صعدت أرواحهم إلى السماء، لتبقى أسماؤهم خالدة شاهدة على صمودهم ضد الظلم والطغيان، إنهم شهداء "جمعة الغضب"، والذين ضحوا بأنفسهم ثمنًا لكرامة وحرية الشعب المصري، في ثورته ضد القهر خلال المظاهرات التي اندلعت شرارتها يوم 25 يناير 2011. خرج الشهداء في المظاهرات باحثين عن حياة كريمة، وغد أفضل لبلادهم يطالبون بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، كثير منهم لا ينتمون إلى أحزاب أو حركات سياسية، لكن رغبة محو الظلم والخوف والقهر دفعتهم للمضي قدما نحو غاياتهم، لم يفكروا في الموت، ولم يعلموا أن دماءهم ستسقط من أجل إعلاء كلمة الحرية. ومع مرور السنوات، وحتى يتذكر التاريخ ما قدمه مئات الشهداء المصريين، من تضحيات من أجل الوطن، ترصد "فيتو" أبرز شهداء جمعة الغضب عام 2011، لتظل أسماؤهم حاضرة معنا. الشهيد محمد محروس الشهيد محمد محروس، المهندس صاحب ال29 عاما، خريج أكاديمية الفنون والتصميم بجامعة 6 أكتوبر، واستشهد في أحداث جمعة الغضب، حيث أصابته رصاصة أطلقها أحد القناصة، لتخترق ظهره وتخرج من صدره، أثناء تصويره اعتداء ضباط شرطة قسم الدرب الأحمر على كل من يسير بالشوارع المواجهة للقسم، ليستشهد بعد دقائق من سقوطه. الشهيدة مريم مكرم أما الشهيدة مريم مكرم نظير التي توفيت عن عمر 16 عاما، وكانت طالبة بالصف الأول الثانوي التجاري، فصعدت فوق سطح منزلها بالزاوية الحمراء يوم "جمعة الغضب" 28 يناير، لتشاهد مظاهرة سلمية، ومع هجوم ضباط شرطة قسم الزاوية الحمراء على المظاهرة بالرصاص الحى، اخترقت رصاصة خدها الأيمن، ليجدها شقيقها غارقة في دمائها أعلى المنزل، وتم نقلها لمستشفى الدمرداش، في حين لم تجد أسرة مريم غرفة للعمليات فارغة لتستقبل ابنتهم، فماتت على إثر الإصابة. الشهيد مصطفى الصاوي واستشهد أيضًا مصطفى الصاوي في نفس اليوم أثناء سيره أعلى كوبرى قصر النيل، كان يبلغ من العمر 28 عامًا، كان يُمنّي نفسه بالشهادة حتى نالها، استشهد على الكوبري بالرصاص المطاطي الذي كانت الشرطة تطلقه على المتظاهرين، ليصيبه في جسمه ثم يلقى ربه. مايكل وصفي ولقي مايكل وصفي (23 عاما) مصرعه يوم الجمعة 28 يناير، أمام قسم الزاوية الحمراء، والذي قتل أمامه 39 من شباب منطقة الزاوية في هذا اليوم، فعقب سماع إطلاق الرصاص أمام القسم، خرج مسرعا لمشاهدة ما يجري، ومع وصوله لمحيط القسم أصيب بطلق ناري في جانبه الأيمن، ونقله الأهالي لمستشفى الدمرداش، وحاولوا استخراج الرصاصة، لكنه كان قد فارق الحياة، وخرج التقرير الطبي ليفيد بأن مايكل توفى نتيجة طلق ناري نتج منه هبوط في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب. الشهيد إسلام رأفت أما الشهيد إسلام رأفت الذي توفى عن عمر 18 عامًا، حيث صدمته سيارة الهيئة الدبلوماسية، والتي خرجت مسرعة في شارع قصر العيني، لتصيب إسلام بكسر في الجمجمة، ليستشهد على الفور إثر إصابته.