مرت أمس الأحد الذكرى 37 عاما على رحيل الفنانة الأرستقراطية.. بنت الذوات المرأة القوية.. والحماة الشريرة. الأم المتسلطة في المراهقات مع الفنانة ماجدة وحسين رياض.. والأم الراقية المتفتحة في غرام الأسياد مع عمر الشريف ولبنى عبد العزيز. هي الفنانة دولت أبيض التي وقفت أمام كبار النجوم ..ومثلت مع محمد عبد الوهاب في فيلم (الوردة البيضاء ) ومع سيدة الشاشة العربية في فيلم (إمبراطورية ميم ..) وفي فيلم زينب.. ظلموني الحبايب.. الحقيقة العارية . ولدت دولت أبيض في أسيوط ولم تمكث بها طويلا حيث طبيعة عمل والدها التنقل ..وفي الخرطوم بالسودان كان الاستقرار ..عاشت دولت هناك والتحقت بمدرسة الراهبات الفرنسية ..وهناك نما حبها للمسرح الأوروبي والنهضة الحديثة ..عشقت المسرح ورواياته ولكنها لم تكن تتخيل لحظة واحدة أنها ستكون إحدى دعائمه وأهم أركانه. وفي عام 1917 جاءتها الفرصة، ففي أثناء حضورها لزفاف ابنه خالتها.. لقريب عزيز عيد.. ولمحها ولفتت نظره تلك الفتاة الواعدة شرقية المنبت أوروبية الملامح. أقنع أسرتها بضرورة الالتفات لموهبتها وضمها لفرقته.. بالفعل قامت بدور في مسرحية (خلي بالك من إميلي ) ثم مسرحية الدخلة وقامت فيها بدور العروسة. الفنانة القديرة وصل صيتها إلى نجيب الريحاني صانع النجوم في ذلك الوقت.. وانضمت لفرقته عام 1918 ومثلت عدة أدوار. وفي عام 1922 التقت مع شريك حياتها الفنان جورج أبيض التي سميت باسمه بعد ذلك .. وبعد عام واحد تزوجا وكونا معا ثنائيا فنيا وأسريا ناجحا. وأسسا معا دار سينما أطلقوا عليها اسم (الهونولو ) بجوار منزلهم بحائق القبة.. والتي عرضت عليها أهم الأعمال السينمائية في فترة الأربعينيات والخمسينيات. وأثناء حريق القاهرة يوم 26 من يناير عام 1952 اخترقت دار السينما.. ما سبب لها جرحا عميقا. وأعلنت الفنانة القديرة إسلامها هي وزوجها عام 1953 هي وابنتيها سعاد ..وايفون (من زوج سابق لها ) .. وفي نهاية رحلتها عكفت علي تربية أحفادها وقراءة القرآن الكريم إلى أن رحلت 4 يناير عام 1978 عن عمر ناهز 84 عاما تاركة خلفها 50 عملا من أهم الأعمال التي غدت علامات مضيئة في تاريخ السينما العربية.