بعد تبني جماعة أنصار بيت المقدس لعملية كمين» كرم قواديس» التى استشهد فيها نحو 31 من جنود الجيش المصرى قبل 3 أسابيع، وذلك من خلال بثها لفيديو تزعم فيه أنها انضمت إلى تنظيم داعش وبعد أن صدر عن الجماعة والتى تحول اسمها إلى «ولاية سيناء» بيان تعلن فيه أنها هى المسئولة عن هذه العملية «تسجيل مرئى « ويأتى هذا الفيديو ليكشف تفاصيل متعلقة بالعملية، كما ظهر فى الفيديو شاب يدعى أبو حمزة الأنصارى وصفته بأنه أحد منفذى العملية الذين قتلوا أثناء تنفيذها,الأمر يؤكد أن جميع هذه الجماعات والمسميات سواء كانت «أنصار بيت المقدس أو داعش أو جيش محمد أو ولاية سيناء « ما هى إلا اسم حركى لجماعة واحدة إرهابية تترصد بمصر وبأمنها سعيا لزعزعة الأمن وهدم الدولة, حول علاقة داعش بحماس وملابسات عملية «كرم القواديس»يتحدث الملف فى سطوره التالية ...جاءت جريمة كرم القواديس والتى راح ضحيتها أكثر من 30 شهيدًا من جنودنا الأولى استمرارا لسلسلة من العمليات الإرهابية ارتكبت على أرض سيناء، وممثلة لعملية فارقة على مستوى مواجهتنا للإرهاب فى سيناء خاصة بعد الإجراءات التى اتخذت عقبها من إخلاء الشريط الحدودى وإعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجول بشمال سيناء .. فمع إطلاق آخر رصاصة على كمين كرم القواديس لا شك أننا بدأنا مرحلة جديدة من التعامل مع حماس, تلك العلاقة المركبة بين حماس ومصر بسبب البعد الجغرافى والدور المصرى فى القضية الفلسطينية.. إلا أننا لا ننسى أيضا دور الأنفاق فى تهريب الأسلحة والعناصر الإرهابية إلى أرض سيناء. وبالرغم من أن حركة حماس أدانت الحادث وأكدت أن لا علاقة لغزة به فالدم المصرى غالٍ, إلا أن مصادر عسكرية مصرية أكدت عقب الحادث أن المداهمات التى تنفذها القوات المسلحة، منذ العملية الإرهابية، أسفرت عن القبض على 6 إرهابيين، وقتل 11 عنصرا آخر، بينهم أعضاء فى حركة حماس الفلسطينية، وهنا يبقى السؤال عن علاقة حماس بتلك العمليات الإرهابية فى سيناء، وتأثير إعلان المصدر العسكري على العلاقات بين الدولة المصرية وحماس.. محطات فارقة ست محطات كبيرة وفارقة وحاسمة فى علاقة مصر وحماس. علاقة كثيرا ما وصفت بأنها فاترة مهما ارتفعت درجة حرارتها ولكن يبدو أن الأمر قد اختلف فالدماء الغزيرة التى سالت ربما تجعلها تصل إلى حد الغليان ** 26 يناير 2006 انتخابات تشريعية فى فلسطين وحماس تفوز بالأغلبية مما يؤهلها لتشكيل الحكومة ( القاهره لا تبدو متحمسة، ردود أفعال باردة وعدم ترحيب غير معلن ولكنه مفهوم الأسباب). **14 يونيو 2007 حماس تستولى على قطاع غزة عقب صراع مسلح مع حركة فتح ( القاهرة تبدى اعتراضها واصفة ما حدث بأنه انقلاب على الشرعية من حماس فلأول مره سيكون على حدود مصر سلطة حاكمة تنتمى للإخوان المسلمين الفصيل المعارض الأكبر والأكثر تنظيما لنظام الحكم فى مصر وقتها). **29 يناير 2011 عناصر مسلحة من كتائب القسام التابعة لحركة حماس وعناصر لحزب الله تدخل حدود مصر عقب انهيار الأمن متجهة إلى سجون وادى النطرون وأبو زعبل لاقتحامها وإخراج قيادات الإخوان ورجال حماس وحزب الله المعتقلين داخل السجون وإطلاق سراح 30 ألف سجين جنائى يثيرون الفزع والرعب فى مصر . **30 يونيو 2012 رئيس إخوانى على سدة الحكم فى مصر لأول مرة فى تاريخها ( حماس تحلق فى سماء فرحتها وطموحاتها فلقد أصبح واحدا منهم رئيسا لمصر وقيادات حماس فى قصور الرئاسة ليل نهار يحظون بكل ترحيب لقد انتهى عصر تراه حماس عصرا من الجفاء والتعامل الخشن). ** 3 يوليو 2013 عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى من الحكم فى مصر بعد ثورة شعبية خرج فيها الملايين لإنهاء نظام حكمه لقد كان رئيسا للإخوان دون باقى الشعب فخرج عليه الشعب لينهى حكمه وحكم الإخوان (حماس تتلقى نبأ عزل حليفها وشريكها السياسى والعقائدى وداعمها الأول ولكنها لا تستسلم أو تعترف بسهولة، بل تبدأ حرب تكسير عظام في ذلك اليوم ولا يدرى أحد متى تنتهى). *** 24 أكتوبر 2014 هجوم دموى غادر على كمين عسكرى فى كرم القواديس بشمال سيناء وُصف بأنه عملية نوعية نفذت بيد محترفين وبأسلحة لا يمكن توافرها بسهولة إلا لدى جيوش حديثة وبيد أناس تم تدريبهم تدريبا جيدا على حرب العصابات ( بلغ الأمر ذروته فرغم كل العمليات الإرهابية السابقة إلا أن ذلك كان أكثرها إيلاما لمصر كلها ولقواتها المسلحة ويبدو أن الأمر لن يمر بسهولة فالدماء اليوم كثيرة). إسلام الكتاتنى: حماس نفذت حادث القواديس ز أو غير مباشر وذلك أمر لا خلاف عليه من وجهة نظري هكذا بدأ إسلام الكتاتنى القيادى السابق بجماعة الإخوان حديثه حيث أكد أن حماس إما نفذت الهجوم فى كرم القواديس أو ساعدت فيه أو قدمت تسهيلات للمنفذين الذين اعترفوا فى فيديو لبيت المقدسموضحا أن حماس هى الذراع العسكرية لجماعة الإخوان وأنها تسعى للانتقام من السلطة الجديدة فى مصر لإنهائها حكم جماعة الإخوان المسلمين والذين تعهدوا أثناء وجودهم فى الحكم بل وبدأوا فى تنفيذ مخطط غزة الكبرى القاضى بضم مساحة 16 ألف كيلو متر مربع من أرض سيناء إلى غزة وتهجير الفلسطينيين فيها تحت قيادة حماس لذلك فحماس كانت وستظل تؤيد الإخوان فى العودة للحكم وعمل أى شيء فى سبيل ذلك حتى إذا كان إراقة الدماء. وأوضح الكتاتنى أن العنف لدى جماعة الإخوان حاليا له عدة مصادر منها العنف الصادر عن أعضاء الإخوان أنفسهم ويشمل المظاهرات وأعمال التخريب العادية المتمثلة فى القنابل بدائية الصنع وحرق المحولات وأعمدة الكهرباء وما شابه وهناك نوع آخر من العنف وهو ما تقوم به الجماعات المتحالفة والممولة من الإخوان مثل أنصار بيت المقدس وهؤلاء يقومون بتنفيذ العمليات الكبيرة مثل محاولة اغتيال وزير الداخلية وتفجير مديرية أمن الدقهلية وهذا النوع إما يقوم به منفذون من داخل مصر أو من غزة وهم المتعاونون مع حماس لذلك فالحادث الأخير إما نفذته كتائب القسام أو أى جماعة جهادية تكفيرية أخرى من غزة ترعاها حماس.. وأضاف أن الأنفاق تحت سيطرة كتائب القسام بشكل كامل ولا يمكن لأحد المرور منها إلا بمعرفة حماس لذلك فمن المستحيل ألا تكون حماس على علم بالموضوع إذا لم تكن هى من فعلته وأرجع الكتاتنى ما تقوم به حماس إلى التحولات التى حدثت بها عقب مقتل الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسى حيث تحولت حماس من حركة مقاومة تهدف إلى تحرير فلسطين إلى جهة تسعى للسلطة والنفوذ والمكاسب المادية. _ ماهر فرغلى : حماس تحكمها المصلحة السياسية ولا أستبعد تضحيتها بالإخوان فيما استبعد ماهر فرغلى الباحث فى شئون الحركات الإسلامية فكرة قيام حماس بعمل إرهابى ضد مصر فى هذا التوقيت بالذات لأنه ليس من مصلحتها بأى حال من الأحوال، فحماس وجميع الحركات السياسية فى فلسطين والقضية الفلسطينية تعتمد على ركيزتين أساسيتين لإدارة العمل السياسى والعسكرى وهما مصر وسوريا وقد خسرت حماس الاثنين معا لأول مرة فى تاريخها بعد سقوط الإخوان فى مصر وقيام الثورة فى سوريا لذلك فحماس تترنح من الضعف وتعانى من عدم الاتزان لذلك فهى فى أشد الحاجة لاسترضاء مصر وقياداتها وهو ما تحاول أن تفعله منذ فترة بمغازلة مصر بتصريحات قادتها قبل الحادث ثم بنفى كل مسئوليها بعد الحادث وإعلان استعدادها للتعاون فى القبض على المنفذين وأوضح فرغلى أن الأنفاق على الشريط الحدودى بين مصر وغزة تحت إشراف حماس ولكن يمكن لأى أفراد من جماعات تكفيرية أخرى العبور من أحد الانفاق دون علم قيادات حماس سواء بدفع رشاوى مالية أو أى طريقة أخرى لذلك فإن التحكم فى الأنفاق بنسبة مائة فى المائة من قبل حماس مستحيل. وأوضح أن الجماعات التكفيرية تملأ غزة وليست على وفاق مع حماس فى كل الأمور، ففى السابق كون قائد جهادى يدعى أبو وليد المقدسى جماعة تكفيرية واشتبكت مع حماس فقامت حماس بقصف المسجد الذى يتحصن فيه هو وأنصاره وبعد قتله هرب أنصاره إلى سيناء مكونين جماعة جهادية اتحدت مع أنصار بيت المقدس ومن المؤكد أن إحدى هذه الجماعات قد نفذت العملية الإرهابية فى كرم القودايس بشمال سيناء.. وأشار فرغلى إلى أن حماس تبحث عن مصالحها مثلها مثل أى جماعة سياسية ومن الممكن أن تضحى بعلاقتها بالإخوان المسلمين من أجل العودة إلى مصر، فعلاقة حماس بالإخوان المسلمين علاقة فكرية وليست تنظيمية فإخوان مصر تؤثر على قرار حماس ولكنها لا تملكه بشكل كامل كما يظن البعض بل إن التنظيم الدولى للإخوان هو تنظيم تنسيقى وليس ملزما لأعضائه فكل تنظيم إخوانى فى دولة ما لا يفرض آراءه على الدولة الأخرى. وأضاف أن قادة حماس ليسوا مناضلين كما يدعون ولكنهم مستفيدون من الوضع الحالى فجميعهم مليونيرات وكذلك الوضع فى قادة فتح فالجميع يتاجر بالقضية والمخلص الوحيد لها هم عموم الشعب الفلسطينى وليس قادته. اللواء علاء منصور: تورط بعض أفرادها دون علم القيادات غير مستبعد أما اللواء علاء منصور مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا فيرى أنه من مصلحة حماس أن تكون علاقتها بمصر علاقة جيدة قدر الإمكان، فمصر هى الوسيط المقبول بين جميع الفصائل الفلسطينية لحل المشاكل العالقة فيما بينهم كما أنه من مصلحة مصر أيضا أن تكون علاقتها جيدة بالكيان المسيطر على غزة أيا كان اسمه حفاظا على أمنها القومى وعلى دور مصر فى القضية الفلسطينية. لذلك يستبعد اللواء منصور أن تكون حماس قد تورطت فى حادث كرم القواديس مع بيت المقدس بشكل رسمى لكنه لا يستبعد أن يكون أحد قيادات حماس أو بعض قادتها وخاصة من الجناح المسلح للحركة قد تورطوا بصفتهم الشخصية بدون علم القيادات فى تنفيذ وتسهيل القيام بالعملية بيد الفصائل الأخرى بغزة، مشيرا إلى أن حماس فى وضع صعب لا يمكن خلاله المخاطرة بعداء سافر مع مصر. وأكد منصور أن العناصر الجهادية التكفيرية الموجودة فى غزه ليست تحت السيطرة الكاملة لحركة حماس, فحماس غير قادرة على ضبط حدود القطاع مع مصر بشكل كامل وهذه العناصر لها امتدادات تنظيمية بالجماعات المسلحة داخل شمال سيناء ومن المؤكد أنهم اتحدوا معا فى تنفيذ العملية، منوها إلى أنه لا يدافع عن حماس ولكنه ليس من مؤيدى صب الاتهامات جذافا وأن القطيعة مع حماس أو أى فصيل فلسطينى آخر ليس من مصلحة مصر أو مصلحة القضية الفلسطينية وأن حماس لا يهمها إلا مصالحها وأن مصالحها الآن مع مصر أكثر من أى دولة أخرى فحماس الآن بدون أى ظهير إستراتيجى فى معاركها مع إسرائيل وأن خياراتها الأفضل حاليا أن تكون مصر هى الظهير لها ويظهر ذلك فى سيل التصريحات من قيادات الحركة النافية لأى دور لحماس فى الحادث الإرهابى الأخير. ويعتبر منصور أن أفضل طرق التغلب على الإرهاب فى سيناء هى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية مع تشديد القبضة الأمنية ضد الإرهاب فالعنف لا يقابل إلا بالعنف أما المناقشات والإقناع فلا تكون إلا مع صغار السن أما الإرهابيون فلا فائدة من النقاش معهم مستشهدا بتجربة المراجعات الفكرية مع جماعات العنف فى مصر فترة التسعينيات. أما اللواء محمد نور الدين مساعد أول وزير الداخلية لشمال ووسط الصعيد سابقا لا يستبعد تورط حماس بشكل أو بآخر فى تلك العمليات التى تتم فى سيناء مشيرا إلى أنه يعلم ومن خلال خدمته فى سيناء أن السلطات المصرية كانت على علم بكل الأنفاق وتركتها تعمل بل وساعدت على إنشائها من أجل إدخال المساعدات والمواد الغذائية إلى أهالي غزة رحمة بهم وللأسف كانت هى نفس الأنفاق التى استخدمتها حماس بعد ذلك للعبور منها وقتل أبنائنا وهذا ما أكده كل شهود الإثبات فى قضية الهروب الكبير, وتساءل اللواء نور الدين من أين يأتى مهاجمون بأسلحة ثقيلة مثل رشاشات الجرينوف وقذائف آر بى جى ومدافع هاون إلا إذا كانوا حركة مسلحة مثل حماس إضافة إلى أفراد مدربين بشكل جيد.