تعزيز قدرة الدولة لحماية الأمن الغذائى :السيسى يوجِّه بتوفير أرصدة استراتيجية للسلع الأساسية لمدد كافية    «راسل»: صبر ترامب نفد تجاه نتنياهو.. وضغوط دولية متزايدة على إسرائيل    انطلاق مباراة زد وسموحة في الدوري العام    خالد الجندي: لا يصح انتهاء الحياة الزوجية بالفضائح والانهيار    قصور الثقافة تختتم عروض مسرح إقليم شرق الدلتا ب«موسم الدم»    المطارات المصرية.. نموذج عالمي يكتب بأيادٍ وطنية    "حقيقة المشروع وسبب العودة".. كامل أبو علي يتراجع عن استقالته من رئاسة المصري    ميلانيا ترامب تنفي شائعة رفض "هارفارد" لبارون: "لم يتقدم أصلاً"    تعليقًا على بناء 20 مستوطنة بالضفة.. بريطانيا: عقبة متعمدة أمام قيام دولة فلسطينية    الإفتاء: توضح شروط صحة الأضحية وحكمها    أجمل ما يقال للحاج عند عودته من مكة بعد أداء المناسك.. عبارات ملهمة    إحباط تهريب صفقة مخدرات وأسلحة في نجع حمادي    مجلس جامعة القاهرة يثمن قرار إعادة مكتب التنسيق المركزي إلى مقره التاريخي    الوزير محمد عبد اللطيف يلتقي عددا من الطلاب المصريين بجامعة كامبريدج.. ويؤكد: نماذج مشرفة للدولة المصرية بالخارج    رواتب مجزية ومزايا.. 600 فرصة عمل بمحطة الضبعة النووية    بالصور- حريق مفاجئ بمدرسة في سوهاج يوقف الامتحانات ويستدعي إخلاء الطلاب    رئيس جامعة بنها يتفقد سير الامتحانات بكلية الهندسة- صور    وزير الثقافة يتابع حالة الأديب صنع الله إبراهيم عقب تعافيه    عرفات يتأهب لاستقبال الحجاج فى الموقف العظيم.. فيديو    دموع معلول وأكرم واحتفال الدون وهدية القدوة.. لحظات مؤثرة في تتويج الأهلي بالدوري.. فيديو    رسميًا.. بايرن ميونيخ يُعلن عن أولى صفقاته الصيفية استعدادًا لمونديال الأندية 2025    بحضور سينمائيين من السودان.. عرض فيلم طنين بمركز الثقافة السينمائية    «شكرا 2025».. أحمد مالك يعلق على تكريمه في «قمة الإبداع للدراما الرمضانية»    يوم توظيفي لذوي همم للعمل بإحدى شركات صناعة الأغذية بالإسكندرية    انتهاء رحلة ماسك في البيت الأبيض.. بدأت بفصل آلاف الموظفين وانتهت ب«خيبة أمل»    موعد إعلان نتيجة الصف الثالث الابتدائي 2025 الترم الثاني محافظة المنوفية    الإسماعيلى ينتظر استلام القرض لتسديد الغرامات الدولية وفتح القيد    محافظ المنوفية يشهد استلام 2 طن لحوم كدفعة جديدة من صكوك الإطعام    تمكين المرأة اقتصاديًا.. شروط وإجراءات الحصول على قروض مشروعات صغيرة    أردوغان: "قسد" تماطل في تنفيذ اتفاق الاندماج مع دمشق وعليها التوقف فورًا    انهيار نهر جليدى فى سويسرا يدمر قرية جبلية ويثير مخاوف من تداعيات التغير المناخى    «أوقاف الإسكندرية»: تجهيز 610 ساحات لأداء صلاة عيد الأضحى 2025    حملات تفتيشية على محلات اللحوم والأسواق بمركز أخميم فى سوهاج    «هكر صفحة زميلته» ونشر صورًا وعبارات خادشة.. حبس موظف وتغريمه أمام المحكمة الاقتصادية    صور.. رئيس الوزراء يتفقد المقر الجديد لجهاز حماية المستهلك    الكرملين: أوكرانيا لم توافق بعد على عقد مفاوضات الاثنين المقبل    لندن تضغط على واشنطن لتسريع تنفيذ اتفاق تجارى بشأن السيارات والصلب    مصنع حفاضات أطفال يسرق كهرباء ب 19 مليون جنيه في أكتوبر -تفاصيل    عميد طب قصر العينى: نستخدم الذكاء الاصطناعى فى التعليم والتدريب    إعلام إسرائيلى: نتنياهو وجه بالاستعداد لضرب إيران رغم تحذيرات ترامب    «أحد سأل عني» ل محمد عبده تتجاوز المليون مشاهدة خلال أيام من طرحها (فيديو)    "قالوله يا كافر".. تفاصيل الهجوم على أحمد سعد قبل إزالة التاتو    ندب الدكتورة مروى ياسين مساعدًا لوزير الأوقاف لشئون الواعظات    بالصور- وقفة احتجاجية لمحامين البحيرة اعتراضًا على زيادة الرسوم القضائية    وزير الزراعة يشهد تخرج متدربين صوماليين ضمن برنامج إدارة التربة    ياسر إبراهيم: بطولة الدوري جاءت فى توقيت مثالي    إذا وافق العيد الجمعة.. أحمد خليل يوضح حكم صلاتي العيد والجمعة؟    الدوخة المفاجئة بعد الاستيقاظ.. ما أسبابها ومتي تكون خطيرة؟    استشاري أمراض باطنة يقدم 4 نصائح هامة لمرضى متلازمة القولون العصبي (فيديو)    الإحصاء: انخفاض نسبة المدخنين إلى 14.2% خلال 2023 - 2024    انطلاق المؤتمر العلمى السنوى لقصر العينى بحضور وزيرى الصحة والتعليم العالى    ياسر ريان: بيراميدز ساعد الأهلي على التتويج بالدوري.. ولاعبو الأحمر تحرروا بعد رحيل كولر    كل ما تريد معرفته عن سنن الأضحية وحكم حلق الشعر والأظافر للمضحي    جامعة حلوان تواصل تأهيل كوادرها الإدارية بدورة متقدمة في الإشراف والتواصل    وكيل وزارة الصحة بالإسماعيلية تتفقد انتظام سير العمل بوحدة طوسون    أمانات حزب الجبهة الخدمية تعقد اجتماعا لمناقشة خطط عملها ضمن استراتيجية 2030    91.3 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة الأربعاء    ماريسكا: عانينا أمام بيتيس بسبب احتفالنا المبالغ فيه أمام نوتينجهام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هناء الحبشي.. القصة الكاملة لزعيمة الجواسيس في قطر
نشر في النهار يوم 19 - 12 - 2014

الوصف التفصيلي لسوق النخاسة الذي يقدم خدماته للجنود الأمريكان بقطر
حكاية السويت رقم «67» بفندق «ماريوت شرم الشيخ» الذي استضاف فرقة مجندات هناء الحبشي علي شرف رجل الأعمال القطري «ناصر الصديقي»!!
«سألت الثورات الشرف أين أنت غائب.. فرد: أنا علي لسان غير الشرفاء دوماً لذلك فأنا غائب!!».. فكثير هم الذين يتغنون بالشرف وهم في الأساس لا يمتون بصلة له.
وكم من الجرائم ارتكبت طوال السنوات الماضية تحت لواء الشرف والنضال وكم من شهداء سقطوا بلا ثمن وكم من أم ثكلي فقدت ابنها الغالي أو زوجة ترملت وفقدت شريك العمر فداء للوطن ومستقبل أفضل للأبناء ليكتشف الجميع بعد كل هذه التضحيات أننا كنا نعيش فيلما كرتونياً كبيراً في مهرجان بيع الضمير.
فعلي أعتاب دول الربيع العربي انتهكت كرامة الشعوب تحت أقدام أباطرة الفساد الظالمين الذين كانوا يعتقدون أنهم أقاموا العدل كله لمجرد أن شعوبهم تأكل وتشرب.
وعندما انتفضت الشعوب وثارت علي الظلم الذي امتد لسنوات وقعوا في براثن من أشد فساداً وأكثر طغياناً وهم المتاجرون بهذه الثروات والذين كان لهم دور كبير في تشويه هذه الثورات وبيع كل شيء من أجل تحقيق مصالح شخصية حتي لو كان شرفهم بل إنهم وصفوا شرفهم تحت أقدام من يدفع أكثر في وقت لم يكن لأحد أن يستطيع توجيه اللوم لهم لأنهم كانوا يتحركون تحت لواء النضال والثورة.
الملف الذي بين أيدينا سنخترق فيه سوق النخاسة الذي كانت تحاك فيه كل المؤامرات علي دول الربيع العربي طوال أكثر من 3 سنوات والذي تمت إقامته في الصغيرة قطر برعاية أمريكية وانتهك فيه شرف الأمة وكان بمثابة مركز إشعاع الرذيلة والجاسوسية وعمليات تفريخ العملاء للإدارة الأمريكية.
عمليات صناعة العملاء كانت تمر بمراحل لضمان استغلال الفتيات والشباب العرب لتحقيق الأجندة الأمريكية، ومن بين النماذج المهمة للإدارة الأمريكية هي الفتاة «هناء الحبشي» وهي فتاة ليبية في العشرينيات من العمر من مدينة يفرن ومولودة في مدينة طرابلس وكان والدها يعمل في سلاح الجو وعندما قامت الثورة ضد القذافي في ليبيا عملت «هناء» مع شباب الثورة بل قادتهم تحت اسم مستعار وهو «نوميديا الطرابلسي» وكانت تتصل بالقنوات الاخبارية وقوات الناتو بهذا الاسم واستعملت شفرات تجاوزت 20 شفرة وكانت تتنقل من مكان إلي آخر بسرعة حتي لا تقع في أيدي رجال القذافي وقتها فيفتكوا بها وهي أول من قامت بزرع علم الاستقلال الليبي في عهد القذافي وقبل سقوطه ولأهمية دورها فقد قامت الإدارة الأمريكية وزوجة الرئيس أوباما بتكريم «هناء» ولكن بعد انتهاء الثورة كانت هناك مهام أخري في انتظار «هناء الحبشي» فمركز العمليات هذه المرة مختلف تماماً وهو الخدمة في «قطر» ووضع كل إمكاناتها ومواهبها تحت أقدام عائلة موزة والأمريكان مقابل الحصول علي الملايين فقد تخصصت «هناء» في تسفير الفتيات الليبيات للعمل في قطر وتحديداً في أماكن استراتيجية خاصة قاعدة «العديد» و«السيلية» وبعدها بفترة اكتشف الليبيون أن هؤلاء الفتيات يعملن في الدعارة وأن «هناء» علي علم بذلك وسرعان ما طار الجنرال إلي عدد من وسائل الإعلام العالمية منها ال«لوموند» الفرنسية وعدد من الصحف الإيطالية التي كشفت أن بعض شباب الثورة ومنهم «هناء الحبشي» أشرفت علي تسفير أكثر من 400 فتاة ليبية لممارسة أعمال الدعارة مع بعض الضباط القطريين والأمريكان في قطر وأن عددا من الضباط القطريين اعترفوا بذلك لوسائل إعلام أجنبية.
والمثير والغريب أن البعض اعتقد أن هذه المعلومات هدفها هو تشويه شباب الثورات العربية والنيل منهم إلا أن الجميع فوجئ بالفتاة الحسناء تعترف في رد لها بكل ما نسب لها من فضائح حيث قالت في رد لها نشرته مجلة «العشرون دقيقة» الفرنسية أن «هناء الحبشي» أرسلت رداً إلكترونيا علي مقال للضابط القطري الذي فجر الأزمة ويطلق عليه اسم كودي وهو «الجرذ الهائل» وأن «هناء» طلبت من المجلة نشر الرد بعد رفض «لوموند» نشر ردها وهذا ونص رد «هناء حبشي» الذي تعترف فيه بتزويد الفتيات لممارسة الرذيلة اقتداء بتسيبي ليفني الجاسوسة الإسرائيلية التي وصلت إلي منصب رئيس وزراء إسرائيل واعترفت وقتها أنها مارست الجنس مع بعض القادة للحصول علي معلومات.. وهذا نص رد «هناء الحبشي» الذي يكشف العمالة لقطر وأمريكا:
«لقد ترددت كثيراً في كتابة هذا الرد ولكن بعد إصرار إخوتي وأصدقائي بضرورة الرد علي ما تم نشره في صحيفة «لوموند» الفرنسية عني قررت الرد.. الوطن يحتاج إلي تضحيات جسام والإنسان يقدم حياته أحياناً لنصرة الحق وهزيمة العدو المتمثل في الطاغية المقبور ولنا فيما قدمته وزيرة الخارجية الإسرائيلي تسيبي ليفني أسوة عندما خرجت بكل شجاعة وقالت إنها نامت مع قيادات فلسطينية مقابل نصرة قضيتها، ونحن لسن أقل شجاعة منها!!.. ولا قضية ليبيا أقل من قضيتها.. فعلاً ذهبت إلي قطر بدعوة من وزارة الإعلام القطرية للمشاركة في مناسبة وطنية قطرية أقيمت بالدوحة وتجسد لقوة المشاركة الليبية رافقني وفد نسائي ليبي حرصت علي أن يرتدين الزي التقليدي الليبي وكن صديقات لي من مدينتي المناضلة «يفرن».. أنا لست مسئولة عن تصرفات الوفد بعد انتهاء الحفل وقد تقابلت في نفس الليلة مع رئيس أركان الجيش القطري وطلبت منه زيادة الدعم «للثورة الليبية» وقضينا ليلة بنفس الفندق الذي أقيمت فيه الحفلة وفي الصباح تفاجأت أن الفتيات المرافقات لي خرجن في نزهة مع بعض الأصدقاء القطريين وفي المساء وعند عودتهن إلي مقر الاقامة غضبت منهن وطلبت منهن تبريرا لهذه النزهة غير المتفق عليها ونهرتهن وطلبت منهن عدم تكرار ذلك.. هناك تصرفات تحدث أحياناً لا يجب أن نفكر فيها خاصة أنها تخدم الوطن والقضية!!.. مهما قدمنا للوطن يبقي قليلا وكنت أتمني أن نكون بشجاعة تسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل لنصارح بعضنا بكل شيء ونجد الطرف الآخر يتفهم تلك المصارحة.. وأخيراً أقول إن انتصارنا وتحرير وطننا أهم من كل شيء وقد اتصلت قبل كتابة هذا الرد بالشيخ الجليل الصادق الغرياني بصفته مسئول أكبر مؤسسة دينية في ليبيا وقد تفهم ردي ولم يمانع في نشره».
هكذا إذن ناشطات الناتو الليبيا يعتبرن العاهرة الصهيونية تسيبي ليفني نموذجاً يقتدين به، ولا نعرف قدوة في سبيل مصلحة الكيان الصهيوني.. أم قدوة في الشهوة والجنس وإمتاع الجسد؟!
وتبين فيما بعد أن «هناء الحبشي» لم تكن تعمل وحدها في هذه المهمة التي توهمت أنها «وطنية» فقد شاركها شخص يدعي «خالد الشريف» الذي أشرف علي رحلات الفتيات الليبيات إلي قطر وكان دور خالد هو جمع الفتيات من منطقة بطرابلس تطل علي البحر تعرف ب«سوق الجمعة» بحجة دعم الثوار بشرق ليبيا أما «هناء» فكانت تقوم بجمع الفتيات من الجامعات ومدن غرب ليبيا.
وقد حصلت «الموجز» علي معلومات خطيرة تفيد بأن «هناء الحبشي» حضرت إلي مصر منذ فترة وتحديداً قبل عزل الدكتور محمد مرسي وأقامت في الجناح رقم «67» بفندق «ماريوت شرم الشيخ» بدعوة من رجل أعمال قطري يدعي «ناصر الصديقي» وكان برفقتها 8 فتيات ليبيات وأنه تم احتجاز غرف أرقام «13، و17 و23» للفتيات المرافقات لها.
وكانت «الموجز» قد كشفت في أعدادها الماضية الوصف التفصيلي للقواعد العسكرية الأمريكية في «قطر» وكيف تطورت هذه القواعد طوال السنوات الماضية.. وما هي المهام القتالية واللوجيستية التي كُلفت بها خلال السنوات السابقة.. وما طبيعة الأسلحة الموجودة بها.. وهل حقاً تحولت هذه القواعد إلي مصانع أسلحة أمريكية.. ومن الذي يدفع فاتورة هذه القواعد.. وما القصة الحقيقة لمعسكر «سنوبي».. وكيف تمخض هذا المعسكر فأنجب قاعدتي «العديد» و«السيلية»؟!.. وغيرها من المعلومات والأسرار والصور التي التقطت لهذه القواعد سواء من داخلها أو بواسطة الأقمار الصناعية والغريب والمثير اننا حصلنا علي معلومات تؤكد أن مجموعة الفتيات الليبيات التي تقودها «هناء الحبشي» تم إرسالهن في رحلات منتظمة إلي هذه القواعد الأمريكية للترويح عن الجنود هناك وهي خدمات اعتبرتها قطر محفزة للجنود الأمريكان والقطريين في القاعدة الأمريكية الكبيرة.
وكانت القيادة الجوية للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية Centcom قد انتقلت من السعودية إلي قطر ما بين عامي 2002 و2003 ومقر قاعدة «العديد» الجوية التي تفتخر بأطول وأفضل المدرجات في عموم المنطقة.
وأنفقت قطر ما يزيد علي أربعمائة مليون دولار لتحديث «العديد» وغيرها من القواعد مقابل «الحماية» العسكرية الأمريكية للدولة الخليجية الصغيرة.
وبدأت قطر منذ عام 1995 تستضيف بعضاً من القوات الجوية المكلفة بالإشراف علي منطقة حظر الطيران في جنوب العراق، وتحولت الجزيرة خلال التسعينيات إلي واحدة من أكبر مخازن الأسلحة والعتاد الأمريكي في المنطقة، وبنت علي نفقتها مجمعاً يضم سبعة وعشرين مبني لتخزين الآليات والقوات الأمريكية استعداداً للعدوان علي العراق.
انتقل المقر الميداني للقوات الخاصة التابعة للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطي، إلي قاعدة «السيلية» القطرية عام 2001 وأصبحت «السيلية» بعدها المقر الميداني للقيادة المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطي المذكورة أعلاه، وقد تمت عملية نقل المقر الميداني تحت ستار التمرين العسكري «نظرة داخلية Internal Look» الذي كان في الواقع تمريناً علي خطة قيادة العدوان علي العراق «Operation Iraqi Freedom»، ويلاحظ أن هذا التمرين جري عام 2002، أي بغض النظر عن أية خطوات سياسية قامت أو لم تقم بها القيادة العراقية آنذاك، فقد كانت خطة العدوان رهن التنفيذ.
ومن الممكن أن نكتشف مدي الخدمات الجليلة التي قدمتها قطر للولايات المتحدة بهذه القواعد العسكرية علي أرضها عندما نعلم أن قاعدتي مطار الدوحة الدولي و«العديد» الجويتين قد استضافتا أسراباً كبيرة من الطائرات الأمريكية المقاتلة وطائرات الشحن وحاملة للدبابات وغيرها فالدوحة تعتبر محور النقل الجوي العسكري الأمريكي إلي جيبوتي ودوشنبي في طاجيكستان والمصيرة في عمان وقندهار في أفغانستان وشمس في باكستان وغيرها من المهام الأمريكية مترامية الأطراف العابرة للقارات.
وقد بدأت فكرة وجود قواعد عسكرية أمريكية في قطر تتحول إلي أمر واقع عام 1996 عندما وافق حمد بن خليفة علي إنشاء قاعدة «العديد» التي استضافت أجهزة ومعدات عسكرية تكفي لتجهيز «لواء» ثم استضافة 30 مقاتلة و4 طائرات نقل وكان ذلك مؤشراً مهماً بأننا أمام قاعدة جوية رئيسية للأمريكان في الخليج وقد وافقت قطر علي كل هذه التطورات بسرعة الريح مقابل الحصول علي الحماية الأمريكية وحلف الناتو من التهديدات الخارجية المحيطة بها خاصة فزاعة «إيران» الشهيرة والعراق قبل سقوط صدام حسين.
وقد بلغت التكلفة المبدئية لإنشاء هذه القاعدة قبل التوسعات الموجودة الآن أكثر من مليار دولار أمريكي وقد مولت قطر المشروع بالكامل كما قدم «حمد» تعهدات للأمريكان بتوفير التمويل اللازم لأي إنشاءات جديدة وتوسعات مستقبلية وقد أصبحت هذه القاعدة الآن هي أكبر القواعد الأمريكية العسكرية خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
وتضم هذه القواعد مخازن أسلحة هي الأكبر من نوعها علي مستوي العالم كما تم إنشاء عنابر للتصنيع بداخلها مؤخراً بينما كانت في عام 2001 تضم 10 آلاف مقاتل و120 طائرة مقاتلة، واستخدمت هذه القواعد الأمريكية علي أرض قطر في شن الهجمات سواء علي أفغانستان أو العراق وتقوم الولايات المتحدة بإجراء تعديلات دورية للقوي العسكرية في هذه القواعد إلا أن القوام الرئيسي تحافظ عليه وتعمل علي عدم المساس به.
وفي قاعدة «العديد» الجوية التي تقع غرب الدوحة وتعرف هذه المنطقة باسم «مطار أبونخلة» وتوجد بها العديد من المتعلقات والناقلات العسكرية وهي تابعة لسلاح الجو الأمريكي مجموعة 83 وتستضيف مقر القيادة المركزية الأمريكية وسلاح الجو الملكي البريطاني ومقراً للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية وهي فرقة استخبارات عسكرية تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاع وعدداً من الدبابات ووحدات دعم لوجيستي وكميات كافية من الأسلحة والذخيرة والأفراد.
وداخل هذه القاعدة توجد أماكن ترفيهية للجنود ويتم جلب الساقطات لهم ويتم تجهيز المطاعم وتحويلها إلي ما يشبه "المواخير"وتقام بداخلها الحفلات الماجنة والغريب ان هذه الممارسات وجهت بالنقد من قبل البنتاجون الأمريكي الذي وقع عقوبات علي بعض القادة بعد تسريب أنباء حول استقبال ساقطات في القاعدة العسكرية الا ان دوائر الحكم في قطر كانت علي علم بكل هذه الممارسات.
وتضم «العديد» مدرجاً من أضخم المدرجات المخصصة للطائرات به أطول ممرات العالم ولديه جاهزية لاستقبال أكثر من 100 طائرة دفعة واحدة علي الأرض وهو ما دفع بعض الخبراء العسكريين لوصف هذه القاعدة بأنها أكبر مخازن الأسلحة والدعم اللوجيستي للأمريكان في منطقة الشرق الأوسط وقد زارت بعض الساقطات هذا المدرج وقمن بالتصوير وتسريب بعض الصور مع الجنود.
وكشفت مصادر أن الموارد البشرية في القوات البحرية زادت ب1100 فرد منذ عام 1990 وبناء علي الإحصاءات المطروحة يقدر التقرير أن القوات البحرية القطرية تتمتع بمؤهلات محدودة لخوض معارك جادة ولكنها صالحة للقيام بالمهام اللازمة لمكافحة الإرهاب وعمليات التهريب في أضيق الحدود وكل هذه المعلومات تؤكد ان الدولة الصغيرة لا تعير أي اهتمام لتطوير قدراتها في المستقبل بل اكتفت وبمنتهي الثقة بالقواعد الأمريكية التي ستظل للأبد علي أرض الدويلة التي تحولت إلي مستعمرة أمريكية.
ولقاعدة العديد 4 بوابات، وهي البوابة الرئيسية والبوابة التي ينتقل عبرها الجنود من سكنهم إلي القاعدة وبوابتان فرعيتان أخريان، وقد حصلنا علي صورة فضائية تبين البوابة الرئيسية واما عمليات الامداد والتموين فهي الأبرز والأهم لذلك فقد تم تخصيص احتياطات كبيرة لتأمين احتياجاتها والبوابة التي تربط سكن الجنود بالقاعدة وهذه البوابات تحولت لمزارات للفتيات اللاتي يتجمعن لزيارة الجنود والاتفاق معهن علي لقاءات ماجنة.
وذلك عن طريق خزانات الوقود حيث يوجد في قاعدة العديد 84 خزان وقود موزعة في منطقتين علي النحو التالي 44 خزانا في المنطقة الوسطي و40 خزانا في المنطقة الشمالية، وسعة الخزانات في المنطقة الوسطي 2,200,000 جالون بينما سعة الخزانات في المنطقة الشمالية 2,000,000 جالون السعة الكلية للخزانات 4,200,000 جالون وقد حصلنا علي صورة فضائية تبين الخزانات في المنطقة الوسطي والصورة التي تليها تبين الخزانات في المنطقة الشمالية ولكن في المقابل فإن أعوان موزة يعتبرون ان توريد الفتيات إلي الجنود في القواعد العسكرية يعد عنصرا مهما في عمليات الامداد والتموين كما تم إيهام هؤلاء الفتيات بأنهن يقمن بمهمة وطنية جليلة لاتقل عن التي قامت بها تسيبي ليفني كما قالت «هناء الحبشي» التي تتمني أن تسير علي درب الجاسوسة الإسرائيلية التي أصبحت في يوم من الايام رئيسة للوزراء.
وهناك اسم كبير ليس ببعيد عن هذه الاتصالات التي في ظاهرها تمثل سقوطا أخلاقيا إلا انها في حقيقة الأمر بمثابة عمليات تجنيد للجواسيس في سوق نخاسة قطر وهذا الاسم هو عبدالحكيم الخويلدي بالحاج طرابلسي الأصل من سوق الجمعة (أولاد الحاج).. خريج الهندسة المدنية وبعد تخرجه مباشرة سافر إلي أفغانستان للجهاد عام 1988م مشاركا في الجهاد الأفغاني آنذاك وبقي هناك عدة أعوام التحق بالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة منذ بداية تأسيسها (أي من مؤسسيها) في بداية التسعينيات ولكن بعد فتح كابل ترك أفغانستان وسافر إلي اثنتين وعشرين دولة من أبرزها أو بالأحري أكثرهن: أفغانستان، باكستان، تركيا، السودان. يقول بالحاج إن هذه الدول من أكثر المحطات التي طالت إقامته فيها واكتسب من خلالها عديدا من التجارب "كونها مرحلة فيها نوعا من الخصوصية"ثم عاد إلي ليبياعام 1994 وبدأ إعادة ترتيب الجماعة وتدريبها ب الجبل الأخضر للتجهيز للجهاد ضد نظام القذافي
ولكن النظام استبق الجماعة بضرب مراكز التدريب عام 1995م وقتل أميرها عبدالرحمن حطاب واستطاع عبدالحكيم بلحاج مغادرة ليبيا والعودة إلي أفغانستان اشتُهر عبدالحكيم بلحاج طوال نشاطه الجهادي باسم (عبدالله الصادق). تم اختيار عبدالحكيم بلحاج (عبدالله الصادق) أميراً للجماعة الليبية المقاتلة في فترة إعادة ترتيب صفوف الجماعة في أفغانستان، واختير أبو حازم نائباً له، وأبو المنذر الساعدي كمسئول شرعي، خالد الشريف كمسئول أمني.
وبلحاج متزوج من اثنتين (مغربية وسودانية).. ولديه بنت وتم اعتقاله في ماليزيا شهر 2 لعام 2004م عن طريق مكتب الجوازات والهجرة بتدخل من المخابرات الأمريكية ثم ترحيله إلي بانكوك للتحقيق معه من قبل وكالة المخابرات الأمريكيةCIA ثم ترحيله إلي ليبيا بتاريخ 8/3/2004م.
وفي 2011 طلب عبدالحكيم بلحاج، رئيس المجلس العسكري للثوار في طرابلس، من بريطانيا والولايات المتحدة الاعتذار بعد أن بينت وثائق، تم ضبطها، أن البلدين تورطا في خطة أدت إلي اعتقاله وتعذيبه في سجون نظام معمر القذافي.وبينت وثائق تابعة لجهاز استخبارات القذافي أن وكالة المخابرات الأمريكيةاعتقلت عبدالحكيم بلحاج في بانكوك في 2004، ورحلته قسرا إلي ليبيا، حيث سجن في سجن أبو سليم الشهير لسبع سنوات، وأكد بلحاج أنه تعرض أثناء اعتقاله للاستجواب علي أيدي ضباط استخبارات بريطانيين.
وقال بلحاج وقتها لمحطة بي بي سي: «ما حصل لي كان غير قانوني ويستحق الاعتذار»، وأضاف لصحيفة الجارديان البريطانية، أنه يفكر في مقاضاة الحكومتين البريطانية والأمريكية، مضيفا، «لقد حقنوني بمادة ما، ثم علقوني من ذراعي وقدمي ووضعوني داخل صندوق ممتلئ بالثلج، لم يتركوني أنام، وكان هناك ضجيج كل الوقت، لقد تعرضت للتعذيب بشكل مستمر»، مؤكدا في الوقت نفسه أن «هذه الوثائق لن تؤثر علي إقامة علاقات عادية مع الولايات المتحدة وبريطانيا».
وتضمنت الوثائق التي حصلت عليها منظمة هيومن رايتس واتش من أرشيف الاستخبارات الليبية تفاصيل عن الاعتقال السري لبلحاج في 2004، وتضمنت مذكرة ل"سي آي إيه" موجهة إلي السلطات الليبية تفاصيل حول رحلة "عبدالله الصديق" وزوجته الحامل من كوالالمبور إلي بانكوك، حيث قالت الولايات المتحدة إنها "ستسيطر" علي الزوجين وتسلمهما.
وبعد 7 سنوات قضاها بلحاج خلف قضبان السجن الانفرادي منها 3 سنوات لم يسمح له فيها بالاستحمام و1 لم ير فيها الشمس وتوسطت قيادات إسلامية للإفراج عنه وعلي رأسهم الشيخ الدكتور علي الصلابي أحد قيادات الإخوان المسلمون بليبيا والشيخ الدكتور يوسف القرضاوي بعد مراجعات فكرية أجروها معه. فأفرج عنه مع 214 من سجناء بوسليم في بادرة غير مسبوقة في تاريخ القذافي. وبعد الإفراج عنه ألف كتاب «دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم علي الناس» يقع في 414 صفحة. والذي أسس لمنهج إسلامي معتدل، ونال تزكية كبار العلماء مثل الشيخ القرضاوي والشيخ الددو وأحمد الريسوني وآخرين ومن كل ماسبق يتضح مدي التصالح بين بلحاج والمخابرات الأمريكية وهو ما يعني بدء شهور العسل بينهما ونجاح تجنيد بلحاج والشريف و«هناء الحبشي».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.