ترأس الدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالىوالدولة للبحث العلمى والتكنولوجيا، أعمال لجنة المنظمة الدولية للتربية والعلوموالثقافة (اليونسكو) المختصة بالعلاقات مع المنظمات الدولية غير الحكومية التىتعقد اجتماعاتها ضمن أعمال الدورة ال 186 للمجلس التنفيذى لليونسكو، التى تستمرحتى 19 مايو الحالى بمقر المنظمة بباريس.وأشار عمرو سلامة -فى كلمته الافتتاحية أمام جلسة اللجنة التى عقدت تحت عنوان(الأثر الاجتماعى والإنسانى للهجرة الدولية) إلى حرص مصر خلال رئاستها للجنة منذأكثر من عام على ضم منظمات غير حكومية جديدة خاصة من دول الجنوب للحوار معاليونسكو، فى إطار توسيع الشراكة مع المجتمع المدنى لتشمل أيضا القطاع الخاص، مماجعل هذه اللجنة من أهم لجان المجلس التنفيذى.وأكد على الدور المتزايد الذى أصبحت تلعبه لجنة العلاقات مع المنظمات غيرالحكومية وأثرها فى تحديد خريطة عمل اليونسكو وعلاقته مع البلدان والشعوب.ولفت عمرو سلامة إلى أن موضوع الهجرة أصبح يفرض نفسه على الساحة الدولية فيظل العولمة، مشيرا إلى أن هناك فردا واحدا من بين كل 4 أشخاص يرغب فى الهجرة،وهذا الأمر لا يقتصر فقط على مواطنى الدول النامية وإنما يشمل أيضا الكثير منالدول المتقدمة لأسباب مختلفة وبنسب متفاوتةوقال وزير التعليم العالى عمرو عزت سلامة إن الدوافع إلى الهجرة متعددةومتشابكة، حيث أن الرغبة في البقاء على قيد الحياة والهروب من الملاحقة قد تشكلدوافع يجب إدراكها ، كما أن الهجرة يمكن أن تمثل صيغة إحتجاج يعبر بها المهاجر عنعدم رضوخه للظروف المحيطة ببيئته ورغبته فى الانتقال إلى عالم آخر .وأضاف أنه في نفس الوقت فإن الهجرة تشكل نتيجة لتوزيع يفتقر إلى العدالةللثروات والرفاهية المتحققة على المستوى العالمى، فالهجرة تمثل استراتيجيةاقتصادية تنبع إما عن رغبة المرء فى البحث عن فرص أفضل للعيش أو عن رغبته فىالاستجابة لضغوط مجتمع أصبحت المادة هى أعلى سماته.وحذر سلامة من أن الهجرة، وإن كانت تساعد فى علاج العجز الذى تعانى منه بعضالدول الأوروبية فى الحصول على الأيدى العاملة والمهارات المتخصصة ، فإنها تعتبرفى نفس الوقت مظهرا لهجرة العقول المفكرة والكفاءات البشرية المتميزة والتى تعوقتقدم الاقتصاد والمؤسسات الإجتماعية فى البلدان الأقل نموا .من ناحية أخرى، قال سلامة إن الهجرة قد تشكل سبيلا للإطلاع على العالم وكسبالمعارف والخبرات ، كما أن الهجرة معبر قوى عن التحولات الإجتماعية فى المجتمعاتالمصدرة والمستقبلة على السواء، وإحدى سمات التعايش الثقافى اليومى للشعوب.وشدد على أن الهجرة أصبحت تمثل تحديا رئيسيا للمجتمع الدولى ، وأن الدولوالمنظمات الدولية باتت تكرس طاقاتها لمعالجة المسائل التى يطرحها حراك الافرادعبر الحدود ، حيث أصبحت أكثر تحديات السياسة إلحاحا تشمل تلك التى تثيرها الهجرةالدولية والتي يتعين فهمها وإدارتها .ومن بين تلك التحديات الشواغل المتعلقة بحقوق الإنسان وخاصة فيما يتعلق بضحاياتهريب المهاجرين غير الشرعيين والاتجار بهم ، ودور العمالة المهاجرة فى اقتصاديتحول نحو العولمة، وتأثير الصراعات الإقليمية والتغيير البيئى العالمى فى تدفقاتالهجرة ، وتحقيق الاندماج الاجتماعى للمهاجرين وخاصة فى البيئة الحضرية.وأكد وزير التعليم العالى الدكتور عمرو عزت سلامة أن التحديات التى تواجهعالمنا اليوم كبيرة، ولكن هناك ثقة فى قدرة اليونسكو على التصدى لها، وذلك منخلال مواصلة التطوير والإصلاح الهيكلى والإدارى للمنظمة ، والذى يعد إحدى ركائزهالأساسية عمل لجنة العلاقات مع المنظمات الدولية غير الحكومية.من جانبه، أعرب اريت فالت مساعد المدير العام لمنظمة اليونسكو عن تهنئته لمصرعلى الاهتمام الخاص الذى أولته خلال رئاستها للجنة اليونسكو للعلاقات مع المنظماتالدولية غير الحكومية، من أجل تحقيق تمثيل أفضل لمنظمات المجتمع الدولى من دولالجنوب.ولفت إلى الأهمية الكبرى التي يكتسبها موضوع الهجرة على الساحة الدولية ولاسيما أن عدد المهاجرين سيفوق ال405 ملايين نسمه بحلول عام 2050، مشيرا إلى أنالولايات المتحدة هى الدولة الأكبر استقبالا للمهاجرين فى العالم، بينما تعدالمكسيك الدولة الأكبر تصديرا للمهاجرين.وتعقد اجتماعات اللجنة مرتين بالعام لايصال صوت المجتمع المدنى بالتوازى معصوت الدول والحكومات، ويشارك فى الاجتماع عدد من الوزراء ورؤساء وفود الدولالأعضاء، بالإضافة إلى خبراء فى العديد من المنظمات الدولية غير الحكومية وصندوقالأمم المتحدة للسكان والمنظمة الدولية للهجرة.