الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يؤكد دعم بلاده ووقوفها التام مع السعودية في حربها ضد الحوثيين عاصفة الحزم جاءت استجابة لطلب الرئيس هادي بتقديم المساندة الفورية عربيا ودوليا بما يحفظ اليمن وشعبه ويصون سيادته ووحدة أراضيه
شدد سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رئيس القمة الخامسة والعشرين على دعم بلاده ووقوفها التام مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية وبقية أشقائها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية في حقها في الدفاع عن نفسها بعد أن استنفدت الجهود كافة في محاولة لإيجاد حل للأزمة اليمنية وإقناع المليشيات الحوثية بالطرق السلمية.
وأوضح فى الكلمة التى القاها فى الجلسة الافتتاحية للقمة العربية السادسة والعشرين أن عملية عاصفة الحزم جاءت استجابة لطلب رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي بتقديم المساندة الفورية عربيا ودوليا بما يحفظ اليمن وشعبه ويصون سيادته ووحدة أراضيه واستنادا إلى المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة المتضمنة إقرارا بحق الدول الطبيعي في الدفاع عن نفسها واتخاذ كافة التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليين. ووصف أمير الكويت الظروف والملابسات التى سبقت انعقاد الدورة الخامسة والعشرين فى بلاده يومى 28 و29 مارس من العام 2014 ووصفها بأنها كانت بالغة الدقة وشديدة التعقيد مشيرا الى أن العمل العربى المشترك في تلك الفترة كان يمر بأصعب أوقاته وأسوأ مراحله مما تضاءلت معه فرص عقد الدورة مضيفا ":ولكننا إزاء كل ذلك ازددنا إصرارا على عقد القمة ووجدنا في دعم الأشقاء ومساندتهم لنا عاملا حاسما لتمكيننا من مواصلة العمل وإتمام ترتيبات عقد القمة والتى كانت أول قمة عربية دورية تعقد على أرض الكويت تم فيها تدارس أوضاعنا والمعوقات التي كانت تعترض عملنا المشترك واستطعنا بعون من الله وتوفيقه من التوصل إلى قرارات تنهض بهذا العمل وآليات تمكننا من التحرك في إطار رئاستنا للقمة وذلك بالتنسيق والتعاون مع أشقائنا في محاولة منا لبلورة نهجا يعالج قضايانا وفق منظور جديد ورؤى تتجاوز عقبات الماضي" ولفت الشيخ الصباح الى أن المشهد السياسي في الوطن العربي يزداد فى المرحلة الراهنة سوءا وتعقيدا سواء كان ذلك بالتصعيد الذي رافق الوضع في ليبيا أو التدهور الأمني الذي يعانيه الأشقاء في اليمن غير أن عبر عن ثقته فى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى بقيادته للعمل العربي المشترك في المرحلة سيضع إمكانات مصر وقدراتها في خدمة قضايا الأمة العربية. وأوضح أنه بعد ما يزيد عن الأربع سنوات من دخول المنطقة مرحلة جديدة من الفوضى وعدم الاستقرار والتي أطلق عليها البعض الربيع العربي وهو ماعصف بأمن دولها وقوضت استقرارها وأدخلتها في حسابات معقدة تداول معها البعض واهما رسما جديدا لجغرافية المنطقة مما جعلها نعاني تراجعا حادا في معدلات التنمية وتأخرا ملحوظا في مستوى تقدمها وتطورها مشددا على ضرورة مواجهة تلك التحديات بجهد جماعي ووحدة صف صلبة وترفع على الخلاف والاختلاف في إطار عمل عربي مشترك يحفظ الأمن الإقليمي ويلبي طموحات الشعوب العربية . ورأى أمير الكويت أن ما يأتي به الإرهاب من أفكاره الهدامة وسلوكه المنحرف وأيديولوجيته المارقة وأفعاله المشينة يشكل أبرز التحديات التي يواجه المنطقة ويواجهها العالم أجمع لافتا الى أن مناطق التوتر والصراعات ساهمت في تواجد المنظات الارهابية التي اتخذت من تلك الدول قواعد لها تخطط فيها وتنطلق منها لتنفيذ تلك المخططات الهدامة كما ساهم تقاعس المجتمع الدولي عن التصدي لبؤر التوتر والصراعات في خلق أجواء راعية لتلك المخططات وحاضنة لها وقال إن مما يدعو للألم في هذا الصدد أن نلحظ بأنه كلما إزدادت الصراعات ومعاناة الشعوب جرائها كلما إزداد عجز المجتمع الدولي وآلياته عن التصدي لها. منبها الى أهمية أن تكون جهود مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة شاملة وبفكر إستراتيجي يدرك أن المواجهة فكرا وعقيدة بكل ما تحمله هذه الكلمات من معاني وجوانب لأبعاد سلوك المواجهة "لنتمكن من تحصين شعوبنا ودولنا من أفكار تلك الجماعات الضالة وفكرها المدمر". وتطرق أمير الكويت الى ما وصفه بالكارثة الانسانية في سوريا التى تدخل عامها الخامس حاصدة مئات الآلاف من القتلى وملايين المهجرين واللاجئين بتبعاتها الأمنية الخطيرة ليس على المنطقة فحسب وانما على العالم بأسره مؤكد أن الصراع في سوريا لن ينتهي إلا بحل سياسي يكفل لسوريا سيادتها ووحدتها ويعيد الاستقرار إلى ربوعها ويلبي مطالب شعبها المشروعة. و أشار الى أنه استشعارا بحجم الكارثة التي يمر بها الأشقاء وشعورا بالمسؤولية الأخوية فقد وافق على طلب تقدم به الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لاستضافة المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا يوم الثلاثاء المقبل موجها الدعوة للمشاركة الفاعلة والسخية في هذا المؤتمر الذي عبر عن أمله فى "أن يحقق الأهداف المرجوة منه لنتمكن من مساعدة أشقائنا وإعانتهم على تحمل تبعات ذلك الصراع المدمر". وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومسيرة السلام في الشرق الأوسط قال إنها تبقى ملفا يحمله العرب في كافة لقاءاتهم الثنائية والاقليمية والدولية كأولوية لهم سعيا لحلها بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لننهي معاناة أشقائنا فلن نهنأ بالأمن وننعم بالاستقرار طالما إستمرت هذه القضية دون حل . وحول الأوضاع فى اليمن لفت الشيخ صباح الأحمد الى " أن التطورات السريعة التي تجري فيه مثلت مبعثا لقلقنا وتهديدا لأمننا نتيجة لاستمرار المليشيات الحوثية في الاستيلاء على الشرعية والسيطرة على مفاصل الدولة وما تلاها من إعتداءات وتهديدات لأراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشكل بات يهدد أمن المنطقة واستقرارها وسلامة دولها وشعوبها " وأضاف :"أنه بعد أن استنفدت كافة الجهود في محاولة لإيجاد حل للأزمة اليمنية واقناع الميليشيات الحوثية بالطرق السلمية واستجابة لطلب رئيس الجمهورية اليمنية بتقديم المساندة الفورية عربيا ودوليا بما يحفظ اليمن وشعبه ويصون سيادته ووحدة أراضيه وتقديرا لحجم التحديات التي باتت تهدد أمننا واستقرارنا وتفعيلا لاتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك واستنادا إلى المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة المتضمنة إقرارا بحق الدول الطبيعي في الدفاع عن نفسها واتخاذ كافة التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليين فقد أعلنت بلادي الكويت دعمها ووقوفها التام مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية وبقية أشقائها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية في حقها في الدفاع عن نفسها." ودعا إلى ضرورة التنفيذ الفوري للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية والالتزام بنتائج الحوار الوطني الشامل مؤكدا أهمية استجابة كافة الأطياف للدعوة التي رحب بها خادم الحرمين الشريفين لعقد مؤتمر خاص تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لصون اليمن وتجنيبه مخاطر الانزلاق في أتون حرب أهلية يكون الخاسر الأكبر فيها الأشقاء أبناء الشعب اليمني وأمن واستقرار الدول والمنطقة ومنطقتنا مناشدا دول العالم إلى مد يد العون والمساعدة للشعب اليمني الشقيق ليتجاوز هذه الظروف التي نأمل أن تنتهي قريبا. وعبر أمير الكويت عن إرتياحه للمراحل التي قطعتها الحكومة العراقية على طريق إستعادة الأمن والاستقرار مؤكدا دعم بلاده الكامل لها في تحقيق هذا الهدف معربا عن ثقته فى قدرة الأشقاء في العراق على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها واستعدادنا الدائم لدعمهم والتعاون معهم في مواجهة تلك الظروف. وحول تطورات الوضع في ليبيا عبر الشيخ الصباح عن القلق ازاء هذه التطورات وتداعياتها على دول المنطقة مؤكداد على ضرورة تضافر الجهود لإيجاد حل لهذا الصراع يحقن الدماء ويعيد الأمن والاستقرار إلى ليبيا . وحول برنامج إيران النووي دعا مير الكويتطهران إلى التجاوب مع الجهود الدولية المبذولة حول برنامجها بما يبدد شكوك المجتمع الدولي.