أطلقت مساء أمس، الجمعة، فعاليات منتدى أصيلة الثّقافى الدّولى السّادس والثّلاثين، والذى تحلُّ ضيف شرف مملكة البحرين ضيف شرف هذه الدورة، وذلك بمشاركة الشّيخ محمّد بن مبارك نائب رئيس مجلس الوزراء الذى أناب عن الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة ملك مملكة البحرين، ووزيرة الثّقافة الشّيخة مى بنت محمّد آل خليفة، ومحمّد بن عيسى وزير الخارجيّة الأسبق ومؤسّس منتدى أصيلة بالمملكة المغربيّة، وصلاح الدّين مزوار وزير الشّؤون الخارجيّة والتّعاون بالمملكة المغربيّة وعبد اللّطيف بن راشد الزّيّانى الأمين العام لمجلس التّعاون لدول الخليج العربيّة، إلى جانب العديد من الشّخصيّات الدّبلوماسيّة والمثقّفين والفنّانين والإعلاميّين. وخلال حفل الافتتاح، أكدت وزيرة الثّقافة مى بنت محمّد آل خليفة على أنّ تجربة منتدى أصيلة نموذجٌ يجب الاقتداء به فى جميع الأوطان العربيّة، مشيرةً إلى أنّ "الثّقافة تغيّر الأوطان"، وأوضحت: "الشّكر عميقه موجّه تحديدًا لفنّانى البحرين الذين حقّقوا نجاحًا نفخر به، ومنحوا مدينة أصيلة جماليّات عديدة عبر معارض وجداريّات سهروا على تحضيرها". وواصلت: "مشاركتنا لم نخطّط لها، ولكن رتّبت الصّدفة أن نشارك بفنون مملكتنا فى الوقت الذى تحتفى وزارة الثّقافة ببرنامج الفنّ عامنا. وها نحن عبر الفنّ وأدواته نحقّق الكثير ونصل بأحلامنا للعالم". مبيّنةً: "وسط كلّ المتغيّرات السّياسيّة الثّقافة وسيلتنا لنغيّر العالم". واختتمت حديثها بالقول :"سعيدة بهذه المشاركة، وشكرا جزيلاً لهذه الاستضافة. كلّ عام وأصيلة وكلّ شبر فى المغرب العربى بألف خير وجمال وسعادة". ومع هذا الإطلاق الرّسمى للمنتدى، أعلنت مدينة أصيلة المغربيّة عن بدء موسمها السّنوى واحتفاءاتها بالفنون والثّقافة منذ8 وحتّى 23 أغسطس الجاري، إذ أتبع حفل الافتتاح ندوة (الدّولة الوطنيّة والاتّحادات الإقليميّة فى العالم الجنوب) بمشاركة عددٍ من الوزراء والأكاديميّين والمثقّفين. وطرحت النّدوة دواعى انخراط الدّول فى كيانات اتّحاديّة لتأمين الاستقرار والتّنمية والتّقدّم، مستدلّة على تجارب تجمّعات إقليميّة راهنت على المشتركات فيما بينها من روابط ومصالح كما فى اتّحاد المغرب العربيّ، مجلس التّعاون الخليجيّ، ونماذج أخرى تتوزّع ما بين شرق ووسط وغرب القارّة الأفريقيّة ومنظّمة (ميركوسور) فى أميركا الجنوبيّة و(آسيان) بالقارّة الآسيويّة. وتوجّهت النّدوة لتناول الإشكاليّات المركّبة التى تواجه مثل هذه الكيانات والتّحدّيات، إلى جانب استعراض الطّرائق التى سلكها الفاعلون السّياسيّون والنّخب الوطنيّة والرّأى العامّ ومكوّنات المجتمع المدنى من أجل تكوين اتّحادات قويّة ومتماسكة. أتبع هذه النّدوة، استكشافًا للمداخلات الثّقافيّة التى تشارك بها وزارة الثّقافة فى أمكنة ثقافيّة وشوارع مدينة أصيلة الحميمة. حيث تمّ تدشين مكتبة خاصّة لمعرض كتبٍ بحرينيّة فى إحدى أهم السّاحات، والتى جسّدت اقتباسًا من معرض البحرين الدّولى للكتاب. وقدّمت المكتبة العديد من إصدارات وزارة الثّقافة لكُتّاب وأدباء ومثّقفين ونّقاد بحرينيّين، أُنتِجَت كتاباتهم وأبحاثهم من ضمنها ما أًصدِرَ خلال مشروع (النّشر المشترك) الذى أطلقته وزارة الثّقافة منذ العام 2000م، وذلك من أجل دعم الكتاب البحرينيّ. كما توجّه الجمهور لاحقًا إلى السّاحة القريبة من قصر الثّقافة، حيث قدّمت فرقة محمّد بن فارس لفنّ الصّوت مجموعة من المقطوعات البحرينيّة التى تفاعل الحضور والمارّة مع موسيقاها، والتى أُقيمَت على مسرحٍ فى الشّارع، مستوقفةً زوّار المكان ومندمجةً فى سياقِ المكان. أمّا مركز الحسن الثّانى بأصيلة، فقد احتضن معرض الفنون التّشكيليّة الذى يشارك فيه روّاد الحركة التّشكيليّة فى البحرين ومجموعة من الفنّانين بأعمالهم الفنّيّة، وهم: الشّيخ راشد آل خليفة، بلقيس فخرو، عبدالكريم العريّض، إبراهيم بو سعد، فائقة الحسن، أحمد باقر، عبدالرّحيم شريف، لبنى الأمين، عبدالكريم البوسطة، أصغر إسماعيل، نبيلة الخيّر، على خميس، مروة آل خليفة، حسين السّنيّ، ناصر اليوسف، عدنان الأحمد، راشد سوار، زهير السّعيد وعلى حسين. ويجسّد المعرض قراءة متمعّنة فى الفنّ التّشكيلى البحرينى وتقنيّاته عبر مجموعة منتقاة من أعمال كلّ فنّان، فى رصدٍ لهذا المشهد الثّقافى. وفى غزلٍ لمساراتٍ استثنائيّة، شكّل أحد الطّرقات وبعض الغرف الواقعة ما بين مركز الحسن الثّانى وقصر الثّقافة معرضًا لمجموعة من الأزياء البحرينيّة والأثواب المطرّزة بالتّقنيّات الشّعبيّة التّقليديّة، حيث استلهم المعرض أهمّ الأثواب النّسائيّة البحرينيّة المتنوّعة والطّرز المختلفة للتّصميم والتّطريز.
