فى مواجهة السبسى مرشح الشعب بدأت الحملة الانتخابية الرئاسية فى تونس تأخذ منعطفا حاسما فى أسبوعها الأخير، وذلك قبيل توجه الناخبين لاختيار رئيس تونس الجديد فى انتخابات يترقبها الجميع يوم الأحد المقبل. ووصف المتابعون أجواء الحملة بأنها تتسم بتصاعد وتيرة الاستقطاب خاصة بين المرشحين البارزين المنصف المرزوقى والباجى قائد السبسى وفى هذا الإطار قال المحلل السياسى عادل الشاوش، إنه من خلال الخطاب الانتخابى لكل من المرشحين، لوحظ اختيارهم الخطاب المباشر، عبر التوجه بشكل مباشر للناخبين عامة، أو للمخزون أو الرصيد الانتخابى لكل مرشح. وأضاف الشاوش أن "ذلك يحدث على خلاف بقية المترشحين ال 25، الذين لا يستبعد أن يضيعوا فى زحام هذا الاستقطاب الثنائي، وبالتالى يحصل لهم ما حصل لعدد كبير من الأحزاب فى الانتخابات التشريعية الأخيرة، التى كانت ضحية ما يسمى ب "التصويت المفيد"، الذى فرضه الاستقطاب بين "النهضة" الإسلامية وحزب "نداء تونس". من جهة أخرى، قال الخبير السياسى عبد اللطيف الحناشى "إن خطاب الحملة الانتخابية لبعض المرشحين لرئاسة الجمهورية يتضمّن الكثير من التشنّج والحدة والعنف اللفظى وهو ما ينعكس سلبيا على المسار العام لهذه الممارسة الديمقراطية التعددية الأولى فى تاريخ تونس". وعبر الحناشى عن تخوفه من أن يتطور الأمر إلى احتقان سياسى حادّ قد يصل إلى درجة أعلى كلما اقتربنا من موعد الانتخابات أو بعدها. وتكشف استطلاعات الرأى الأولية اقتراب زعيم "نداء تونس" الباجى قائد السبسى من الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة، وترجح أن يكون ذلك بعد اللجوء إلى دورة ثانية. وهو ما أكده القيادى فى "نداء تونس" الأزهر العكرمي، الذى شدد على أن دعم قواعد النهضة وإطاراتها الوسطى للمرزوقى قد يؤدى إلى دورة ثانية سيفوز بها السبسى . ورغم إعلان حركة النهضة وقوفها على نفس المسافة من كافة المرشحين ال 27 للرئاسة، فإن قواعد حركة النهضة الإسلامية وأنصارها يدعمون بل يساندون بقوة المرشح منصف المرزوقي، الذى يرون أنه يعبر عن "روح الثورة". هذا الموقف، وإن كان مختلفا عن "الموقف الرسمي" للحركة، إلا أنه لا يستبعد أن يتسع قبل موعد الانتخاب ليشمل القيادة أيضا. وهو ما أكده أحد قياديى النهضة بأن بعض المواقف الاستئصالية لبعض رموز اليسار فى النداء ستجعل الغنوشى يصوت للمرزوقى علانية على حد تعبيره. كما يعتبر المحلل السياسى عادل الشاوش، أنه و"أيا كانت اختيارات النهضويين الانتخابية فى الرئاسية، فإنه لا يتوقع أن يكون لها تأثير كبير على نتائج الانتخابات، التى تشير كل التقديرات إلى أنها ستكون لصالح السبسى . كما أعلن حزب "آفاق تونس" صاحب رابع كتلة انتخابية فى البرلمان الجديد عن دعمه لمرشح نداء تونس للانتخابات الرئاسية الباجى قايد السبسي. وعبر الحزب فى بيان له أنه يعتبر أن الباجى قائد السبسى هو أفضل مرشح لرئاسة الجمهورية فى هذا الظرف الدقيق لتجاوز صعوبات ومخاطر المرحلة المقبلة. وفى الإطار ذاته توجه وفد من مراقبى جامعة الدول العربية إلى تونس خلال اليومين الماضيين للمشاركة فى متابعة الانتخابات الرئاسية المرتقبة. وصرح السفير علاء الزهيرى، رئيس أمانة شئون الانتخابات بالجامعة العربية بأن الوفد يمثل المقدمة للوفد الموسع الذى سيكتمل وصوله لتونس غدا الخميس برئاسة السفير وجيه حنفى الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون القانونية بالجامعة العربية ويضم الوفد 25 مراقبا يمثلون 10 جنسيات عربية عدا الجنسية التونسية وذلك لضمان الحيادية والشفافية. وأوضح فى تصريح له أن الجامعة العربية سبق وأن شاركت الشهر الماضى فى متابعة الانتخابات التشريعية التونسية، مؤكدا أن الجامعة العربية تضع قضية الديمقراطية وتمكين الشعوب العربية من تحقيق تطلعاتها على رأس أولوياتها ولهذا وضعت شكلا مؤسسيا للمشاركة فى مراقبة وملاحظة الانتخابات الرئاسية والتشريعية فى عدد من الدول العربية حيث تم إنشاء أمانة الانتخابات فى هيكل الأمانة العامة للجامعة العربية. وأضاف أن دولا أخرى غير عربية تطلب مشاركة الجامعة فى مراقبة العملية الانتخابية لديها نظرا للثقة التى يحظى بها مراقبو الجامعة، حيث ساهمت الجامعة العربية خلال السنوات الماضية فى مراقبة الانتخابات فيما يقرب من 62 استحقاقا انتخابيا فى الدول العربية والأجنبية، ومنها جورجيا ولتوانيا وروسيا البيضاء والأكوادور. وأكد أن الجامعة العربية تعمل الآن على توثيق العلاقة مع المنظمات العالمية العاملة فى مجال الانتخابات من أجل متابعة التطور الديمقراطى فى البلدان المختلفة وهو الأمر الذى يحتل مكانة كبيرة الآن فى عمل المنظمات. وأوضح أن هناك معايير دولية أصبحت قائمة ومتفق عليها لمراقبة الانتخابات والوصول إلى تقارير وتوصيات لمساعدة هذه الدول على تطوير العملية الديمقراطية بها.