فى زيارة وصفها الكثير من الأوساط الإعلامية والسياسية بالتاريخية، ووسط ترحيب رسمى وشعبى قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة دولة الكويت استمرت يومين والتى تعد الخطوة الأولى لجولة خليجية عربية موسعة، لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتأتى الزيارة التى تعد الأولى للسيسى لدولة الكويت منذ توليه رئاسة الجمهورية، فى وقت تمر فيه المنطقة بظروف دقيقة اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، وأيضا فى ظل مساعى حثيثة لترسيخ العلاقات الخليجية المصرية والخليجية العربية على جميع الأصعدة خاصة الاقتصادية منها وفتح آفاق استثمارية جديدة. المباحثات بين الرئيس السيسى وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد شملت العديد من الجوانب كان أهمها مناقشة فكرة إنشاء مجلس إستراتيجى عربى يضم مصر والأردن ودول الخليج، أما الدعم المالى لمصر فلقد تم تركه للمؤتمر الاقتصادى للدول المانحة لمصر والذى سيعقد فى مارس القادم ومتوقع أن يتم من خلاله جمع ما يقارب من 25 مليار دولار. كما أن الزيارة التى حاطتها هالة من الترحيب الرسمى والشعبى تهدف أيضا إلى الارتقاء بالعلاقات المميزة بين الكويتوالقاهرة، والعمل على تطويرها، إلى جانب تدعيم العمل العربى المشترك وتعزيز التماسك العربي، والعمل على نبذ الانقسام وتدعيم وحدة الصف العربي. وبحث السيسى مع أمير الكويت عدة ملفات، أهمها: ترسيخ العلاقات الخليجية المصرية بعد المصالحة بين القاهرة والدوحة التى وضع أسسها ويرعاها خادم الحرمين الشريفين، والقمة العربية التى تستضيفها مصر، ودعم العلاقات الثنائية، وتفعيل وتطوير الاستثمارات. والتقى السيسى رئيس الحكومة الكويتية ونائب رئيس الوزراء ورئيس مجلس الأمة ورئيس وأعضاء غرفة التجارة والاستثمار وعددا من رجال الدولة ورجال الأعمال والمستثمرين، لفتح آفاق جديدة من التعاون الاقتصادى وفتح المجال أمام المستثمرين فى الكويت للاستثمار فى مصر وتسهيل كافة الإجراءات لرجال الأعمال. وجاءت زيارة الرئيس السيسى فى وقت تشهد فيه علاقات البلدين تطورا متزايدا فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها وذلك تلبية لتوجهات القيادتين فى البلدين الشقيقين وانعكاسا لرغبات الشعبين فى تعزيز مسيرة العلاقات المتميزة بين البلدين. اهتمام إعلامى كبير وتصدرت زيارة الرئيس السيسى للكويت عناوين واهتمامات الصحف الكويتية إضافة إلى وسائل الإعلام الأخرى معتبرة أن الزيارة تأتى فى إطار علاقات الأخوة الوثيقة التى تجمع البلدين الشقيقين لتفتح آفاقا مستقبلية للعلاقات الثنائية. وأبرزت وسائل الإعلام العالمية وقائع وصول الرئيس المصرى وسعت إلى مواكبة الزيارة وإظهار أهميتها لدولة الكويت وجمهورية مصر العربية، إضافة إلى أن وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة أفردت مساحات كبيرة للحدث وقدمت العديد من التحليلات والتقارير والمواد الأرشيفية حول العلاقات التاريخية بين البلدين كما التقت بالعديد من المحللين والاقتصاديين والإعلاميين والسياسيين للتعليق على الأبعاد المختلفة والثمار المرجوة للزيادة فى مختلف المجالات. وقام التلفزيون الرسمى لدولة الكويت والتلفزيون الرسمى المصري، فى بث مشترك بين الدولتين لتغطية مراسم الاستقبال إضافة إلى جانب من المباحثات. تميز ومتانة وأجمع إعلاميون من البلدين على تميز ومتانة العلاقات الكويتية - المصرية على المستويين الحكومى والشعبى فى مختلف النواحى التى تشهد تعاونا كبيرا مؤكدين أن الزيارة تعد حدثا تاريخيا تدعمه روابط وعلاقات الود والأخوة المتبادلة حيث حرصت مصر دائما على أمن الكويت وسلامتها واستقلالها ووحدة أراضيها فى حين شارك الكويتيون إخوانهم المصريين فى الدفاع عن أرض مصر إلى جانب تمويل العديد من المشروعات الاقتصادية الكبرى والاستثمار فى عدة قطاعات. وتأتى الزيارة إيمانا من دولة الكويت وجمهورية مصر العربية بأن العالم العربى وحدة واحدة لا تتجزأ وأن تلك الزيارة ستسهم وفق هذا المبدأ فى تعزيز الأمن والأمان والاستقرار فى الدول العربية. استقبال أميري وكان على رأس مستقبلى الرئيس السيسى على أرض المطار أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وولى العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الأمة مرزوق على الغانم ونائب رئيس الحرس الوطنى الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح ونائب وزير شئون الديوان الأميرى الشيخ على جراح الصباح والوزراء وكبار المسئولين بالدولة وكبار القادة بالجيش والشرطة والحرس الوطني. ورافق السيسى وفد رسمى يضم كلا من وزير الخارجية سامح شكرى ووزير البترول والثروة المعدنية المهندس شريف إسماعيل ووزيرة التعاون الدولى الدكتورة نجلاء الأهوانى ووزير الاستثمار أشرف سالمان وعدد من كبار المسئولين. وقد أعرب وزير الخارجية الكويتى الشيخ صباح الخالد الصباح أن بلاده أبدت اهتماما خاصا بزيارة الرئيس المصرى لاستكمال ما تم إنجازه على مستوى العلاقات الثنائية والدولية، واصفا زيارة السيسى بأنها مهمة للغاية "على ضوء المخاطر التى تواجهها الأمة العربية، سواء كانت فى سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا". وأضاف أن أهمية هذه الزيارة نبعت من استباقها لحدثين مهمين، هما: المؤتمر الاقتصادى والقمة العربية التى ستعقد بالقاهرة خلال شهر مارس. حلف عسكرى مصرى خليجى رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق على الغانم، شدد على ضرورة وجود حلف عسكرى خليجى مصرى ليكون بمثابة رسالة إلى الجميع، على أن يشمل هذا الحلف تعاونا وتكاملا اقتصاديا وعسكريا مباشرا. مشيرا إلى أن الإرهاب يحتاج لمواجهة فكرية قبل أن يكون عسكريًا. وأشاد الغانم، بشكل العلاقات "المصرية- الكويتية" من الناحية السياسية، واصفاً إياها بأنها "علاقات مستقرة ناضجة وبناءة يسودها الهدوء والرزانة السياسية. وذكر الغانم العديد من المحطات التاريخية للعلاقات الثقافية والتعليمية بين البلدين، مشيراً إلى أن "مصر وقفت كثيراً إلى جانب الكويت قبل عقود طويلة، وأن الكويت فى المقابل لم تتردد فى الوقوف مع مصر فى كل المفاصل الصعبة التى مرت بها. وطالب الغانم المستثمرين فى الكويت بالاستثمار فى مصر لاسيما بعد أن استقرت الأوضاع، مشيرا إلى أن مصر هى أولى بالاستثمارات الخليجية من بلد آخر، ومؤكدا على توجيه الدعوة إلى رجال الأعمال لبدء إنشاء مشاريع استثمارية كبرى فى أرض الكنانة مصر. مجلس الوزراء أكد وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله أن مجلس الوزراء اعتبر أن هذه الزيارة تأتى فى إطار الروابط الأخوية الحميمة التى تربط بين البلدين الشقيقين، واستمرارا للعلاقات التاريخية الوطيدة بين الشعبين الشقيقين، وذكر أن مجلس الوزراء عبر عن ارتياحه لما تشهده مصر الشقيقة من أمن واستقرار وخطوات جادة على طريق التقدم والازدهار، مؤكداً ثقته بأن هذه الزيارة ستأتى بثمارها الطيبة لما فيه تحقيق المصلحة المشتركة بين البلدين الشقيقين. الإرهاب فيما أكد وزير الإعلام وزير الدولة لشئون الشباب الشيخ سلمان الحمود على أهمية الزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس السيسى إلى الكويت، واعتبرها تجسيدا لعمق الروابط والعلاقات بين البلدين الشقيقين. وقال إن الترحيب الشعبى والرسمى بهذه الزيارة التاريخية جاءات لما يربط بين البلدين من علاقات متميزة هى محل تقدير واحترام من الجميع، مشددا على أن مصر هى القلب الكبير للأمة العربية وهى العمق العربى الأصيل والداعم للعرب فى السراء والضراء. وأشار إلى أن الإرهاب أصبح خطرا دوليا يهدد العالم كله وليس المنطقة العربية، مما يستدعى تعاونا دوليا لمواجهته، موضحا أن هناك تعاونا مصريا كويتيا وثيقا لمكافحة الأفكار المتطرفة. وأكد أن الكويت دولة مؤسسات ولا تسمح لأى تيار بالتدخل فى علاقتها مع الدول الشقيقة وبخاصة الشقيقة الكبرى مصر، لأن ما يحكمنا هو الدستور وأجهزة الرقابة المالية، مبينا أن هناك جهودا تسير على طريق وضع الضوابط الأساسية لعدم استغلال الحرية المالية أو السياسية فى دعم أى نشاط متطرف أو إرهابي.