باعت وزارتا السياحة والطيران المدنى "الوهم" للحكومة وللشعب المصرى خلال المؤتمر الاقتصادى الذى انعقد بشرم الشيخ خلال الشهر الماضى حيث لم تنجح المشروعات التى روجت لها الوزارتان قبل المؤتمر الاقتصادى فى جذب أي من المستثمرين الأجانب أو العرب لهما . الطيران المدنى رغم إعلان الطيار حسام كمال وزير الطيران المدنى أن مشروع "مدينة المطار" حول مطار القاهرة الدولى والذى تم طرح مرحلة مهمة منه عبارة عن منطقتين استثماريتين تبلغ مساحتهما 3 ملايين متر مربع مخصصة لاقامة العديد من الانشطة الاستثمارية تشمل عددا من المشروعات اللوجستية والسياحية والتجارية والترفيهية والخدمية، التى تساهم في دفع التنمية وخدمة الاقتصاد الوطني، والتى تفتح مجال العمل لآلاف الشباب من مختلف التخصصات، وتصل حجم استثماراتها إلى 80 مليار جنيه، فضلا عن أن العوائد المتوقع تحقيقها من المشروع حسب الدراسات التى تم إعدادها بواسطة بيت خبرة عالمى تصل إلى 422 مليار جنيه حتى عام 2040 ، إلا أن أحدا من المستثمرين سواء الاجانب او العرب لم يلتفت إلى هذا المشروع الذى اعتبرته الوزارة فى وقت سابق من 2015 احد المشروعات التى تدخل مصر ضمن أباطرة الطيران فى العالم وتجعل من مطار القاهرة مطارا محوريا . الغريب فى الأمر أن كمال أكد فى تصريحات صحفية خلال الأشهر الماضية أن هناك ما يقرب من 10 مستثمرين أعلنوا استعدادهم للاستثمار بهذا المشروع وأن المؤتمر الاقتصادى سيكون المحطة الرئيسية لانطلاقه إلا أن هذا لم يحدث ولم يتقدم أحد بطلب رسمى للاستثمار بهذا المشروع . أما الطامة الكبرى التى اطلقتها الحكومة بوجه وزير الطيران فكانت فى الاعلان عن تدشين العاصمة الجديدة وانشاء مطار دولى به يضم المشروعات التى تم الاعلان عن تنفيذها حول مطار القاهرة ما يستحيل معه وفقا لتقديرات خبراء الطيران انشاء مدينتين للمطار البعد بينهما كيلو مترات معدودة . السياحة رغم إعلان وزارة السياحة قبل بدء المؤتمر الاقتصادى انها جهزت 5 مشروعات سياحية تبلغ استثماراتها نحو 2 مليار دولار وفقا للدكتور ابراهيم العشماوى مستشار وزير السياحة لشئون الاستثمار إلا أن الوزارة عرضت فقط مشروعين من الخمسة المعلن عنهم والغريب أنه لم يتقدم أحد من المستثمرين الأجانب أو العرب لطلب الاستثمار بتلك المشروعات، بل كان العرض التقديمى لهذين المشروعين يفتقد الدراسة التفصيلية ومراحل التنمية . المفاجأة تمثلت فى أن هناك 4 شركات أبدت اهتمامها بعد انتهاء المؤتمر وخلال الأسبوع الماضى بتنفيذ مشروع مركز جمشة السياحى وهو أحد المشروعين الذين تم عرضهم بالمؤتمر، هم مجموعة ترافكو السياحية وشركة السادس من اكتوبر للاستثمار العقارى (سوديك ) ومجموعة البحر الأحمر للاستثمار السياحى ومجموعة سندباد للاستثمار السياحى وفقا لتصريحات المهندس سراج سعد الدين رئيس هيئة التنمية السياحية، جميعها مصرية وتقدمت من قبل لتنفيذ تلك المشروع، ما يعنى أن الاستثمار الأجنبى بمشروعات السياحة التى عرضت بالمؤتمر الذى تحتاجه مصر حاليا بشدة يساوى "صفر".