رأت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية ان الفيديو الأخير لداعش الذى يصور جريمة مقتل 21 مصريا على يد داعش فى ليبيا أثار مخاوف من انتشار التنظيم وتمدده بدولة ثالثة، بعد وجوده الفعلى فى سورياوالعراق. ورأت الصحيفة أن ذلك قد يكون أصعب مما يتوقع البعض، حيث ان ليبيا ليست سوريا ولا العراق، ولن يكون من السهل على التنظيم ان يكرر نجاحاته التى حققها بسورياوالعراق فى ليبيا، لعدة أسباب. أول هذه الأسباب هو أن التنظيم الإرهابى سيعانى من منافسة بعض الجماعات الإرهابية الأخرى المتمركزة فى ليبيا منذ أمد طويل، وسبب آخر هو انعدام وجود التنوع الطائفى، الذى يمثل شرارة للعنف والتطرف الإرهابى. وأشارت الصحيفة إلى أن نجاح داعش فى سورياوالعراق يرجع جزئيا إلى سيطرة عناصر التنظيم على بعض أهم وأخصب منابع البترول، فى حين سيكون صعبا على التنظيم فى ليبيا تحويل منابع البترول إلى مصدر تمويل. ونقلت المجلة عن أحد المحللين، والخبراء السابقين بالاستخبارات الأمريكية ان تنظيم داعش فى ليبيا لديه القدرة على ان يتحول الى كابوس أمنى يهدد البلاد، فى حين انه يعتبر فى نفس الوقت قوة يتقاذفها الأطراف المتنافسة، وأضاف ان السؤال الذى يجب طرحه الآن هو: "كم هى الكمية التى يستطيع عناصر التنظيم السيطرة عليها من البترول بالدولة التى تمزقها الخلافات السياسية؟". وقالت الصحيفة انه على الرغم من التوسع الثابت الذى يمارسه التنظيم فى ليبيا، فان العمليات التى تمت هناك لا تقارن بالمكاسب التى حققها التنظيم فى سورياوالعراق. وأشارت الصحيفة الى ان وطأة التنظيم فى ليبيا، والذى قد يمتد ليطلق هجماته خارج حدود الدولة ، يهدد أمن الدول المجاورة مثل مصر وتونس والجزائر، بعد ان قام بمد عملياته من سورياوالعراق فى العام الماضى، بعد ان قامت بتغيير اقامة واحد من أحد أكبر قياداتها وبعثة الى ليبيا، بحسب مسؤول أمن أمريكى، كما انها تقوم حاليا بتشجيع الليبيين المغتربين الى العودة للبلاد والمشاركة فى القتال. ونقلت الصحيفة عن بعض الآراء السياسية للخبراء والمحللين ان قوة داعش فى ليبيا أحيانا ما يتم اعطائها قيمة أكبر من حجمها، على الرغم من قوة شوكتها بالبلاد، فهى لا تسيطر على جميع المناطق بمدينة درنة، حيث ان التنظيم يريد ان يعطى الايحاء بقوته. ولفتت المجلة الى ان واحدة من أهم المعوقات التى تواجه بناء التنظيم فى ليبيا هو انعدام الانقسام ما بين السنة والشيعة، الموجود فى سورياوالعراق، والذى ساهم فى نجاح تنظيم القاعدة على إشعال حرب طائفية بالبلاد، فى حين أن معظم الليبيين من الشيعة مما يساهم فى درء أحد أسباب النزاع. وأشار محلل سياسى آخر إلى أن الحل الوحيد أمام التنظيم سيكون من خلال جذب الجماعات المتوحدة اليها للانضمام إلى القتال.