لم يزل الشعر يحاول أن يحافظ على مكانته في الحياة فعلى الرغم مما يحدث في الشارع العربي من هيجان وثورات لكننا ما زلنا نشهد الفعاليات الثقافية والأدبية والفنية تتزاحم مع نشرات الأخبار لتؤكد دور الثقافة والمثقف وأهميتهما ومن بين تلك الأنشطة التي بدأت تعود إلى الصالونات والجمعيات الثقافية في مصر بعد ثورتها التي أطاحت بنظام الحكم فيها، أقيم في مركز سعد زغلول الثقافى التابع إلى وزارة الثقافة المصرية أمسية شعرية على شرف الشاعر والكاتب العراقى ماجد موجد والشاعر اليمنى هانى الصلوى، حضرها عدد من الشعراء والنقاد والمثقفين منهم الدكتور أمجد ريان، الشاعرة هبة عصام، الأديبة آيات ريان، الشاعرة غادة نبيل، الدكتورة نهلة مهرانوقد أدار الأمسية الشاعر المصرى الدكتور عاطف عبد العزيز حيث قدم كلا من ماجد موجد وهانى الصلوى وقرأ نبذة عن حياة كل منهما، وذكر أن هانى الصلوى عضو هيئة التدريس فهو معيد بقسم اللغة العربية بجامعة تعز، كما أنه مقيم الآن بالقاهرة لحين الإنتهاء من تحضير الدكتوراه وهو عضو بالرابطة اليمنية للثقافة والفنون وعضو بمجلس أمناء بيت الشعر اليمنى، وكذلك رئيس لمؤسسة أروقة للنشر والدراسات وصدر له ديوانان شعريان الأول بعنوان على ضفة فى خيال المغنى والثانى ليال بعد خولةأما الشاعر ماجد موجد فهو كاتب وصحفى كما أنه عضو إتحاد الأدباء العراقيين والعرب وعضو نقابة الصحفيين العراقيين كذلك عضو هيئة إدارية في عدد من الهيئات والجمعيات الثقافية منها بيت الشعر العراقي ومؤسسة تنوير التابعة لمجلس الوزراء العراقي وصدر له ثلاثة مجاميع شعرية أولها غرابيل ثمماتساقط بل أوشك للشمس وأخيرا فوق القمر تحت الوردة كما يعكف حاليا على إصدار مجموعة شعرية جديدة بعنوان أحزان آسياثم طلب الدكتور عاطف من الشاعرين أن يقدم كلا منهما تجربته الشعرية ومن ثم أخد يمضى الشاعر هانى الصلوى فى إلقاء بعض النصوص من مجموعاته الشعرية ومنهم غريزة البيجامة ونص بين الهامش والمتنثم تقدم الشاعر ماجد موجد كى يلقى أيضا بعضا من نصوصه ومنها قصيدتين عنيت بالإنتفاضات التي تحدث في الوطن العربي وهي قصيدة تونس وقصيدة ياسيادة ال... وتلتها قصيدة هامش من كتاب الغابةهذا وقد أعقب الأمسية ندوة مصغرة تحدث فيها عدد من المثقفين والنقاد الحاضرين عن مدى تأثير الثورات التي تحدث في عالمنا العربي على لغة الشاعرينوقد قال الدكتور أمجد ريان الذي أشاد بتجربة الشاعرين أن قصائد كلا من موجد والصلوى تنوه عن تأثيرهم بثورات الشعوب العربية القائمة بالفعل حاليا خاصة أن أنواع القمع فى هذه الثورات واحدة لم تتغير فى جميع بلاد الوطن العربى من قهر وقتل وتعذيب وقطع الإتصالات، والأعظم فى هذه الثورات أنها بدون زعيم أو قائد، وبالنسبة إلى لغة الشاعرين فنجد الحداثة وتحولاتها وتنوعاتها ظاهرة بوضوح حيث وجد فى نصوص هانى الصلوى تنوع في داخل النص الواحد فقد دمج كل شئ فى نصه، الطبيعة، الوطن، الخيال، الثورة، البشر، الدينوأما عن نصوص ماجد موجد فقال ريان أن موجد طرح تنواعا مختلفا فى نصوصه حيث نجد الحس الحداثى يتجسد فى التنوع بين نص وآخر ففى النص الأول كان موجد ينزاح إلى المجاز الحاد في تراكيب عباراته وفى النص الثانى إنتقل بطريقة مباشرة وبسيطة إلى الحياة الساسية فقد جاء في نصه يا سيادة ال....توجيه بوصايا متهكمة ممايريده الناس من قادتهم، وفي النص الثالث قدم موجد لغة مختلفة فيها شيء من الصوفية وهو يتطلع في حياة الغابةكما عقب الأستاذ الناقد مدحت المصري على كلام الدكتور أمجد ريان قائلا إن الغابة ليست بسيطة مثلما طرحها موجد فى نصه، هذا غير أن التنوع الذى أظهره موجد والصلوى فى نصوصهما يجعل المستمع بحاجة إلى تأمل ذهني وإعادة قراءة النصوص وليس الإستماع إليها فقطبعد ذلك كانت هناك مشاركة للدكتورة نهلة مهران المختصة بالموسيقى والتلحين مساهمة تحدثت فيها عن تجربتها مع الموسيقى وخاصة تلحين قصائد النثر فقالت إنها تعتمد فى التلحين على الطاقة الصوتية للكلمات وليس على الوزن الشعري فقط لكنها قالت أيضا أنها قامت بتلحين العديد من القصائد فمنها بالعامية وأخرى بالفصحى ومن أشهر الشعراء الذين لحنت لهم أبو القاسم الشابى وأحمد فؤاد نجم، هذا وقد ختمت الدكتورة نهلة حديثها بأن غنت أغنية من تلحينها ضمن مشروعهابعد ذلك جرى الحديث عن دور المثقف والأنشطة الثقافية والأدبية في توعية المجتمع ودفعه إلى أن يتحرر من ربقة الدكتاتورية والإستبداد فقد أبدت الدكتورة آيات وهي أديبة وناشطة ثقافية رأيا من أجل إقامة أنشطة داخل المجتمع وقد أيد ذلك عدد من الحاضرين بينما رأى الشاعر ماجد موجد أن دور المثقف العربي مخز ولم يقم بدور جاد في أي حدث ساسي بينما الناس البسطاء هم من كانوا شرارة الثورة، لكن الحاضرين رأوا غير ذلك ومنهم الدكتور عاطف والناقد مدحت الذين رأوا أن المثقف له دور كبير في ماحدث من خلال مشاركتهم في ثورة مصر مثلا، فرد موجد أن المثقفين المشاركين في الإنتفاضات شاركوا بوصفهم من عامة الناس وليس بنتاجهم الثقافي ومواقفهم المؤثرة على الناس وبعد جدال وآراء إنتهت الأمسية بقصيدة للدكتور أمجد ريان إحتفاء بالشاعرين ونصوصهما التي أثنى عليها كثيرا