ما بين تقرير وآخر اختلفت أعداد ضحايا فض اعتصامى رابعة والنهضة.. فما بين هذا التقرير وذاك تباينت الأرقام وتاهت حقائق بين لجان تقصى الحقائق تبعا لجهة وهوية اللجنة الصادر عنها التقرير .. مؤخرا أعلن الدكتور فؤاد عبد المنعم رياض رئيس اللجنة المستقلة لتقصى الحقائق فى أحداث ما بعد 30 يونيو أن أعداد الذين سقطوا فى أحداث الفض لا يتجاوز 1000 ضحية مشيرا إلى أن اللجنة تغلبت على إشكالية التضارب فى الأرقام بين الروايات المختلفة عن طريق تسجيل عدد الضحايا بالأسماء مع تسجيل الشخصيات المجهولة بالكتابة أمامها أنها مجهولة لعدم معرفة الاسم. والسؤال الآن هل يغلق تقرير اللجنة والذى انتهت اللجنة تقريبا من 80% منه باب الخلاف والتضارب فى أعداد الضحايا وخاصة بعد الجدل الواسع الذى أثاره تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش والذى وصفة كثيرون بأنه مسيس لصالح الإخوان كما أغفل وقائع مهمة مثل هدم الكنائس والاعتداء على المسيحيين وممتلكاتهم والعنف فى الجامعات والهجوم على المنشآت الشرطية وماذا عن معايير حقوق الإنسان التى تختلف وتتلون سياسيا رغم أن الإنسان واحد فى هذا العالم ... بورصة أرقام رابعة وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش أصدرت تقريرا عن واقعة فض اعتصام رابعة وقالت فيه إن وقائع القتل الممنهج وواسع النطاق لما لا يقل عن 1150 متظاهرًا بأيدي قوات الأمن المصرية، خلال فض اعتصام ميدان رابعة بالقاهرة في أغسطس 2013، ترقى على الأرجح إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية فى حين أعلنت وقتها هيئة الطب الشرعى أن اجمالى عدد ضحايا فض اعتصامى رابعة والنهضة بأنه بلغ 627قتيلا- مدنيين وشرطة - منهم 331 إثر إطلاق نار و 36 حالة طلق خرطوش و3 حالات جرح اثر ضربات عصى أو حجارة و7 حالات لم يتحدد سبب الوفاة كما وصلت للطب الشرعى 41 حالة تفحم.. فيما أشارت وزارة الداخلية المصرية، إلى أن إجمالي أعداد قتلى الشرطة خلال فترة فض اعتصامي رابعة والنهضة بين يومي 14 إلى 31 أغسطس 2013، بلغت 114 قتيلا، بينهم 30 ضابطا و82 مجندا وفرد شرطة وموظفا مدنيا واحدا وخفيرا واحدا. وأوضح التقرير الذى أعدته لجنة تقصى الحقائق التى شكلها المجلس القومى لحقوق الإنسان حول فض اعتصامي رابعة والنهضة، أن عملية فض الاعتصامين التي دامت من السادسة صباحاً وحتى السادسة مساءً يوم 14 أغسطس 2013 أسفرت عن مقتل 632 شخصاً بينهم 8 من عناصر الأمن وإصابة 1492 آخرين فضلاً عن توقيف ما يقارب 800 شخص فيما قال تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش انهم تعدوا الألف قتيل . أما عن تحالف دعم الشرعية فقد وثق في بيان له مقتل 1282 شخصا وإصابة 5000 وفقدان 350 شخصا في واقعة فض اعتصام رابعة وذكر أن التقارير الرسمية تفيد مقتل ثمانية فقط من أفراد الشرطة. كل هذا في الوقت الذي بلغ فيه عدد الضحايا في تصريحات كثير من قيادات الجماعة ما يزيد عن 4 آلاف. تضارب إحصائيات هيومان المثير للدهشة تصريحات «كين روث» المدير التنفيذى لمنظمة هيومان رايتس ووتش والتى تعكس استنتاجات محددة حول أحداث رابعة قبل بدء التحقيق كما يقول مايكل روبين الباحث والكاتب الأمريكى فى معهد الأبحاث الدبلوماسية العامة ومستشار سابق فى وزارة الدفاع الأمريكية فى مقال صحفى ان أول تغريدات روث بعد الفض قال فيها «الديمقراطية لا تعنى اطلاق الرصاص على المواطنين باسم الأغلبية، انها تتطلب العمل فى اطار تحديد الحقوق». وبعد أن رفضت السلطات المصرية دخوله بعد سنة من أحداث الفض صرح روث «بأنه أتى ليقدم دلائل تثبت تورط الشرطة المصرية «قامت بذبح أكثر من 1000 شخص فى ميدان رابعة «وقال مايكل ان هذا الرقم يدل على ان منظمة هيومان مؤسسة غير جادة حيث إن أرقام القتلى لم يتم التأكد منها عن طريق زيارات أو المشرحة بل تم تحديدها بشكل تعسفى يتسق مع الحالة المزاجية للمحلل . وأوضح أن هناك تضاربا شديدا فى أعداد الضحايا التى أعلنت عنها المنظمة ففى البداية رصدت أن هناك 377 قتيلا وارتفع هذا الرقم ليصل الى 817 فى التقرير الذى أصدرته المنظمة ثم يأتى «روث «و يضخمه بنسبة 25%فى تصريحاته ليصل إلى 1000وذلك نتيجة استيائه من المعاملة التى لاقاها فى مطار القاهرة الأمر الذى يقلل من مصداقية المنظمة.