قال الدكتور حسام المغازى وزير الموارد المائية والري، إن المحيط الإفريقي من أهم الدوائر الاستراتيجية لمصر، داعيًا إلى تكاتف جميع القوى المحلية، لاستعادة الدور الريادى المصرى الذي شهد وساعد في تولد حركات التحرر الوطنى في أغلب الدول الإفريقية في الستينيات من القرن الماضى، وهى المساعدة التي ما زالت كل شعوب إفريقيا تذكرها بالخير. جاء ذلك في تصريحات صحفية قبيل توجهه الاثنين إلى جوبا، في زيارة لدولة جنوب السودان تستغرق ثلاثة أيام، على رأس وفد رفيع المستوى يفتتح خلالها عددًا من المشروعات المائية التي تنفذها الوزارة في إطار المنحة المقدمة من مصر لجنوب السودان والتي تقدر بنحو 25 مليون دولار. وأضاف أن إهمال الدائرة الإفريقية لسنوات طويلة أحدث ضررًا بالغًا بالمصالح المصرية، وفى القلب منها المصالح المائية المرتبطة بشكل مباشر بدول حوض النيل، مشيرًا إلى أنه حينما تتقارب العلاقات مع تلك الدول، وتتواصل الزيارات وتتبادل المنافع، كما يحدث حاليًا، نعرف أننا على المسار الصحيح الذي سيؤدى إلى تحقيق طفرة في العلاقات مع تلك الدول، بما يعزز المصالح المشتركة والمنافع، ويحقق في الوقت نفسه التنمية التي تنشدها دول الحوض. وأضاف إن مصر حريصة على المساهمة الفاعلة في مشروعات تنمية القارة التي ننتمي إليها، من خلال تفعيل واستثمار الموارد لصالح شعوب القارة، والعمل على الاتجاه نحو الشراكة المتكاملة مع دول القارة الإفريقية الغنية بمواردها الطبيعية المتنوعة. من جانبه كشف الدكتور أمجد العوضي رئيس المجموعة المصرية السودانية للاستثمار، في تصريح له عن أن وزير الري سيقوم بافتتاح 6 آبار تم الانتهاء من حفرها في ولاية الاستوائية الوسطى بجوبا، لتوفير مياه الشرب والزراعة لنحو نصف مليون نسمة في جنوب السودان. وقال إن هذه الآبار بجانب توفيرها لمياه الشرب والزراعة تقوم بمد المنازل المحيطة بالآبار بالكهرباء بنحو 18 كيلو وات لكل محطة زيادة عن طاقة تشغيل المولد لكل بئر والذي يقدر بنحو 30 كيلو وات. وقال إن كل بئر يتفرع منها 4 آبار و4 خطوط مياه بقطر 2 بوصة لعدد 4 أحواض، ولكل حوض 4 حنفيات مياه، والمسافة بين الحوض والبئر لا تقل عن 100 متر، مما يؤدي إلى شعور المواطنين والفلاحين بجنوب السودان البسطاء بوصول المياه لأراضيهم. وأوضح أن سعة الخزان الواحد 30 مترًا مكعبًا ويخرج من الخزان خط لإمداد المواطنين بالمياه بقطر 3 بوصات وبمعدل 5 أمتار مكعبة في الساعة، وأوضح أن مولد الكهرباء لتشغيل كل بئر تقد طاقتها ب 30 حصانًا ويعطي طاقة قدرها 30 كيلو وات، يحتاج البئر لتشغيلها والفائض وقدره 18 كيلو وات تتم الاستفادة منها في إنارة منازل المواطنين بمنطقة البئر ويراعي في التشغيل عدم تشغيل الطلمبة في نفس توقيت إمداد الموطنين بالكهرباء. تأتى زيارة "مغازي" كأول زيارة يقوم بها إلى جنوب السودان بعد توليه منصبه الوزارى، وتستهدف تدعيم الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، وهو الهدف الذي تعتبره مصر أمرًا حتميًا للنهوض بالأجيال القادمة بالشكل الذي يؤكد للجميع أن المصالح والأهداف المشتركة للدولتين تنعكس في تنفيذ برامج التنمية للشعبين. يُذكر أن مشروعات التعاون الفنى مع جنوب السودان تشمل تطهير المجارى الملاحية بحوض بحر الغزال، وإنشاء المراسى النهرية التي نجحت في ربط المدن والقرى الرئيسية بجنوب السودان ملاحيًا، وبالتالى تسهيل نقل البضائع والركاب، وحفر وتجهيز عدد (30) بئرًا جوفية مزودة بمجمعات تأمين مياه الشرب النقية لنحو ألف مواطن جنوبي لتوفير مياه الشرب النقية للاستخدامات المنزلية والثروة الحيوانية. وهناك أيضًا مشروع تأهيل محطات قياس المناسيب والتصرفات بدولة جنوب السودان بهدف توفير كل البيانات والمعلومات الخاصة بمشروعات التنمية في جنوب السودان، إضافة إلى إنشاء محطة رفع في مدينة "واو" لتوفير الاحتياجات المائية للاستخدامات المنزلية والثروة الحيوانية للتجمعات السكانية القريبة من المجارى المائية والتي يجرى حاليًا البدء في تنفيذها من قبل شركة المقاولون العرب. كما يشمل مشروع إعداد دراسات الجدوى الخاصة بسد "واو" المتعدد الأغراض هو أحد أهم مشروعات التعاون الفنى مع جنوب السودان، فقد تم الانتهاء من دراسات الجدوى الفنية له، ويجرى حاليًا التحضير لعقد ورشة عمل موسعة لعرض هذه الدراسات على الجهات المانحة لتمويل بناء السد.