كتب: احمد مرعييقام احتفال كبير يتوج المصالحة بين الفصائل الفلسطينية فتح و حماس، اليوم الأربعاء، في القاهرة بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل وقادة الفصائل الأخرى.وذلك في محاولة لإنهاء خلاف بدأ بينهما منذ أكثر من أربع سنوات، بعدما رفضت فتح الإعتراف بفوز حماس في إنتخابات عام 2006، وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد وصل مساء يوم الثلاثاء، إلى القاهرة لحضور حفل التوقيع.وقد وقع ممثلو الفصائل الفلسطينية، يوم الثلاثاء، في القاهرة على الورقة المصرية للمصالحة، ووثيقة التفاهمات المكملة للاتفاق.والتقى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في مكتبه بالقاهرة خالد مشعل والوفد المرافق له عشية الاحتفال الرسمي بتوقيع اتفاق المصالحة.وأكد كل من موسى ومشعل -في مؤتمر صحفي مشترك- أهمية الدعم العربي للاتفاق، واعتبراه انطلاقة جديدة نحو وحدة الصف الفلسطيني والعربي.وأعلنت القاهرة أنها وجهت الدعوة لحضور الاحتفال إلى وزراء الخارجية بالدول العربية والصين وروسيا وتركيا وعدد من الدول الأوروبية، والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، والممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاترين آشتون.ويتضمن اتفاق المصالحة تشكيل حكومة شخصيات مستقلة تكنوقراط، تتولى التحضير لانتخابات عامة خلال عام، تتم خلاله معالجة ملفات الانتخابات، وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، إلى جانب الأمن.وقد أعلنت إسرائيل -على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو- رفضها للمصالحة الفلسطينية، وطالبت عباس بإلغاء الاتفاق مع حماس فورا.وذكرت مصادر لبي بي سي، أن حضور تلك الفصائل هو بمثابة مباركة للاتفاق الذي من شأنه أن ينهي سنوات من العداء المستحكم بين الحركتين، والذي وصل إلى إراقة الدماء في بعض مراحله.وقال بلال قاسم أمين سر المكتب السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية إن التوقيع قد تم من جانب كافة الفصائل الحاضرة في الاجتماع، كما عبر كل وفد عن ملاحظاته على نقاط وثيقة المصالحة ، ولكن تم الاتفاق على دراسة تلك الملاحظات والأخذ بها عن تطبيق الاتفاق.وقالت المصادر إن اجتماع التوقيع رأسه خالد مشعل عن حركة حماس وعزام الأحمد عن حركة فتح، ولم يشهد مناقشة أي تفاصيل.وكانت حركتا فتح وحماس قد أعلنتا من قبل أنهما تمكنتا من حل خلافاتهما العميقة، مما يفتح الطريق اتفاق مصالحة بينهما وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وإجراء انتخابات في الضفة وقطاع غزة.وأوضح طاهر النونو المتحدث باسم حركة حماس أن الاتفاق الذي جاء مفاجئة للجميع قد تم إبرامه في مصر عقب سلسلة من الاجتماعات السرية، وقال النونو: وقع الطرفان بالأحرف الأولى على الاتفاق، وأمكن التغلب على كل نقاط الخلاف.وأوضح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن خلال زيارته، يوم الثلاثاء، لمقر صحيفة الأهرام المصرية في القاهرة: لا يوجد اي ضمان لنجاح الاتفاق، لكن هناك اعداء كثر لاتفاق المصالحة، وهناك محاولات لضرب الاتفاق من جهات عديدة لتخريب الاتفاق.وقال عباس إنه ليس مطلوبا من حماس ان تعترف باسرائيل وسيتم تشكيل حكومة تكنوقراط ولن نطلب من حماس الاعتراف باسرائيل.وأوضح أن أسماء الوزراء المرشحين للحكومة مقبولة دوليا ومحليا وفي كل مكان، وقال: ستكون الحكومة القادمة لمدة قصيرة، وملتزمة بسياسة منظمة التحرير الفلسطينية.