أكدت جامعة الدول العربية ضرورة الاستمرار في ارسال القوافل الاغاثية للشعب الليبي ، محذرة من تردي الاوضاع الانسانية هناك واقترحت السفيرة سيما بحوث الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية لدى جامعة الدول العربية أن تدخل القافلة التي سيتم تنظيمها لتنطلق قريبا الى الأراضي الليبية عبر الحدود التونسية الليبية لمواجهة الأزمات في مصراتة والمناطق الغربية ، التي يوجد فيها معارك .وأشارت في كلمتها أمام اجتماع ممثلي المنظمات الإنسانية والإغاثية العربية والدولية الذي عقد اليوم بالجامعة العربية لمتابعة تنفيذ التوصيات التي سبق أن أصدرها مؤتمر الاستجابة الإنسانية السريعة في ليبيا والدول المجاورة، والذي كان قد يوم 24 مارس الماضي بالقاهرة ، حيث يعقد الاجتماع بالتعاون والتنسيق بين الأمانة العامة للجامعة العربية والمنتدى الإنساني الدولي ومنظمة المؤتمر الإسلامي.واشارت إلى أن هناك عدم الوضوح حول وضع الشعب الليبي في المنطقة الغربية ، وليس هناك معلومات دقيقة ، ولكن المعلومات الشحيحة الواردة تفيد بأن هناك نقصا شديد في الإمدادات، واستمرار عمليات القتل ، والعين العربية غير موجودة ، ولذلك المعلومات غير وافية .ولفتت إلى أن هناك أسرا تونسية ساهمت في استضافة عددا كبيرا من النازحين الليبيين ولأن الفترة طالت لهذا الوضع فإن هناك معاناة كبيرة ، وخطيرة .وأكدت ضرورة استمرار التنسيق بين المنظمات المشاركة في الاجتماع ومواصلة حشد جهود العمل الإنساني والتنموي المشترك ، خاصة في ظل الظروف الإنسانية التي تمر بها المنطقة العربية ، جراء العنف التي تشهده وخاصة ليبيا ،و الذي خلف آلاف الجرحى .ووجهت تحية إلى الشعب الليبي وثواره ، لما يقومون بجهود في مجال العمل الإنساني ، ولرفع المعاناة هناك.وأشارت إلى أن القافلة المشتركة للجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي التي توجهت الى ليبيا مؤخرا ضمت 7 شاحنات محملة بالمواد الغذائية والطبية وسيارة إسعاف مجهزة كوحدة عناية مركزة .وقال إن ليبيا تعاني نقصا في الاحتياجات إلى كوادر صحية ، ونظام إتصال فاعل ، واحتياجات للعناية بالمعوقين ، واحتياجات إلى خدمات العناية النفسية و الاجتماعية .وأيد المشاركون في الاجتماع إنشاء صندوق للتضامن مع الشعب الليبي في مواجهة أزمته الحالية والعمل على تنسيق إرسال المساعدات من قبل المنظمات المعنية ، مؤكدين ضرورة أن تتوجه القافلة التي ستتمخض عن الاجتماع من جهة تونس لتصل للمنكوبين في المناطق الغربية لليبيا لأنها الأكثر معاناة.وطالب الدكتور عبد العزيز حجازي رئيس الإتحاد العام لمؤسسات المجتمع المدني في مصر بضرورة إنشاء صندوق لمواجهة متطلبات الشعب الليبي جراء الأزمة الحالية في البلاد، مطالبا كافة منظمات المجتمع المدني المحلي والإقليمي والدولي بتنسيق جهودها في هذا الشأن.وقال إن هناك شرق أوسط جديد ينشأ حاليا ، وكثير من مواقع الصراع نشأت بشكل مفاجئ ، ولم يكن هناك استعداد مسبق ، ولذلك يجب أن تتضافر الجهود الرسمية من الدول الصديقة والشقيقة من الحكومات والمنظمات الأهلية أو رجال الأعمال ، مقترحا إنشاء هيئة تنسيقية لهذه الجبهات الثلاث لضمان توصيل الاحتياجات الى مستحقيها .كما نبه الدكتور أحمد حسين مسؤول الشؤون الإنسانية لدى منظمة المؤتمر الإسلامي إلى أن الوضع الإنساني في ليبيا أصبح غاية في الخطورة.لافتا الى أن القافلة الاولى الى أجدابيا رصدت مأس مروعة ، وأطفالا يقتلون عمدا ، وحالات اغتصاب للنساء ، وقذف بالمدفعية الثقيلة للمناطق، مشيرا في هذا الصدد إلى قصف المستودع الوحيد للنفط المتواجد بمدينة مصراتةوأضاف أن منظمة المؤتمر الإسلامي حرصت على التكامل مع المنظمات الإنسانية عموما ، وتقوم المنظمة بإصدار تقرير يومي دوري لتنسيق العمل الإنساني ، كما تحرص على إمداد الهيئات بالمعلومات اللازمة ، وتواجدت في ليبيا وتونس ومصر وقامت بالتنسيق مع اللجنة الإسلامية للهلال الدولي .وقال نحن نأمل أن تكون مخرجات هذا المؤتمر واضحة المعالم ، محددة بقدر الإمكان حتى نستطيع أن تكون مخرجات قابلة للقياس .ودعا إلى إرسال قافلة إنسانية تنطلق من هذا المؤتمر ، مشيرا إلى أنه سيتم إنشاء موقع التواصل الاجتماعي بالشراكة مع الجامعة العربية لتنسيق العمل الإنساني من أجل ليبيا.وقال باموس ممتازيس مسؤول العمل الإنساني لدى الأممالمتحدة بليبيا إن المبادئ الإنسانية التي توجهنا ، جزء منها يعود إلى المبادئ الإسلامية التي أثرت في الغرب ، وفي الأممالمتحدة طبعنا كتيبا حول هذه المعلومة .وأضافت أنه نتيجة الأوضاع المتردية في ليبيا تشرد 750 ألف شخص تشردوا منهم 10 ألاف على الحدود ، وهناك أكثر من 60 ألف نازح داخل ليبيا ، وأنشأت الأممالمتحدة مكتبا في طرابلس ، ولكن اضطررنا لتركه بعد الحادث الذي وقع هناك ( في إشارة إلى الاعتداءات على مكاتب الأممالمتحدة عقب مقتل سيف العرب نجل الزعيم القذافي ) ، في حين ضاعفنا عدد العاملين فيه ثلاث مرات مكتب بني غازي.وأردف قائلا أن منطقة جبل نفوسة في غرب ليبيا لها احتياجات هامة جدا ، فهناك 51 ألف شخص تحت ضيافة الشعب التونسي ، موجها الشكر للشعب التونسي والحكومة ، محذرا من أنه ليس هناك تركيز إعلامي كاف على المناطق الغربية التي بها يوجد بها حوالي 4 ملايين شخص .وأضاف أن الأممالمتحدة أطلقت نداء لجمع 310 ملايين دولار لتمويل المساعدات الإنسانية في ليبيا ، حتى الآن حققنا 45 % من المستهدف وهذا شئ غير مقبول ، سوف نعيد إطلاق النداء لثلاثة أشهر إضافية.وقال إنه بعد مرور هذه الفترة من النزاع مازال هناك مدنيين يتعرضون للقصف والقتل في مختلف النواحي داخل ليبيا .من جانبه أكد أحمد بن موسى مسؤول الطواريء والاغاثة في بنغازي أن الليبيين يواجهون حرب ابادة جماعية ازاء مطالبهم بدستور يرسخ للحرية والديمقراطية ، حيث وصل الح الى كارثة انسانية ونقص في الامدادات الطبية والغذاء وكافة اشكال المساعدة .وناشد المجتمع الدولي والأممالمتحدة لخلق ممر لادخال المساعدات الانسانية الى ليبيا سريعا لافتا الى تشرد الليبيين ووجود 60 الف لاجيء منهم لدى تونس ، كما يستخدام النظام الليبي القنابل العنقودية المحرمة والقيام بزرع القنابل تحت الجثث فضلا عن عمليات اغتصاب النساء وقتل الاطفال .وحذر من تردي الاوضاع الانسانية والاقتصادية لليبيين ، والتي تنذر بحدوث كارثة انسانية في المناطق غير المحررة ، مما يتطلب تحركا سريعا ومؤازرة الليبيين الذين سيواجهون اخطار المجاعة وانتشار المرض والنزوح الى الدول المجاورة .