في أول حوار صحفي منذ تنحيه عن الحكم في 11 فبراير 2011 تحدث الرئيس الأسبق مبارك وخرج عن صمته مدليا بتصريحات مهمة حول قضايا وملفات عديدة. لم أدلي بأيه تصريحات أكد مبارك في حواره لصحيفة الوطن أنه لم يدل بأي تصريحات صحفية منذ تنحيه عن الحكم وأن كل ما نشر له قبل ذلك ليس إلا تسريبات صوتية في أحاديثه مع أشخاص أو أطباء يشرفون على علاجه. وأوضح مبارك أن إحدى الصحف نشرت له تسجيلا صوتيا لمدة دقائق قبل عدة أشهر لم يدل به مفجرا مفاجأة بقوله: علمت أن هذا التسجيل كان مجرد نكتة ، وأجاب عن أسئلة الصحفي بصوت شبيه بصوتي، وحين نشرت هذه العبارات الوهمية لم أرغب في مقاضاة الصحفي ولا الجريدة لأنني قررت التسامح مع كل من أخطا في حقي، كما لا وأضاف مبارك: بعد هذه الواقعة قلت لنفسى : هي جت على دى.. ما أنا ياما أتظلمت في حاجات كتير". لا للتوريث وأكد مبارك بأنه لم يفكر يوماً في توريث ابنه جمال، رئاسة مصر، لأن مصر مش "عزبة" لكي يورثها لأبنه، خصوصا وأن "مكنش حد هيقبل هذا التخريف"، بحسب تعبيره. قوة الجيش "لا يعلمها البعض" وأشار مبارك إلى أنه يعشق تراب هذا الوطن فقال "لقد حاربت من أجل مصر وربى يعلم بأننى لم أخُن بلدى في أي لحظة".وأضاف" أنا راجل عسكري طول عمري، تعلمت فى القوات المسلحة أن الجيش المصري جيش نظامي، من أقدم وأقوى جيوش العالم.واستطرد مبارك: "والله أنتم ما عارفين قيمة وعظمة الجيش والمشكلة أن أعداءنا هما اللي عارفين أد إيه الجيش دا قوى ويعملون له ألف حساب" وأوضح مبارك أن قوة الجيش المصري ليست فقط بالسلاح أو عدد المقاتلين ولكن الأهم أن كل ضابط وجندي يحمل نفس الإيمان بالله والوطن والشعب. هذا ما قاله لي "السادات" بشأن حرب أكتوبر، قال مبارك (إن الرئيس السادات استدعانى يوم 20 سبتمبر 1973 وسألنى أنت جاهز لو مش جاهز نؤجل الحرب فقلت له: جاهزين يا فندم). وأضاف مبارك: (انتوا بتسألوا نفسكم ساعات هو ليه مبارك مش خايف من الموت أو السجن أو غيره؟ والإجابة بكل بساطة إن مبارك زى كل الجيش شاف الموت مئات المرات، هو أنا لما كنت بطلع فى الجو بطائرة من القاذفات الثقيلة محملة بقنابل تدمر مدينة كنت عايش ولا ميت؟). واستطرد مبارك: "أتذكر أن السادات قال لى يوم 20 سبتمبر 1973 أى قبل الحرب بأيام قليلة (فى 56 و67 ماكانش فيه قوات جوية بتشتغل، ولو الحرب اللى جاية خسرناها أو القوات الجوية منتصرتش هيعلقوا لنا المشانق). لن أعلق علي المحاكمة وأوضح مبارك: مش هتكلم خالص على المحاكمة ولا هيئة القضاء الموقرة، أنا رجل دولة، ولازم أحترم القانون واستقلال القضاء. وأضاف مبارك: أنا دافعت عن نفسي أمام منصة القضاء، وللمحكمة الكلمة الأخيرة، ودفاعى فى القضية كان من خلال واحد من أبرز رجال القضاء والمحاماة فى مصر على مدى تاريخه، فالأستاذ فريد الديب كان بارعا فى قراءة القضية بكافة أركانها وألقى مرافعة تاريخية أمام المحكمة. وتابع مبارك: فى النهاية أنا أعرف أننى لم أرتكب هذه الجرائم، والله شاهد على، والناس فى مصر عرفت بعد كدا كل حاجة، وعرفت أن حسنى مبارك لا يقتل، ولا يعطى تعليمات أو أوامر بالقتل. وأردف مبارك قائلا: دا أنا قلت لهم لو المتظاهرين دخلوا عليا المكتب أو البيت محدش يضربهم يبقى إزاى أقتلهم؟