أعلن الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار، الكشف عن لوحة صخرية ترجع إلي العصر المتأخر، تصور مشهدا نادرا يجمع الإلهين بتاح وآمون رع، في حضور أحد الملوك يقدم القرابين إليهما سويان، عثر عليها أثناء أعمال المسح الأثري وتجريها بعثة جامعة ليند السويدية، بمنطقة جبل السلسلة، شمال أسوان. وأضاف «الدماطي»، في تصريحات صحفية، الإثنين، أن البعثة نجحت أيضا في العثور على منظر آخر، محفور على إحدى صخور المنطقة، يسجل عمليات نقل مسلتين من محجرهما، بالإضافة إلي الكشف عن مواقع مستخدمة قديما في أعمال الحدادة والنحت. وأشار الوزير إلي أن الكشف عن منظر يسجل مراحل العمل بمحاجر مصر القديمة، يمثل أهمية كبيرة، حيث يعكس طبيعة العمل بالورش الفنية المنتجة للأحجار المستخدمة في بناء أضخم المعابد المصرية القديمة، بمختلف العناصر المعمارية من تماثيل ومسلات وغيرها. فيما قالت الدكتورة ماريا نلسون، رئيسة البعثة، إن الفريق عثر أيضا على تمثال يشبة هيئة أبو الهول، ويتشابه مع تماثيل طريق الكباش، بالإضافة إلي الكشف عن بعض المأوي المنحوتة في الصخر، وعدد من الأماكن المخصصة لتربية الحيوانات، موضحة أن الفريق يعمل بالموقع لتسجيل النقوش، وإجراء دراسات على الفخار لإعداد كتالوج وخريطة طبوغرافية للمنطقة، ونجح أثناء إجرائه لأعمال المسح الأثري في الوصول إلي الاكتشافات الحديثة. من جانبه، قال نصر سلامة، مدير عام منطقة آثار أسوان، إن منظر المسلتين المكتشف يسجل طريقة نقل الأحجار بعد اقتطاعها من المحجر حتي وضعت فوق أحد المراكب الضخمة، مشيرا إلي أن طريقة اقتطاع الكتل الحجرية بمحاجر السلسلة تؤكد براعة المصري القديم في مجال التحجير، حيث تتميز أعمال القطع بالدقة المتناهية في التعامل مع الجبال الحجرية برغم صلابتها. وقال عبد المنعم سعيد، مدير آثار كوم أمبو، إن محاجر جبل السلسلة تعتبر من أكبر المحاجر في مصر القديمة، حيث كانت أحجارها تستخدم في بناء المعابد مثل الكرنك والأقصر والرمسيوم، ويصل عدد المحاجر في الجانب الشرقي إلي ما يقرب من 51 محجرا و 27 في الجانب الغربي، مع وجود أكثر من 5000 نقش صخري، وحوالي 800 نص يوناني وديموطيقي، ويصل ما يحويه من مقاصير لنحو 35 مقصورة، تعد أهمها مقصورة الملك حور محب.