"فورين بوليسى": تحالف "الإخوان" والقوى الثورية "محل شك"

تساءلت مجلة «فورين بوليسى»، الأمريكية، عن إمكانية تحالف فصائل المعارضة المختلفة فى مصر من جديد، قائلة إنه على الرغم من أن الحكم ببراءة الرئيس الأسبق، حسنى مبارك، والحملة التى تتبناها الحكومة الحالية على جماعة الإخوان المسلمين، قد يعيد المعارضة العلمانية، والإسلامية معاً مرة أخرى، فإن هذه الأسباب ربما «لن تكون كافية لالتئام الجروح القديمة بسهولة».
وأضافت المجلة، فى تقرير مطول، نشرته الخميس، أنه فى نوفمبر عام 2012، وضع الرئيس السابق، المسجون حالياً، محمد مرسى، «المسمار الأخير» فى نعش التحالف بين الإخوان المسلمين، والثوار، غير الإسلاميين، الذين قادوا ثورة 25 يناير للإطاحة بمبارك عام 2011، موضحة أن مرسى منح نفسه صلاحية التحرر من الرقابة القضائية، وهى الخطوة التى وصفتها بأنها تكشف عن «غطرسة شديدة»، الأمر الذى أثار احتجاجات عارمة ضد حكومته.
وتابعت: «انعدام الثقة بين الثوار والإخوان بدأ منذ أحداث الاتحادية في أواخر عام 2012، حينما تم توجيه التهم لأعضاء الجماعة بالاعتداء جسدياً على عشرات المحتجين المعارضين هناك».
ومضت تقول إنه «على الرغم من أن هناك من يتكهن بأن الأحداث التى شهدتها مصر فى الأسابيع الأخيرة قد تعالج المشاكل الموجودة بين الإخوان والثوار، وتعيد علاقاتهما القديمة على المسار الصحيح، فإن هذا أمر محل شك».
ورصدت المجلة فى تقريرها عدة أحداث على مدى السنوات ال4 الماضية، قالت إنها أدت إلى زيادة عمق الأزمة بين الإخوان والثوار المطالبين بالديمقراطية، ومن أبرزها الفصيل الأخير كان يرى أن الثورة تتطلب إصلاحا شاملا لمؤسسات الدولة، فى حين أن الجماعة كانت ترى أن الإطاحة بمبارك كانت وسيلة لتحل هى وأتباعه محل نظامه.
وتساءلت المجلة «هل سيتبع الإخوان والثوار مبدأ (عفا الله عما سلف) وفتح صفحة جديدة؟»، قائلة إن «التعاون فيما بينهما من جديد سيفيد أعضاء الجماعة فى الضغط الدولى بشكل أفضل، كما أنه سيبعث برسالة وحدة بين الثوار إلى وسائل الإعلام، أما بالنسبة للثوار، فإنهم سيستفيدون أيضاً من آلية التعبئة الخاصة بالإخوان».
وتابعت: «على الرغم من اعتذار الجماعة عن بعض الأخطاء خلال الفترة الماضية، فإن المعسكر الثورى لا يزال متشككا فى أنها لم تتغير، وأن اهتمامها الرئيسى هو العودة من جديد إلى مؤسسات الدولة للاستحواذ عليها».
ورأت المجلة أن إعادة تشكيل تحالف بين الإخوان والقوى الثورية يحمل العديد من المخاطر لكلا الجانبين، موضحة أن «مصدر القلق الرئيسى للجماعة هو تماسك (التحالف المناهض للانقلاب)، والذى سيتعرض لتهديد خطير فى حال تمت تلبية رغبات القوى الثورية والتى ستطالب بالامتناع عن أفعال الجماعة الماضية، وفى الوقت نفسه، فإن أى ارتباط مع الإخوان سيخلق شقاقا فى الصفوف الثورية، كما أنه سيعزز حملة إعلامية لتشويه المعسكر الثورى، حيث إن الجماعة محظورة قانونياً، مما يعنى أن الشراكة معها تحمل مخاطر قانونية».
ومضت تقول: «يبدو أن الإخوان مقتنعين أن غالبية الشعب المصرى لا يزال يدعمهم، وأن الحكومة الحالية باتت على فراش الموت، وذلك لأنهم يعتقدون أن أى تحالف مع المعسكر الثورى سيؤدى إلى الإطاحة بالنظام بسهولة، فى حين أن معظم الثوار يدركون جيداً أن النظام السياسى الجديد مفعم بالحياة».
وختمت المجلة تقريرها قائلة إن «الحصول على نظام سياسى صحى فى مصر يتطلب تحالف الإسلاميين وغير الإسلاميين، وأنصار الثورة، وخصومها، معاً، وبدون حدوث تغييرات جوهرية داخلية فى جميع هذه الفصائل، فإنه سيكون من الصعب رؤية أى تقدم فيما يتعلق بسيادة القانون والمساءلة، وحقوق الإنسان الأساسية، والحقوق المدنية فى البلاد».