كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن أنالسلطة الفلسطينية كانت قد توصلت إلى تفاهمات مع الحكومة الإسرائيلية السابقةبرئاسة إيهود أولمرت ، كما بحثت كافة قضايا المرحلة النهائية الحدود والأمنوالقدس واللاجئين وكذلك المياه .. مشيرا إلى أن كل طرف تفهم مطالب الطرف الآخر .وقال أبومازن - في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية بثتها اليوم الجمعة -إنه تم الاتفاق على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود ما قبل 4 يونيو 67 ، على أنيتم فتح الباب أمام إجراء تعديلات طفيفة ومتبادلة بالقيمة والمثل ، وبالنسبة للأمن اتفقنا على وجود طرف ثالث دولي مع عدم بقاء الإسرائيليين على الأراضيالمحررة .وأكد أبومازن أن الجانب الفلسطيني تمسك بكون القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين،والقدسالغربية عاصمة لاسرائيل، على ألا يعاد تقسيم المدينة لكن فقط يكون لكلجانب بلدية خاصة به ويتم التنسيق بينهما، وكذلك تم بحث كل ما يتعلق باللاجئين .وتابع الرئيس الفلسطيني أنه لا يسطيع القول بإنه تم التوصل إلى اتفاق كامل فيكل تلك القضايا ، لكننا بحثناها بالفعل قبل إزاحة أولمرت عن الحكومةالإسرائيلية .وأوضح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن أن الرئيس الأمريكي السابق جورجبوش كان قد عرض - في نهاية ولايته الثانية - على الجانبين الفلسطيني والاسرائيليالقدوم الى واشنطن لبحث قضية الحدود على أساس أنه لو تم التوصل إلى حل فيها سيتمحل الكثير من القضايا .وأضاف أن الجانب الفلسطيني أبدى موافقته على العرض، وفي المقابل رفض الطرفالاسرائيلي وانتهى الأمر عند هذا الحد .وأكد أبو مازن أنه طلب من حكومة بنيامين نتنياهو العودة للأسس التي انطلقنامنها وأهمهما حدود 67، وخلو الأراضي الفلسطينية من أي وجود إسرائيلي، متهما حكومةاسرائيل الحالية برفض التطرق الى تلك الأسس .وأشار إلى أن الجانب الفلسطيني يعتبر المفاوضات أساسا للحل السلمي ، غير أنهيملك العديد من الخيارات تتمثل في الذهاب إلى مجلس الأمن، وكذلك الذهاب إلىالجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وكذلك المطالبةبوصاية دولية، مضيفا في حال فشل كل تلك الخطوات فلدينا خيار آخر لن نفصح عنهالآن .ونفى أبومازن تلويحه بحل السلطة الفلسطينية في حال فشلت المفاوضات، وقال إن هذالم يحدث وكل ما قاله فقط أن كل شئ في وقته، وعندما تغلق جميع الأبواب سنقرر ماذايمكن فعله .وشدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن على عدم شرعية الاستيطان على كافةالأراضى على حدود 67 ، وقال إنه رغم أن اسرائيل لديها القوة للبناء لكننا نتمسكبموقفنا الرافض لتلك الخطوات أحادية الجانب .وحول التفكير في إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد ، لا سيما في أعقابالاعترافات المتتالية بها.. قال أبومازن حتى الآن لم نفكر في هذا الأمر لكنعندما نرى هذا الزخم في العالم للاعتراف بدولة فلسطين فهذا يجعلنا نستمر فينشاطنا للضغط على إسرائيل .وأكد أبومازن أن الولاياتالمتحدة لم تطلب حاليا العودة إلى المفاوضات ، غيرأنها كانت قد طلبت في أغسطس الماضي الذهاب إلى واشنطن للقاء نتنياهو والضغط علىالأخير لوقف الاستيطان ، لكنها فشلت في ذلك .وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية اعترفت بالفشل في الغضط على نتنياهو ..مضيفا : أنه تلقى عرضا بفتح قناة مفاوضات سرية غير أنه رفض لعدم وجود أي أسسللمفاوضات يمكن البناء عليها .وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتبر أمريكا وسيطا نزيها في المفاوضات .. قالأبومازن لا نجد بديلا للأمريكيين ، ربما تكون هناك أوروبا أو اللجنة الرباعية،وفي حال كانت القرارات الصادرة عن الجهتين في صالحنا فهذا يدفع أمريكا للضغط علىإسرائيل بدرجة أكبر .وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن إنه لم يفكر في المواجهة العسكريةمع الجانب الإسرائيلي في حال وصلت المفاوضات الى طريق مسدود ، غير أنه لم يستبعدتصاعد الأنشطة والمظاهرات الشعبية كما يحدث الآن في مناطق إقامة الجدار العازل،لكن المواجهة العسكرية ليست في برنامجنا .ودعا الرئيس الفلسطيني إلى إتمام المصالحة الفلسطينية للقضاء على الوضع الدخلىالهش ، لافتا إلى أن الحل يتمثل في توقيع حماس على الوثيقة المصرية للمصالحة ،والبدء على الفور في تشكيل حكومة توافقية تتولى إعادة بناء غزة وإجراء انتخاباتتشريعية .وشدد على أنه أجرى لقاءات عدة مع حماس لكن الموقف لم يتغير، معربا عن دهشته منامتناع حماس عن التوقيع ، مع العلم أنها سبق أن إطلعت ووافقت على الوثيقة المصريةقبل إطلاع حركة فتح عليها في أكتوبر ما قبل الماضي .واستنكر أبومازن مبرر أحد قادة حماس برفض التوقيع على الوثيقة المصرية بدعوىوجود اعتقالات لعناصرها في الضفة الغربية من قبل السلطة الوطنية، وقال إن غزةأيضا تشهد اعتقالات لمئات الأشخاص ولم نتوقف عندها .كما شدد الرئيس الفلسطيني على أنه لا يتم اعتقال أي شخص لأسباب سياسية أوأفكاره وعقيدته ، لكن الاعتقال يجرى لثلاثة أسباب تتعلق بالأمن سواء حمل السلاحأو الحصول على متفجرات أو تبيض أموال .وتطرق الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن إلى الاتهامات الموجهة للنائبمحمد دحلان .. وقال إنه بريء حتى تثبت إدانته، مشيرا إلى أنه لا توجد أي ضغوطخارجية أو داخلية لإغلاق هذا الملف .. نافيا في الوقت ذاته أن يكون أي من أعضاءاللجنة المركزية المعنية بالتحقيق قد قدم استقالته .وأوضح أن لجنة التحقيق المشكلة من عناصر تابعة لحركة فتح ، تعمل بشكل جديونزيه ، لأنها ليست قضية ثأر أو انتقام من أحد ، وفي حال ثبوت الاتهامات الموجهةإلى دحلان سيحال الأمر إلى القضاء .وحول تأجيل التعديل الوزاري بالسلطة الفلسطينية لأكثر من ستة أشهر، قالأبومازن إنه اتفق مع سلام فياض رئيس الوزراء على تعديل أو تشكيل حكومة جديدة، وأنالخطوة تأجلت لضيق الوقت وعدم جلوسنا سويا لاتخاذ القرار .ووصف الرئيس الفلسطيني عام 2011 بالصعب، وقال هناك أكثر من استحقاق فيسبتمبر من هذا العام ، الأول ما قاله الرئيس أوباما بأن العالم سيرى دولة فلسطين،ونحن في فلسطين ألزمنا أنفسنا أن نكون جاهزون كدولة من جميع المؤسسات وفي حال لميحدث ذلك سيكون الوضع غاية الخطورة .