. وهذا الأمر غير قائم، خاصة أن الإتفاق الأخير يعكس تقارب أمريكى إيرانى لتنفيذ المصالح الأمريكية فى المنطقة،وعلى رأسها دعم التنظيمات المتطرفة التى تنفذ المخطط الصهيوأمريكى بتقسيم وتفتيت الدول العربية ، وهو هدف تتفق وتتلاقى حوله أمريكاوإيران وإسرائيل ،وأدواتهم فى تحقيقه هى الجماعات المتطرفة مثل جماعة الحوثيين وغيرها.