لايزال الوضع المتأجج في ليبيا والصراعالدائر بين القوات الموالية للعقيد القذافي وقوات المعارضة المطالبة بإنهاء حكمهوإسقاط نظامه يتصدر ويستحوذ على اهتمام الصحفة الغربية الصادرة اليوم .فقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن هزيمة العقيد القذافي وحكومته قدتراجعت فى إطار محاولته التصدي لأقوي التحديات التي واجهته خلال 42 عاما من حكمهللبلاد، حيث أخمد العقيد الليبي المظاهرات ضده في طرابلس واستعاد مدينة الزاوية-التي كانت قد سقطت في حوزة الثوار في وقت سابق ووصلت بالثورة إلى أعتاب عاصمته -بسيطرة قواته على ساحتها الرئيسية ، كما أصبحت قواته على مسافة مناسبة لقصفمجموعة المدن البترولية الاستراتيجية شرق البلاد.وأضافت الصحيفة، في تقرير لها على موقعها الإلكتروني، أن صفوف الثوار قد تصدعتبعد الهجوم العنيف الذي شنته عليها القوات الحكومية بالهجمات الجوية والدباباتونيران المدفعية وفرض حصار قاس على المدن التابعة لها ، ففي الوقت الذي شنت فيهطائرات حربية هجوما على مصفاة تخزين في مصفاة البترول في راس لانوف قام الثوارباشعال النيران في إطارات السيارات في محاولة يائسة للتغطية على المناطقالمتواجدون بها.كما انتشرت الشائعات بين جماعات المقاتلين المتناقصة حول وجود جواسيس بينهميعملون لصالح النظام ، وقاموا بإطلاق النيران المضادة للطائرات مستهدفين رفعالروح المعنوية للمعارضين الذين انطلقوا للتستر بالكثبان الرملية أكثر مناستهدافهم الطائرات الحربية.من جانبها، قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن قبضة القذافي الحديدية لنتمكنه من السيطرة على أمة منقسمة.وأضافت الصحيفة أن القذافي حتى وأن أحرز انتصارا متوقعا خلال 48 ساعة، فإنذلك لا يعني بالضرورة بقاء حكمه في مأمن ، ناقلة عن يزيد صايغ الأستاذ بقسمدراسات الحرب بجامعة الملك في لندن قوله إن القذافي سيواجه انقسامات قبليةوإقليمية داخل ليبيا حتى إذا نجح في فرض سيطرته مجددا على البلاد.وأشارت الاندبندنت إلى أن درسا واحدا يمكن تعلمه من الثورات المنتشرة فيالعالم العربي وهو أنه لا شىء يمكن توقعه بشكل قاطع ، حيث أن استخدام معمرالقذافي للسلاح الأسبوع الماضي لاستعادة زمام الأمور نجح في تبديد امل عشراتالآلاف من الليبيين للإسقاط الرجل الذي حكم بلادهم 42 عاما.وقالت الصحيفة إن النظام الليبي قام بتوجيه رسائل على الهواتف المحمولة فيأعقاب مهاجمة الثوار في رأس لانوف، محذرا فيها من التحرير الوشيك لأجدابيا وبني غازي - معقلي الثوار الواقعين على الساحل بعد رأس لانوف - من القواتالمعارضة ، في الوقت الذي قال فيه سيف الاسلام نجل القذافي إن قوات النظام متوجهةالى بني غازي.من ناحية أخرى ، أشارت صحيفة التليجراف البريطانية إلى أن رئيس الوزراءالبريطاني ديفيد كاميرون يعرف جيدا أن الصعوبة الحقيقية التي تواجه بلاده بشأنليبيا هي التعهد الأخلاقي بمنع المأساة الإنسانية التي يمكن أن تحدث في هذا البلدفي ظل أن تدخلا عسكريا هناك يخدم الصالح الوطني البريطاني.وأكدت أنه دون دعم مناسب من مجلس الأمن الدولي ستجد القوى الغربية نفسها منزلقةالى عراق جديد.وذكرت الصحيفة أن الدعوة التي يقود حملتها كاميرون مع الرئيس الفرنسي نيكولاساركوزي لفرض حظر جوي على ليبيا أثار غضب العديد من كبار الشخصيات العسكريةالبريطانية ، حيث أشاروا إلى أن مثل هذا الإجراء هو أمر حساس لما فيه من خرقلسيادة الدولة الليبية.وذهبت إلى أن قيام القوى الغربية بضرب الدفاع الجوي الليبي ودك المطارات و ضربالقوات الجوية الليبية لن يمنع القذافي من استخدام المدفعية والدبابات ضد الثوار.من جانب آخر، نقلت الصحيفة عن الرئيس الفرنسي ساركوزي قوله خلال القمةالأوروبية إن فرنسا و بريطانيا يفضلان استهداف مواقع معينة في ليبيا في حالاستخدام القذافي للأسلحة الكيميائية ضد المواطنين، شريطة أن يلقى هذا الإجراءدعما من الجامعة العربية والمعارضة الليبية.