وجدت جماعة الإخوان الإرهابية نفسها في سدة الحكم بمصر، عقب الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وفجأة أيضا وجدت نفسها خارجه، والقبض على قادتهم نتيجة ثورة 30 يونيو. الجماعة عقب عزل محمد مرسي مباشرة كانت على يقين بأن لديها القدرة على إجبار الجميع بما فيهم المؤسسة العسكرية على عودة مرسي للحكم مرة أخرى، وأنهم يستطيعون شل الحياة في مصر، بما يسمح للمجتمع الدولي بالتمسك بعودة المعزول، والاعتراف بشرعيته، لكن مع مرور الوقت، وتثبيت نظام حكم 30 يونيو دعائمه، واعتراف العالم به، وتحقيقه نجاحات كبيرة على مختلف الأصعدة، مقابل فشل كل محاولات الجماعة لعرقلة مسيرة الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته، جعل الجماعة تغير إستراتيجيتها. مصادر قيادية بما يسمي بتحالف دعم الشرعية قالت ل"فيتو":"عندما تأكد لنا استحالة عودة مرسي، وأن هذا المطلب أصبح عبئا على تحركات التحالف، على الصعيد الداخلي والدولي، وأنه من المهم استمرار تواجد تيار الإسلام السياسي في المعترك السياسي بشكل شرعي، بعكس ما يريده أنصار النظام الجديد، قررنا العمل على إجبار نظام الحكم على الجلوس معنا". العودة للمشهد وأضافت المصادر:"إننا نعمل على إجبار النظام على تقديم تنازلات حقيقية في اتجاه عودتنا للمشهد السياسي بشكل شرعي، والإفراج عن المقبوض عليهم، وتقديم تعويضات لأهالي الشهداء، ووقف ملاحقة معارضي 30 يونيو من الإسلاميين". وأشار المصدر إلى أن خطة التحالف التي وضعوا لها اسما بعنوان "الرقم الصعب" كانت تهدف إلى إرباك النظام، وأن تجعل من تيار الإسلام السياسي رقما صعبا يصعب تجاوزه، أو النجاح في إدارة البلاد بدون التصالح معه، هذه الخطة وفقا للمعلومات التي حصلت عليها "فيتو" كانت تعتمد على وجود حراك ومظاهرات في الشارع بأعداد كبيرة. وأكدت أن الخطة تعتمد على القيام بعمليات نوعية تستهدف تعطيل بعض المرافق مثل الكهرباء والمواصلات وغيرها، بما يؤدي إلى وجود ضغط شعبي على مؤسسة الرئاسة والحكومة، لدرجة تعطلهم عن إدارة البلاد، وبالتالي تستجيب الدولة للجلوس مع قادة التحالف، وفي مقدمتهم بطبيعة الحال قيادات الإخوان، وتقديم تنازلات حقيقة تسمح بعودتهم للحياة السياسية، مقابل توقف المظاهرات والسماح لحركة الحياة داخل البلاد أن تستمر. "لكن هذا التحرك فشلنا فيه أيضا بسبب سياسة الإخوان التي تعتمد على وجهة النظر الواحدة" بهذه الكلمات عبر مصدر بتحالف"دعم الشرعية" عن حالة الفشل التي انتابت جميع تحركات الإخوان وحلفائهم. الفشل وقال:"الواقع يقول أخفقنا في تحقيق الهدف، وأننا نسير من فشل إلى فشل آخر، مقابل نجاحات متلاحقة للنظام الحالي، وكان آخر هذه النجاحات ما حدث في المؤتمر الاقتصادي مؤخرا، وحالة الدعم الدولي غير المتوقعة لنظام حكم السيسي". وأضاف:"كل ذلك تسبب في تفكك تحالف دعم الشرعية بشكل شبه نهائي، بجانب حالة الإحباط غير العادية، داخل قواعد الإخوان بشكل خاص جعلت كثيرين منهم يطالبون بمحاسبة قيادات الجماعة على حالة الفشل المتلاحقة التي تعرضت لها منذ 2012 وحتى الآن، والدفع بقيادة أخرى تدير الإخوان، غير التي تصدرت المشهد في الفترة الأخيرة". "إنقاذ المشروع" وتوقع المصدر، أن تنفجر الجماعة من الداخل، وأن تظهر مجموعة داخل الإخوان تطلق على نفسها "إنقاذ المشروع" يقودها حلمي الجزار ومحمد طوسن وعلي فتح الباب وخالد حنفي، في استغلال حالة السخط داخل قواعد الجماعة ضد قياداتها، وأن تجعل هذه القيادات تتخلي على الأقل عن إدارة الجماعة، وتأجيل فكرة محاكمتهم أو محاسباتهم، إلى مابعد انتهاء أزمتهم الراهنة. وأوضح أن فكر هذه المجموعة تعتمد على تكرار ما قام به حزب أربكان في تركيا، عندما تم الإطاحة به من الحكم من قبل الجيش هناك، ولكنه لم يدخل في مواجهة مع الدولة في حينها، وأعاد بناء قواعده بمسميات مختلفة، إلى أن وصل لسدة الحكم في أنقرة الآن، بقيادة رجب طيب أردوغان.