نقلا عن جريدة النهار لخارطة المستقبل تشهد الأحزاب المصرية حالة من الارتباك الداخلى على كافة المستويات المالى والإدارى والسياسى ساعية للدخول فى تحالفات انتخابية لكسب أكبر عدد من مقاعد البرلمان القادم خاصة فى ظل ما تعانيه من عدم وجود أرضية شعبية لها فى الشارع المصرى وغياب أحزاب الثورة ... وعلى الجانب الآخر تشهد الساحة السياسية استعدادات فلول الوطنى والإخوان لخوض الانتخابات سواء بالنظام الفردى أو فى قوائم وتحالفات سرية ليلعب المال السياسى دورا كبيرا فى تشكيل البرلمان القادم ويأخذ المشهد صورة أكثر تعقيدا وسط توقعات بأنه سيكون برلمانا لا يليق بمصر بعد ثورتين وبعد صلاحيات كبيرة وخطيرة منحها له الدستور الجديد ... تفاصيل ما يجرى فى كواليس التحالفات الحزبية قبل الانتخابات البرلمانية ما يجرى على الساحة الآن تربيطات وائتلافات وتشكيل وتفكيك لقوى متناثرة مغيبة لا تعرف إلى أين تمضى وما بين ساعة وأخرى تتغير خريطة التحالفات الانتخابية وكلها لا تُعلى مصلحة البلاد، وهو ما كشفه تجميد تحالف «الأمة المصرية» الذي كان يدشنه رئيس لجنة ال50 عمرو موسى، إثر خلافات طرأت بين الأحزاب المختلفة حيث يبقى فى المشهد ائتلاف الجبهة المصرية والذى يضم أحزاب الحركة الوطنية والمؤتمر والتجمع ومصر بلدى والشعب الجمهورى ومن الشخصيات العامة نجيب عبد السلام قائد الحرس الجمهورى السابق، وجبالى المراغى رئيس اتحاد العمال، وخلف الزناتى رئيس لجنة تسيير أعمال النقابة العامة للمهن التعليمية، ومصطفى بكرى. كما يبرز على الجانب الآخر حزب الوفد وبحسب بهجت الحسامى، المتحدث باسم حزب الوفد فإن المفاوضات الجارية لانضمام التيار المدنى الديمقراطى لتحالف «الوفد المصرى» لم تنتهِ بعد وإن كانت ملامح القائمة الوفدية تضم عددا من الشخصيات العامة حال موافقتها على دخول الانتخابات المقبلة، منها فريد أبو حديد وزير الزراعة الأسبق، وهانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث السابق، ومصطفى الفقى سكرتير مبارك للمعلومات. مفاجأة.. صباحي رئيس مجلس النواب المقبل فى المشهد ما قبل الانتخابات يبرز اسم ز ز صباحي، التي تضم «التحالف الشعبي الاشتراكي، والكرامة، والدستور، والعدل، ومصر الحرية، والتيار الشعبي»؛ حيث اجتمعت جميعها في تحالف واحد تحت مسمَّى «تحالف التيار الديمقراطي»، لدعم صباحي في الانتخابات الرئاسية الماضية، إلا أن ضعف الإمكانات وعدم وجود شعبية قوية لتلك الأحزاب التي تأسس معظمها بعد الثورة حال دون مقاومة مرشحهم أمام منافسه، وإخفاقه في الوصول إلى سُدة الحكم. وقد وجد «تحالف التيار الديمقراطي» ضالته بعد ذلك في الانتخابات البرلمانية المقبلة في محاولة للتواجد مرة أخرى على الساحة، والحصول على مقاعد في البرلمان تمكنه من المشاركة في الحياة السياسية والمساهمة في وضع القوانين والتشريعات وتمكن المرشح الرئاسى السابق من الهيمنة على السلطة التشريعية، معتمدًا في ذلك على الشخصيات النخبوية بين قياداته وأعضائه؛ إلا أن ذلك لا يعزز من فرص حصوله على أغلبية، مما جعله يلجأ إلى الأحزاب المدنية المتواجدة ذات الشعبية والتاريخ للتحالف معها، فدخل في مفاوضات للاندماج مع تحالف الوفد المصري الذي يسعى حزب الوفد لتأسيسه. أحزاب حائرة تملك المال وتبحث عن رجال ليصبحوا نواباً تحت القبة لم يحسم حزبا «التجمع» و«المصريين الأحرار» موقفيهما من الانضمام إلى أي من التحالفات المتواجدة، على الرغم من ترحيبهما بإقامة التحالفات بين الأحزاب؛ وتقارب وجهات النظر السياسية بين أعضائها خاصة وأن حزب المصريين الأحرار أو حزب ساويرس كما يسميه البعض يملك المال ويبحث عن رجال ليصبحوا نواباً فى البرلمان . وبالنسبة لحزب الدستور فقد أكدت الدكتورة هالة شكر الله رئيس الحزب، أن الحزب لم يحدد موقفه حتى الآن من التحالفات الانتخابية المتواجدة على الساحة السياسية.. أما حزب النور السلفي، باعتباره الحزب الإسلامي الوحيد الذي ربما تكون له فرص في الانتخابات البرلمانية المقبلة، فيواصل اجتماعاته من أجل تحديد قوائم مرشحيه بالمحافظات المختلفة، فضلًا عن حسم موقفه من حركة التحالفات الحالية. غسيل السمعة والنظام الفردى أبواب لسيطرة الفلول على البرلمان بالطبع لم يدخر رموز الوطنى وفلوله جهدا لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بقوة سواء بالتخفى فى قوائم انتخابية أو النزول بشكل فردى وسط حملات إعلامية لغسل السمعة وتجميل الصورة فى لقاءات إعلامية وفضائيات مملوكة لرجال أعمال نظام مبارك ومواجهة حملات امسك فلول التى أعقبت ثورة 25 يناير ومحاولة تبديل المشهد إلى امسك فلول الإخوان وكأن ثورة 30 يونيو قامت ضد الإخوان فقط ولم تكن استكمالا لأهداف ثورة يناير التى قامت ضد فساد نظام مبارك والحزب الوطنى .. ويتوقع البعض أن يكون البرلمان القادم أسوأ برلمان تشهده مصر منذ إنشاء مجلس الشيوخ نهاية القرن التاسع عشر, فالفلول ستدخل بنوعيها- وطنى وإخوان هذا البرلمان وإن كان من الصعب أن يشكل فلول الإخوان نسبة كبيرة من البرلما، أما رجال أعمال نظام مبارك ممن تطهروا فى 30 يونيو وغسلوا سمعتهم وأموالهم فسيدخلون البرلمان من أوسع أبوابه وهو النظام الفردى . الفلول الدينية تتفق سرا لخوض الانتخابات المقبلة فى تاريخ مصر الجديدة أما عن التحالفات الدينية المتوقعة فقد خلصت دراسة المركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية إلى أن تشكيل التحالفات الدينية مرهون بمدى رغبة الإسلاميين في الاندماج في الحياة السياسية تحت مظلة النظام السياسي الجديد، وإدراكهم خطورة البرلمان المقبل الذي يُحدد مستقبل أذرعهم السياسية، ذلك الأمر الذي يعني أن كثيرًا من الأحزاب الإسلامية ستدرك أهمية تلك الانتخابات، وستضطر إلى خوضها، إما بطريقة علنية، أو متسللة عبر أحزاب وتحالفات أخرى. وحددت الدراسة التى أعدها برنامج الدراسات المصرية بالمركز وحملت عنوان ( المعركة الأخيرة: شكل التحالفات الإسلامية المحتملة في انتخابات مجلس النواب المقبل)التحالفات المحتملة وهى: 1 - تحالف القوى الإسلامية المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى، وهذا التحالف من المحتمل أن يتزعمه حزب البناء والتنمية، بعد دعوة عبود الزمر للإخوان بخوض الانتخابات البرلمانية، وضرورة قبولهم الدية في قتلاهم. وقد يتشكل هذا التحالف بطريقة علنية ومباشرة من مجموعة أحزاب دعم مرسي، وهي: حزب البناء والتنمية، والعمل، والفضيلة، والإصلاح، والتوحيد العربي، والوسط، والحزب الإسلامي، والتي خاضت انتخابات 2011 في تحالف واحد ومن المحتمل أن ينضم حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسي لجماعة الإخوان) إلى هذا التحالف وتحالفات أخرى بطريقة غير معلنة، حيث سيقوم بتوزيع مرشحيه من الشخصيات غير المعروفة على بعض التحالفات الإسلامية... 2 - التحالف الإسلامي البديل، وهذا التحالف من المحتمل أن يكون بديلا عن تحالف دعم مرسي، حيث تتضمن قوائمه مرشحين غير معروفين من حزب الحرية والعدالة. وقد يتشكل هذا التحالف بين حزبي مصر القوية بقيادة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي الإخواني المنشق وحزب الوطن السلفي الذي صرح أمينه العام دكتور يسري حماد بأن الهيئة العليا للحزب قررت خوض الانتخابات البرلمانية، مبررًا بأن المقاطعة لن تجدي نفعًا. وسيكون هذا التحالف في حال تشكيله الأخطر في مواجهة القوى والأحزاب المدنية التي دعمت خارطة الطريق. 3- تحالف القوى الصوفية: وهذا التحالف من المحتمل أن يتشكل من الأحزاب الصوفية الثلاثة، وهي: حزب التحرير المصري، وحزب النصر الصوفي، وحزب نهضة مصر.. 4- حزب النور والاضطرار للتحالف: فقد يضطر النور إلى أن يخوض الانتخابات منفردًا بعيدًا عن الأحزاب الإسلامية الأخرى، وذلك لأن الحزب يشعر بقوته على الأرض، ويريد أن يحصد الأغلبية بمفرده في ظل الخلافات الفكرية والمنهجية بينه وباقي الأحزاب الإسلامية التي رفضت دعم خريطة الطريق، ومن المحتمل أن يضطر الحزب نتيجة الحملة الشرسة التي قد يتعرض لها من قبل الإخوان والأحزاب الدينية المؤيدة لهم إلى الدخول في تحالف مدني لإنقاذ نفسه.