أثارت واقعة انتحار الناشطة السياسية زينب مهدي، جدلًا واسعًا في الأوساط المختلفة، وبدأ الحديث يثار حول حياتها وأسباب انتحارها، وأسباب خلعها الحجاب مؤخرًا، ومدى قبول أفراد أسرتها والمحيطين بها هذا القرار، حيث أكد نشطاء رفض أفراد أسرتها قرارها بخلع الحجاب، مما أدى إلى تأزم حالتها النفسية. الحجاب فريضة قال الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، إن الحجاب فريضة في الإسلام، لكن لا يجوز إجبار الفتاة على ارتدائه، وإذا قررت خلعه فيجب أن يتم إقناعها والتناقش معها، وإذا لم تقتنع فهى حرة في قرارها، مضيفًا: "زينب الآن بين يدى الله ويجب الكف عن الخوض في سيرتها لأنه لا أحد يعلم السر وراء انتحارها وظروفها". حرية شخصية وذكر محمد الشحات، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن ارتداء الحجاب أو خلعه حرية شخصية، ولا يجوز إجبار الفتاة على ارتدائه، وأكد أن الأسرة يجب أن تتعامل مع الفتاة التي تتخذ قرارًا بخلع الحجاب برفق وتناقشها بالحكمة. أضرار خلع الحجاب وعلق عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق، قائلًا إن الأسرة يجب أن تنشئ أبناءها تنشئة دينية سليمة من خلال تدعيم إيمانهم بالله والرسول حتى يستطيعوا التصدى لكل المشاكل بروح إيمانية عالية، ولا يصل بهم الأمر إلى الانتحار كما حدث مع زينب مهدى، وأكد أن الحجاب فريضة في الدين الإسلامى، لكنه شدد على أنه لا يجوز إجبار الفتاة على ارتدائه، وفى حالة خلعه يجب على الأسرة والمحيطين بالفتاة أن يوضحوا لها ضرر التبرج وعقابه، وفى نفس الوقت يتعاملون معها بالرفق، مضيفًا: "العنف في هذه الحالة يزيد الأمر سوءًا، وبزيادة حدة العنف فلن يؤدى لتغيير فكر الفتاة". الحجاب برىء وعلي الجانب الآخر، اعترضت هبة عيسوى، أستاذة الطب النفسى، على فكرة الربط بين خلع الحجاب والانتحار، وأكدت أن ارتداء أو خلع الحجاب ليس له علاقة بالانتحار، وأضافت:" أي تغيير يطرأ على فكر الفتاة يجب أن تتعامل معه الأسرة بالنصح والإرشاد ومحاولة التقويم". وذكرت أن زينب مهدى هددت بالانتحار أكثر من مرة وكتبت رسائل واضحة تعبر عن يأسها من الحياة، ورغم ذلك تجاهلها المجتمع والمحيطون بها والمقربون منها، وتابعت: "المجتمع يتحمل مسئوليته الكاملة عن انتحارها، لأن المحيطين بها لم يحاولوا الاقتراب منها ومناقشتها، ومحاولة مساعدتها على تجاوز محنتها وعلاجها من الاكتئاب الحاد الذي مرت به".