مباريات اليوم السبت في الدوري الإيطالي والقنوات الناقلة    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة الترجي التونسي في نهائي دوري أبطال إفريقيا    عاجل.. أول رد من سيد عبد الحفيظ على أزمة الشناوي    RESULT PDF.. نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 الشرقية مباشر Online ب الاسم أو رقم الجلوس    أحدث السيارات الكهربائية الفارهة بمعرض نيويورك 2024    طائرات الاحتلال تطلق نيرانها باتجاه مخيم جباليا شمال قطاع غزة    الأرصاد: الطقس اليوم حار نهارا ومعتدل ليلا على أغلب الأنحاء .. والعظمى بالقاهرة 33    حظك اليوم| برج الدلو 25 مايو.. استكشاف عوالم جديدة من خلال القراءة    انطلاق فعاليات النسخة السادسة من معرض «Big 5 Construct Egypt» بمشاركة أكثر من 300 شركة محلية وعالمية    وليد جاب الله: الدولة نجحت في السيطرة على التضخم ودعم قوة العملة المحلية    وليد جاب الله: الحرب جزء من الاقتصاد وليس العكس    عاجل.. ألمانيا تهدد باعتقال نتنياهو وتعليق مفاجئ من واشنطن.. خسائر إسرائيل الكبرى    ليست الفضيحة الأولى.. «الشاباك» الإسرائيلي أخطأ مرتين في نشر صورة إعلامي مصري    «دكّ معاقل الاحتلال».. فصائل عراقية تعلن قصف «أهداف حيوية» في إيلات بإسرائيل    عيار 21 ينخفض الآن.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم بالصاغة بعد تثبيت الفائدة    تعرف على خطوات تركيب محطة طاقة شمسية أعلى أسطح المنازل    من النهر إلى البحر، مفاجأة سارة لفلسطيني بعد ختم جواز سفره بمطار مدريد (صورة)    أنهى حياة 3 سيدات.. القبض على "سفاح التجمع"    مصرع طفل صدمته سيارة مسرعة في الخصوص بالقليوبية    مصرع طفل غرق في حمام سباحة مركز شباب بمدينة طوخ بالقليوبية    ملف مصراوي.. خطة كولر لنهائي أفريقيا.. وتحذير الترجي لجماهيره    شيماء سيف تكشف تفاصيل خسارتها 50 كيلو من وزنها    أنا متزوجة ووقعت في ذنب كبير.. متصلة تفاجئ أمين الفتوى    أول لقاح للهربس متاح في مصر| تفاصيل    الصحة العالمية: تسليم شحنة من أحدث لقاح للملاريا إلى أفريقيا الوسطى    فوائد صحية غير متوقعة لنقع الأرز في الماء 4 ساعات قبل الطهي    استعلم الآن.. رابط نتيجة الصف الخامس الابتدائي 2024 الترم الثاني بالاسم والرقم القومي    المدارس المصرية اليابانية تعلن بدء التواصل مع أولياء الأمور لتحديد موعد المقابلات الشخصية    وزيرة الثقافة تهنئ فريق عمل رفعت عينى للسماء ببعد فوزه بالعين الذهبية فى مهرجان كان    حلقة أحمد العوضى مع عمرو الليثى على قناة الحياة تتصدر ترند تويتر    وليد جاب الله ل"الشاهد": الحرب تخلق رواجًا اقتصاديًا لشركات السلاح    مخرج "رفعت عيني للسما" عن جائزة العين الذهبية بمهرجان كان: السر في الصعيد والفيلم لمس مع الناس    125لجنة تستقبل 36675 طالبا وطالبة بالمنوفية لأداء امتحانات الدبلومات الفنية    إصابة . في حادث انقلاب أتوبيس علي طريق السخنه بالسويس    انهيار والدته.. انتشال ثالث ضحايا عقار الباب الجديد المنهار ب الإسكندرية    ميلان يختتم مشواره فى الدوري الإيطالي أمام ساليرنيتانا الليلة    5 أضرار ل دهون البطن.. منها ضهف المناعة    احذروا كتائب السوشيال.. محمد الصاوي يوجه رسالة لجمهوره    محمد إمام يوجه رسالة ل علاء مرسي بمناسبة زواج ابنته    ضياء رشوان: الاعتراف بالدولة الفلسطينية دون مفاوضات نموذج طرحته مصر وبدأ يجتاح العالم    تعرف على أدوار القديس فرنسيس في الرهبانيات    عمرو أديب عن نهائي دوري أبطال إفريقيا: عاوزين الأهلي يكمل دستة الجاتوه    وزير الخارجية الأمريكي يعلن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف    أبو هشيمة يعلن مد فترة استقبال الأفكار بمسابقة START UP POWER لنهاية يونيو    لويس إنريكي: كنت أرغب في بقاء تشافي    جيرونا ينهي موسمه باكتساح غرناطة.. وصراع مشتعل على الهداف    فالفيردي: ويليامز لعب لمدة عامين وفي قدمه قطعة زجاج    تعرف على سعر السكر والأرز والسلع الأساسية في الأسواق اليوم السبت 25 مايو 2024    مؤسس طب الحالات الحرجة: أسعار الخدمات في المستشفيات الخاصة ارتفعت 500% ولا توجد شفقة    تكوين: لن نخوض مناظرات عقائدية تخص أي ديانة فهذا ليس في صميم أهدافنا    أبو بكر القاضي: قانون"تأجير المستشفيات" يُهدد استقرار الاطقم الطبية    أعضاء القافلة الدعوية بالفيوم يؤكدون: أعمال الحج مبنية على حسن الاتباع وعلى الحاج أن يتعلم أحكامه قبل السفر    الوضع الكارثى بكليات الحقوق «2»    متي يحل علينا وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024؟    المفتي يرد على مزاعم عدم وجود شواهد أثرية تؤكد وجود الرسل    التعليم العالي: جهود مكثفة لتقديم تدريبات عملية لطلاب الجامعات بالمراكز البحثية    الإفتاء: الترجي والحلف بالنبي وآل البيت والكعبة جائز شرعًا في هذه الحالة    وزير الري: إفريقيا قدمت رؤية مشتركة لتحقيق مستقبل آمن للمياه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجيش سيقضي على الإرهاب في سيناء خلال عام ونصف
نشر في النهار يوم 22 - 11 - 2014

الجيش سيقضى على الإرهاب فى سيناء خلال عام ونصف
تنظيم بيت المقدس أكثر التنظيمات قربًا ل«داعش».. فكلاهما «سوبر» تكفير
جماعة الإخوان لا يمكن لها أن تأخذ قرارًا إلا بالرجوع إلى تركيا وقطر
مبادرة السعودية للمصالحة سببها الأداء العظيم للسيسى فى الشأن الخارجى
«حازمون» والشباب السلفى ذهبوا إلى سوريا وانضموا إلى التكفيريين
«القاعدة» تخيّر الظواهرى إما مبايعة البغدادى وإما تصفيته
«ولا يفتيك مثل خبير».. منظر الجماعة الإسلامية الدكتور ناجح إبراهيم، يعد أفضل من يتكلم عن حالة الإرهاب التى صعّدت من خطتها فى الفترة الأخيرة، إلى استهداف القطارات ومحطات المترو.. فالرجل، الذى ابتعد عن جماعته إثر انسلاخها من مراجعاتها وسقوطها فى حضن الإخوان، خبير بخبايا الإرهاب، فكره واستراتيجياته، نقاط الضعف وأسباب الجنوح، نوافذه على الخارج، ومنابعه فى الداخل، كيفية مواجهة خطره وعمره الافتراضى.
الدكتور ناجح، فى حواره مع «التحرير» تحدث عن إرهاب الداخل، وباقى المنطقة فى الخارج العربى، وعن مظاهرات طلبة جماعة الإخوان، وعن المواجهة الأمنية للإرهاب.
■ إلى كم يمكن أن يصل عدد المصريين الذين انضموا إلى تنظيم داعش، وفق تقديرك؟
- نقطة الانطلاق إلى «داعش» هى الذهاب إلى سوريا، فتسفير الشباب المصرى إلى هناك لم يكن سريًّا، بل كان على مرأى ومسمع الجميع، فذهب قطاع كبير من «حازمون» ومن الشباب السلفى ومن بعض المسجونين الذين فروا من السجون عقب ثورة 25 يناير إلى سوريا، حتى الرئيس المعزول قال «لبيك يا سوريا» فى أثناء احتفالات أكتوبر، فجميع أجهزة الدولة كانت على دراية تامة بسفر هؤلاء الشباب، كما انتشرت الدعوات فى المساجد بمساندة الشعب السورى والقضاء على نظام بشار، حيث لم يكن قد ظهر بعد، بل كانت هناك جبهة النصرة التى استقطبت هؤلاء وقامت بتدريبهم على القتال، واعتنقوا عبرها الفكر التكفيرى، فسافر الشباب من كل بلدان العالم، فمن المغرب ألفا شخص، ومن مصر ما يزيد على ألف، وكذلك من بلدان عربية وأوروبية.. وكان هذا يتم برعاية قطر وتركيا وبعض دول الخليج وأمريكا، فأغلبية «داعش» تكوّن من منضمين إلى جبهة النصرة، وبعدها رحل التنظيم إلى العراق، فى المربع الذى كان خاضعًا لتنظيم القاعدة، الذى ورث منه «داعش» خطورته على المجتمعات العربية والأوروبية، لأنه عالمى يضم شبابًا من جنسيات مختلفة، والخطورة تكمن فى عودة هؤلاء الشباب إلى بلادهم حاملين تلك الأفكار التكفيرية الهدامة لجميع مؤسسات الدولة، على أمل تكوين جماعة موالية ومصغرة لداعش فى أوطانهم، بعد تلقيهم عديدًا من التدريب على الأعمال التفجيرية والنجاح فى غرز تكفير جميع مؤسسات الدولة.
■ هل لداعش وجود على أراضى مصر.. وأى التنظيمات أقرب إليه؟
- بالنسبة لتنظيم داعش، ليس له أفراد فى مصر، لكن الفكر نفسه له أنصار، فمنهج «داعش» يقوم على تكفير الجيش والشرطة، ولا بد من الانتقام منها، والمجتمع جاهل والحكام كفرة وعملاء، وكذلك الحال لباقى مؤسسات الدولة، غير أن هذه الأفكار انتشرت فى مصر لوجود حالة الصراع السياسى والدماء التى بطبيعتها تولد الأفكار التكفيرية والانتقام، فالجو مهيأ لهذا الفكر، وترى ذلك جليا، فمن يهلل لانتصارها ويصفقون لداعش ويشجعونه ويهاجمون من يرى أن التنظيم خطر على الإسلام والمسلمين إذن الانضمام الفكرى لداعش موجود، لكن الانضمام التنظيمى خارج الأراضى، ويعد تنظيم بيت المقدس أكثر التنظيمات قربًا لداعش، فكلاهما «سوبر» تكفير، لأنهم يكفرون الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية والحكام والشعوب برمتها، فالقاعدة نفسها لم تكفر الأحزاب الإسلامية، كذلك يذبحون تحت وهم الدفاع عن الإسلام وبحجج متناقضة، ف«أنصار بيت المقدس» لم تذكر إسرائيل بشىء، حتى عند اقتحامها المسجد الأقصى لم تكلف نفسها ببيان يدين هذا الفعل الإجرامى، على الرغم من أن اسمها «أنصار بيت المقدس»، ودائما ما تتجه عملياتها فى أنحاء مختلفة من مصر، وكأن بيت المقدس فى الأراضى المصرية، والسبب فى ذلك هو أن حكمة الله تعالى دائما ما تحول بين فكر الخوارج وبين نصرة الإسلام، نتيجة لبدعة تكفير المسلمين، متناسية العدو الأساسى، فعمليات «داعش» تستهدف مدنيين دون عسكريين، وكذلك تفجيرات القاعدة، فكلها استهدفت مسلمين ومدنيين، ونحن لا نرحب بأى قتل للنفس البشرية، ومبايعة أنصار بيت المقدس لداعش جاءت فى وقت ضعفت فيه، بعد حصار الجيش للتنظيم عقب عملية كرم القواديس وقرار إخلاء الشريط الحدودى، فأرادت بالمبايعة الاستنجاد بداعش، وبالفعل دعت «داعش» إلى دعم أنصار بيت المقدس.. فداعش والقاعدة والميليشيات الشيعية وأنصار بيت المقدس، ابتدعوا أربعة أنواع فى القتل لم يعرفها الإسلام، فالقاعدة ابتدعت القتل على الجنسية فى عام 1999، عندما أفتت بقتل كل يهودى وأمريكى، وهناك قتل بالوظيفة، وهو الذى تطبقه جماعة بيت المقدس باستهداف الزى العسكرى من رجال الجيش والشرطة، بصرف النظر عن إيمانه وكفره، فهى مبنية على أنه طالما أن وظيفتك ضابط أو مجند فى الجيش أو الشرطة، فيجب أن تقتل، ثم القتل بالاسم، وهذا ابتدعته الميليشيات الشيعية، فبعد رحيل صدام حسين عن حكم العراق ودخول الأمريكان إلى بغداد، قامت الميليشيات الشيعية بقتل كل من اسمه أبو بكر أو عمر أو عائشة، ثم القتل بالمذهب، وهو من ابتداع القاعدة، فكانت تقتل كل من يعتنق المذهب الشيعى، وفى المقابل عملت الميليشيات الشيعية على استهداف السنة، خصوصًا فى أوقات صلاة الجمعة، فالدين نهى عن هذه الأفعال، التى هى فى الأصل من صنع الخوارج والإسلام برىء منها، ف«عِلة القتال» فى صحيح الإسلام ليست فى اختلاف الدين أو فى الفكر أو الحزب السياسى، إنما تكمن فى المقاتلة إعمالا لقول الله تعالى «وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم» صدق الله العظيم، فداعش وبيت المقدس وجهان لعملة رديئة، فهؤلاء يقرؤون الإسلام بالخلف.
■ هل ستنجح الغارات الأمريكية فى القضاء على التنظيم؟
- ستُحدث تلك الغارات فى التنظيم ما فعلته مع صدام حسين، حيث وجهت إليه الغارات على مدار عامين دمرت خلالهما كل مقومات صدام حتى سقط بسهولة، هكذا ستظل تلك الهجمات تضعضع وتأكل فى التنظيم حتى يسقط كورقة التوت.
■ كيف تدار جماعة الإخوان الآن؟
- جماعة الإخوان تمر بمحنة شديدة، أهمها الصراع السياسى مع الدولة، الذى انتهج منهج العنف، الأمر الذى أحدث ارتباكًا شديدا بين قياداتها المتفرقين، منهم من هو محبوس على ذمة قضايا وآخر خارج البلاد، فالأخير أضاف صبغة دولية على قرارها، فأصبح القرار موزعا بين قيادات كبرى فى السجون وآخرين فى دول أخرى كتركيا أو قطر، إذن فمن يملك القرار؟ فالارتباط الإقليمى للجماعة أحدث لها عراقيل عدة، منها أنه لا تستطيع أن تأخذ قرارها، سواء باستمرار المواجهة أو التراجع إلا بموافقة الجهات الدولية، كقطر وتركيا، وهذا أمر جديد على الحركة الإسلامية، فالجماعة الإسلامية عندما اعتزمت المراجعة كان سلطان قرارها نابع من أعضائها، ناهيك بأن الإخوان وقعوا فى ورطة كبيرة، وهى تسخين الشباب وأعطتهم آمالا كبيرة، فإذا أرادت الجماعة رجوع الشباب إلى فكر المسالمة فلن تستطيع، إضافة إلى أن الجماعة ليس بها قائد يستطيع أن يضحى بجاهه ونفوذه حفاظًا على غيره، إن هذا الأمر كان بسيطًا إذا كان الدكتور محمد مرسى تنازل، كالملك فاروق بكل سلمية وبشكل حضارى، فالجماعة كان الفاعل الرئيسى فى إدارتها خيرت الشاطر الذى خُدع كما خُدع صدام، حينما أصر على دخول الانتخابات الرئاسية، وذلك عندما سأل السفيرة الأمريكية «هل لدى أمريكا مانع لدخولنا الانتخابات؟»، وردت أمريكا بأنها لا دخل لها، فاعتبر خيرت الشاطر أن ذلك بمثابة دعم من أمريكا، فى حين أنها إجابة دبلوماسية.. لكن مسألة إدارة الجماعة الآن فهى على حسب كل ملف، فبالنسبة لملف المسيرات وتظاهرات الجامعات فهو يدار من خلال القيادات فى الداخل، أما التمويل فيأتى تعليماته من الخارج، وكذلك الأموال، أما قطاع الإعلام وتضليل الرأى العام فى الداخل والخارج، فتؤول إدارته للخارج.
■ هل يمكن للدولة أن تتصالح مع الجماعة... وما العراقيل التى تحول دون ذلك؟
- المصالحة هى المطاف الأخير، ولا بد من حدوثها، لكنها تحتاج إلى قادة شجعان من الطرفين، فهناك عراقيل لدى الطرفين، فمن ناحية الحكومة، فعندما تحدث عمليات استهداف للجيش أو الشرطة فهى تعرقل تلك المصالحة، فمثلا عملية كرم القواديس لا يمكن للجيش أن يقبل المصالحة إلا بعد القضاء على تلك العناصر الإرهابية التى نفذت هذا الفعل الإرهابى، كذلك الأحزاب المدنية كلها لا تقبل المصالحة، فهى ترى أن وجودها فى الشارع ضعيف وشبه ميتة إكلينيكيا، رغم غياب الإخوان، فبألتاكيد وضعها سيصبح فى غاية التدهور إذا تمت المصالحة، أما بالنسبة لعراقيل المصالحة عند الجماعة فهى تشتت القرار بين من فى الداخل والخارج وأيضا عدم وجود شخصية تغامر بجاهها فى الجماعة، بل إن جميعهم يدخر جاهه حتى يقفز على السلطة داخل الجماعة، ويقدم مصلحة الفصيل على البلد، إضافة إلى أن الدول الراعية للإخوان رافضة المصالحة، لأنها ستفقدها دورها الأساسى فى المنطقة، وهى تفتيت الشعوب، فقرار المصالحة خرج من الجماعة إلى بوتقة تركيا وقطر، ناهيك بصعوبة إقناع شباب الإخوان بالمصالحة بعد سفك الدماء والطموحات العالية التى زرعتها الجماعة فى نفوسهم. هذا فضلا عن العمليات التفجيرية التى تزيد من كراهية الشعب للإخوان وللمصالحة بشكل عام.
■ هل تتوقع مشاركة شعبية كبيرة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- حالة الإحباط التى يعيشها المجتمع المصرى ستجعل من المشاركة فى الانتخابات ضعيفة، وتكاد تكون فردية لدعم مرشح بعينه، خصوصًا الأحزاب ليس لها أى نشاط فى الشارع المصرى يجعل الناس تخرج لدعمها فى الانتخابات البرلمانية.
■ ما مصير «النور» والأحزاب الإسلامية فى الانتخابات البرلمانية؟
- لا شك أن الأحداث الأخيرة التى شهدها المجتمع المصرى عقب رحيل الإخوان للحكم بعد 30 يونيو أحدثت حالة من الاستياء من الحركة الإسلامية، الأمر الذى بالتأكيد سيؤثر سلبًا على موقفهم من الانتخابات، غير أن حزب النور يعد الأوفرا حظًا فى الانتخابات المقبلة عن باقى الأحزاب الإسلامية، ك«البناء والتنمية» الذى من المحتمل اشتراكه فى الانتخابات، لكن بشكل فردى فى دوائر بسيطة، كذلك الحال فى باقى أحزاب التحالف، فسيدفعون بمرشحين غير معروفين إعلاميا، أما «النور» فسيفوز بنسبة جيدة فى محافظتى الإسكندرية ومرسى مطروح دون باقى الأحزاب الإسلامية الأخرى التى ليس لها مكان من المنافسة.
■ وماذا عن موقف الإخوان من الانتخابات البرلمانية؟
- الجماعة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة سيكون لها خطابان أحدهما المقاطعة، وسيوجه إلى شبابها المتحمسين، وهناك خطاب آخر للخواص، وهو سيكون عبارة عن تأييد فلان، لإسقاط شخصيات معارضة لها، وستكون الشخصيات التى ستنال دعم الإخوان شخصيات مستقلة ذات سمعة طيبة، لكنهم غير معروفين، ولا متورطين فى أحداث عنف أو شغب.
■ كيف يمكن للمجتمع أن يتخلص من تظاهرات الجامعات؟
- المشكلة ليست فى المظاهرات فى حد ذاتها، لكن الفترة التى أعقبت ترك الإخوان الحكم عملت هذه المظاهرات على التخريب والتفجير والصدام مع أعضاء هيئة التدريس والسباب والشتائم للكل، فالمشكلة الحقيقية هى استغلال الإخوان شباب الجامعة فى الحراك السياسى بعد فشلها فى الشارع، الأمر الذى أخرج الجامعة عن وظيفتها الأساسية، وهى التعلم، وأصبح كل شاغلها هو السيطرة على الشغب، فمظاهراتنا ونحن طلبة كانت سلمية، ولا تحمل ألفاظًا سيئة، أما الآن فجميعها مظاهرات فاسدة ومأجورة، ولا تليق بساحة التعلم، والجامعة نبراس للعلوم، فعلى الطلاب أن يعوا جيدا أن الأصل فى الجامعة هو الدراسة لا المظاهرات، كذلك لا يمكن للحراك الجامعى أن يعود بالرئيس محمد مرسى.
■ ما الهدف من تلك المظاهرات؟
- الجماعة تسعى من خلال تظاهرات الجامعة والتفجيرات الأخرى، كما فى محطات المترو، إلى رسم صورة بفشل الدولة حتى يثور المجتمع على النظام، وتقوم بالالتحاق بهم للقضاء على دولة 3 يوليو، والمحور الثانى هو تصدير مشهد للخارج بأن هناك معارضة قوية للنظام، الأمر الذى يسىء للسياحة واقتصاد الدولة، ولابتزاز مشاعر الدولة حتى تعطى صورة عامة أن الوضع فى مصر غير مطمئن، وبالتالى يحجم عن الدولة فرص استثمار وتنمية وبناء وغير ذلك الأنشطة التى تجنيها الدول المستقرة، فالجماعة ترى أن مظاهرات الجامعة تحقق منافع دون أضرار لها، فمسألة القبض على الطلاب لا تعنيهم، لكن على الإخوان أن تعى أن المظاهرات تفتح أبواب التكفير لشبابها، فعندما يلقى القبض على أحد الطلاب جراء ممارسات العنف داخل الجامعة، وهو أمر منطقى يصبح هذا الطالب مؤهلا للتكفير، حيث يفرح عندما يسمع فى محبسه عن أى عملية تفجيرية استهدفت الجيش أو الشرطة، فروح الانتقام والتفجير والتكفير تبدأ عند حبسه، الأمر الذى يبرهن أنه إذا لم تتوقف الجماعة بشكل عام عن سياسة العنف فستكون بصدد اعتناق جميع شباب الجماعة التكفير، الأمر الذى بدأ يتغلغل بالفعل فى معظمهم، وجميع دعوات التظاهر سواء داخل الجامعة أو خارجها ستبوأ بالفشل الذريع.
■ تأثير قرار إخلاء الشريط الحدودى على العناصر الإرهابية؟
- هذا القرار تأخرا كثيرا، فلا بد من وجود شريط عازل، وتكون الحدود آمنة، فمسألة وجود أنفاق على الحدود تستغل فى تهريب الأسلحة والمواد المتفجرة وممارسة الأعمال الإرهابية أمر غير مقبول وغير موجود فى دول العالم، فلا شك أن هذا القرار كتب نهاية الجماعات الإرهابية، ومنها أنصار بيت المقدس، وتأثير هذا القرار لا يقتصر فقط على تقليص العمليات والوجود الإرهابى ليس فى سيناء فحسب، بل فى شتى بقاع الجمهورية.
■ كيف نتخلص من الإرهاب فى سيناء؟
- فى الحقيقة أى إرهاب وتكفير للمجتمع سيزول بلا رجعة، فخلال عام ونصف العام، ستقضى القوات المسلحة على جميع العناصر الإجرامية فى سيناء، غير أن القضاء على الإرهاب سيتطلب مزيدا من المواجهة المسلحة، وذلك لأن تفكير الجماعات الإرهابية عمومًا هو الصدام مع الدولة لا المصالحة، فعلى القوات المسلحة تكثيف نشاطها المقاتل تجاه تلك العناصر الإجرامية، وفى الحقيقة نجحت فى ذلك وفى طريقها إلى تصفيتهم، لكن ستشهد الأيام القادمة وفقا لمعلومات دقيقة مبايعة الظواهرى للبغدادى أو تصفيته، فالقاعدة تضغط على الظواهرى بضرورة مبايعة تنظيم «داعش» وإلا أصبح كافرا من وجهة نظرهم، وبالتالى سيحل سفك دمه.
■ ما تعليقك على بيان العاهل السعودى، الذى دعا فيه إلى إزالة الخلاف بين مصر وقطر؟
- دعوة كريمة من قبل السعودية تأتى فى وقت غاية الأهمية، خصوصًا ما تشاهده المنطقة العربية من حالة الاحتقان السياسى والإرهاب فى المنطقة، كما يبرهن بيان العاهل السعودى على مدى إدراك دول الخليج أن مصر نبض للعرب وانهيارها يحمل نهاية للوطن العربى، غير أن بيان مؤسسة الرئاسة فى مصر يعد موافقة صريحة على المصالحة مع قطر وهو شىء إيجابى. وعلى قطر أن تعى جيدا مدى أهمية تلك المصالحة، وأداء الرئيس عبد الفتاح السيسى عظيم فى مجال العلاقات الخارجية، فمبادرة السعودية جاءت لحسن أداء الرئيس، فالسيسى رجل دولة ناجح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.