احذروا غضبة الشعب الحليم

لم يكن تحرك شعب مصر مفاجئا لكل من آمنوا بعظمة هذا الشعب.. بعدما حاول البعض التشكيك في قدرته على الثورة في وجه الظلم والفساد.. غير أن من يعرف شعب مصر حق المعرفة يدرك جيدًا أنه ربما يكون صبره طويلا، لكنه ما أن يقرر التحرك فلن توقفه قوة على الأرض.. وكانت غضبة الأمس صورة مصغرة لما يمكن أن تكون عليه غضبات تالية.. فقد دارت عجلة التغيير بالفعل، ولن تتوقف قبل أن تحقق هدفها المنشود.ومع إيماننا أن الثورات لا تتحقق بين يوم وليلة، وأن طريق النصر مازال طويلا.. إلا أن أبناء وبنات مصر الذين خرجوا بالأمس يعلنون نفاد الصبر على نظام الفساد والاستبداد، يؤكدون أن فجرا ساطعا يوشك أن ينير سماء وطننا.وقد أثبت شعبنا عراقته وتحضره في مظاهرات خرجت بعشرات الآلاف من مناطق شعبية في مختلف المحافظات، ولم يستطيعوا أن يلصقوا به تهمة فوضى أو تخريب. فجاءت غضبته في أبهى صور الرقي والحضارة.رحم الله شهداء الوطن في مدن مصر الباسلة، الذين نعاهدهم على أن دماءهم لن تذهب سدى، ودعواتنا بالشفاء لجميع أبناء مصر المصابين، وبالثبات والصمود لكل من وقعوا في أيدي زبانية هذا النظام. فقد ضرب الجميع أروع صور النضال والشجاعةومازال علينا أن نلبي نداء الوطن لنا بالأمس أن نصمد ونثابر وأن نواصل البناء على ما تحقق، فقد كانت غضبة مدوية، رددت صداها الدنيا جميعها، وارتجفت أوصال قوى عالمية وإقليمية تعلم تماما أن التغيير في مصر بالذات، سيكون قاطرة للتغيير في المنطقة بأسرها.ونهيب بجميع اخوتنا المصريين أن يواصلوا النضال والنزول إلى الشوارع دون انتظار لتوجيهات من أحد، فلم يكن خروجنا أمس بقيادة يدعيها تيار سياسي بعينه أو زعامات بعينها، وإنما هو تحرك شعبي خرجت فيه الجماهير من تلقاء نفسها تعبر عن آلامها وأمانيها، فلتظل مواصلة لحركتها حامية لها من كل من يحاول ركوب موجة المد الشعبي.. لقد خرجتم وحدكم تطالبون بحقوقكم.. وسوف تحققون النصر بنضالكم وحده. فلتواصلوا نضال الشوار حتى لو كان حجم المظاهرات محدودا حتى يوم الغضب القادم بعد صلاة الجمعة المقبلة.وعلى الجميع أن يعلم.. أن ماحدث بالأمس لم يكن سوى بداية غضبة الحليم، وسيليها غضبات إلى أن يسترد حقه في حياة حرة كريمة تحت مظلة دولة مدنية ديمقراطية، ينعم شعبها بالعدالة الاجتماعية.عاش كفاح الشعب المصري و عاشت مصر لكل المصريين