قام الدكتور ممدوح الدماطى وزير الدولة لشئون الأثار بزيارة إلى الأقصر صباح اليوم،حيث توجه إلى البر الغربى برفقة الدكتور عبد الحكيم كرار المشرف العام على منطقة آثار مصر العليا وعدد من القيادات الأثرية وذلك لتفقد أعمال الكشف والترميم الأثرى بالمعبد الجنائزي للملك أمنحتب الثالث . وشهد الوزير فى بداية الجولة،أعمال رفع القطع الأثرية للتمثال الثانى بالبوابة الشمالية للمعبد،واستمع إلى شرح تفصيلى من البروفيسور هوريج سوريزيان رئيس الجانب الألمانى بالبعثة المصرية الألمانية المشتركة العاملة بعدها توجه إلى منطقة تمثالى ممنون بالبوابة الشرقية للمعبد حيث تابع أعمال الكشف والترميم الجارية بالتماثيل الستة الرئيسية فى مقدمة ووسط المعبد . وأوضح الدماطى فى تصريحات صحفية،أن جولته تأتى فى إطار متابعة أعمال أعادة بناء التماثيل الضخمة بالمعبد واستكمال الأجزاء الناقصة بتمثالى ممنون البوابة الشمالية للمعبد والتى تضم هى الأخرى تمثالين كبيرين للملك أمنحتب الثالث إلى جانب دعم أعمال الكشف الأثرى بالمعبد للكشف عن كافة جوانبه وإنشاء سور خارجى وإعادة وضع القطع الأثرية التى سبق الكشف عنها طوال السنوات الماضية فى أماكنها الأصلية تمهيدا لتحويل المعبد الذى يعد من أكبر المعابد الأثرية الخاصة بملك واحد إلى متحف أثرى مفتوح . وأكد الوزير موافقته على خطط البعثة المصرية الألمانية لوضع تماثيل الألهة سخمت فى أماكنها على جوانب المعبد والتفاوض من عدد من المزارعين الذين يصلون إلى أراضيهم الزراعية بمواشيهم وعرباتهم عن طريق المرور داخل المعبد وإنهاء هذه المشكلة بإنشاء طريق خارج أسوار المعبد وكذلك مشكلة المياه الجوفية التى تظهر موسميا أسفل قاعدتى التمثالين الخامس والسادس وذلك بالتنسيق مع الوزارات والهيئات المختصة وأجهزة المحافظة واللجنة العليا للأثار. وكشف وزير الاثار عن توافر جزئى للتمويل اللازم لإستكمال مشروع طريق الكباش مشيرا إلى أن الأزمة ليست فى التمويل ولكن فى وجود عدد من الأبنية والمنشآت الدينية أعلى مسار الطريق يجرى التفاوض بشأنها حاليا للوصول إلى حل مناسب لأستكمال الطريق مشيرا إلى أن زيارته للمحافظة تستمر يومين يلتقى خلالها أيضا بالسفير الأسبانى بالقاهرة وأعضاء البعثة الأسبانية العاملة فى معبد تحتمس الثالث وكذلك زيارة دير شلويط على أن يتوجه غدا الأحد إلى معبدى أرمنت والطود جنوبالأقصر للنظر فى إستكمال أعمال الكشف بهما وتطويرهما لفتحهما أمام السياحة العالمية خلال الفترة القادمة . وأكد الوزير وجود عدد من المشروعات الأثرية – دون أن يكشف عنها - يجرى وضع اللمسات الأخيرة بها تمهيدا لإفتتاحها فى شهر أبريل القادم وضمها إلى برامج الزيارة لدى الشركات السياحية . وطالبت رئيسة الجانب الألمانى بالبعثة المصرية الألمانية العاملة بالمعبد بالإسراع فى تسهيل أجراءات التراخيص اللازمة للكشف عن الأجزاء المدفونة من المعبد أسفل الطريق المجاور والموافقة على إعادة جميع تماثيل سخمت " ألهة الحرب " إلى المعبد لوضعها فى أماكنها الأصلية إلى جانب تحديد يوم سنوى للإحتفال بالملك العظيم أمنحتب يوافق يوم مولده أو إنشائه للمعبد وذلك بحضور إحدى فرق الموسيقى العالمية التى يتلاءم نشاطها مع الحضارة الفرعونية وهو ما وافق عليه الوزير عقب علمه بموافقة اللجنة الدائمة للأثار المصرية مؤكدا على الدعم الكبير الذى تتلقاه وزارة الأثار من اللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر والذى لم يحضر الجولة نظرا لسفره للخارج وكانت البعثة المصرية الألمانية العاملة بوادى الحيتان بالبر الغربى بالأقصر قد بدأت عملها فى رفع تمثالى الملك امنحتب الثالث فى فبراير من عام 2013 م وهو المشروع الكبير لنقل التمثالين من قطعة أرض زراعية خاصة بأحد المواطنين إلى مكان جديد على مسافة 60 مترا من نحو الغرب ويعد التمثالان من أضخم تماثيل الملك أمنحتب الثالث حيث يبلغ طول التمثال الواحد 14 مترا ويرتكز كل منهما على قاعدة بارتفاع 4 أمتار ليبلغ الطول الإجمالى للتمثال الواحد 18 مترا. وهما مصنوعان من الحجر الرملي يمثلان الملك واقفا عند المدخل الشمالي لمعبده ولكنهما سقطا نتيجة زلزال عام 27 قبل الميلاد وتم الكشف عنهما عام 1933 ثم أعيد اكتشافهما عام 2010 إلى أن تقرر أخيرا نقلهما من الأرض الزراعية الرخوة بعد أن غمرتهما مياه الري الزراعى الأمر الذي عرضهما لخطر حقيقي إستوجب الاسراع بنقلهما وإنقاذهما. يترأس فريق العمل الدكتور محمد عبد المقصود نائب رئيس قطاع الآثار المصرية بمشاركة البعثة الألمانية برئاسة الدكتورة هوريج سوروزيان ويتحمل الجانب الألماني تكلفته يشتمل على نقل التمثالين الى مسافة تبعد 60 مترا من موقعه القديم ليكونا في مأمن من اي مخاطر ثم ترميمهما بإعادة تركيب أكثر من عشرين كتلة من التماثيل في مكانها إضافة إلى أعمال الترميم للقطع الصغيرة ومعالجة النقوش التي تمثل اسم الملك. كما يظهر على قاعدة احد التمثالين بعض النقوش إضافة إلى الظهر والذي سجل عليه اسم الملك بينما يظهر التمثال الأخر مرتديا تاج الجنوب الأبيض ويعد هذا التمثال أكثر حفظا من الأخر حيث يظهر دون أي كسور بالوجه وهو من أجمل تماثيل الملك أمنحتب الثالث.