قبل أن يلقى حتفه على يد القوات الأمنية الفرنسية ببضع ساعات أكد "شريف كواشي"، المتهم بتنفيذ هجمات "شارلي إيبدو" انتماءه إلى جناح تنظيم القاعدة في اليمن خلال اتصال هاتفي معه انفردت به القناة التلفزيونية الفرنسية "PFM" الخاصة. وخلال المكالمة برر" كواشي" قتل الصحفيين واعتبرهم مذنبين بسبب الإساءة إلى النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" وقال "نريد أن نقول أننا المدافعون عن النبي"، معترفا بأنه أرسل من تنظيم القاعدة في اليمن وأن الشيخ " أنور العولقي" كان معلمه. أما أحمدى كوليبالي، منفذ الهجوم على متجر يهودي بحي فانسان في الدائرة العشرين الباريسية أمس، فقد أكد هو الآخر علاقته بتنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق "داعش" خلال اتصال أجراه بنفسه مع نفس القناة وأعلن أن العملية التي قام بها كانت بأوامر من أسماه ب"الخليفة" أبو بكر البغدادي، معترفا بتواطئه مع الأخوين "كواشي" في الاعتداء الدموي على صحيفة "شارلي ايبدو" الأربعاء الماضي. وقال "كوليبالي" في حديثه مع أحد صحفي القناة : " لقد قمنا بالتنسيق لأن ننفذ تلك العمليات بالتزامن وقد نسقت مع الأخوين "كواشي" من قبل من أجل الذهاب لتنفيذ الهجوم، بمعنى أنهما بدأ بتنفيذ الهجوم على صحيفة "تشارلي ايبدو" وأنا قمت بالعملية التي استهدفت الشرطة". وكشفت اعترافات المتهمين الثلاثة في الأحداث الدامية التي شهدتها باريس منذ الأربعاء الماضي، اختراق الحركات الجهادية المتطرفة للتراب الفرنسي خاصة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، حيث كشفت مصادر أمنية أن هناك مؤسسات تعليمية خاصة تستخدم كغطاء لتنظيمات إسلامية متطرفة وتجند جهاديين من مختلف مناطق العالم كان شريف كواشي واحدا منهم. وكانت السلطات الأمريكية قد أعلنت أن اسم شريف كواشي قد ورد في لائحتها السوداء للإرهاب منذ سنوات. ومن جهته أعلن القضاء الفرنسي أن أشخاصا مقربين من شريف كواشي، وصفهم ب "إرهابيون جهاديون" موجودون حاليا في اليمن وسوريا، وهو ما أكده مدعي الجمهورية "فرنسوا مولان" في مؤتمر صحفى الجمعة الماضية بعد مقتل الشقيقين على يد القوات الأمنية بعد مطاردة استمرت ثلاثة أيام وهذا أثناء محاصرتهما في مطبعة في منطقة تبعد ب 40 كم شمال العاصمة الفرنسية. ووفق تقرير أوردته قناة "PFM" الفرنسية، يسعى المحققون إلى تحديد مسيرة أصغر الأخوين كواشي الذي اعتقل في عام 2005 وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات منها 18 شهرا، بعدما أدين في قضية إرسال شباب من الضواحي الباريسية إلى العراق ثم أطلق سراحه لغياب الأدلة التي تدينه. ومن جهته أكد مدعي الجمهورية "فرنسوا مولان"، أن سعيد كواشي لم يتعرض للملاحقة ولم تصدر في حقه أي إدانة لكن كشفت التحقيقات الأخيرة أن "كواش" قصد جامعة سلفية في اليمن قبل أن يتدرب على السلاح لدى تنظيم القاعدة . أما أحمدى كوليبالي الذي قتل شرطية في حي مونروج بباريس الخميس الماضي، واحتجز رهائن في متجر يهودي بحي فانسان الباريسي أمس قبل أن يسقط قتيلا رفقة أربعة رهائن آخرين، فقد اعتنق الإسلام، ثم تبنى الفكر المتطرف خلال مكوثه في السجن. وكانت إدانته الأولى في 2001 بتهمة السرقة مع السطو وتلتها عدة إدانات، ولم يرد اسمه في ملفات الإسلام المتطرف سوى في 2010 ضمن خطة فرار اسماعيل آيت علي بلقاسم، وخرج من السجن بعد انقضاء عقوبته بالسجن لخمس سنوات في مايو 2014. ويحمل كوليبالي شهادة دبلوم في الإعلام المرئي والمسموع الالكتروني ووقع عدة عقود مع مصنع لكوكا كولا بين 2008 و2010. يذكر ان الأخوان كواشي قد اقتحما الأربعاء الماضي مكتب صحيفة شارلي ايبدوالساخرة، والتي كشف الخبراء الأمنيون أنها كانت مستهدفة من قبل الإسلاميين المتطرفين منذ نشرها لرسومات كاريكاتورية للنبي محمدوقتلوا اثني عشرة صحفيا بينهم أربعة أشهر رسامي الصحيفة، وسقط شرطيان أيضا.