كتبت : نورهان عبداللهالكاريكاتير هو روح الفنان ونبضه، فيلعب رسامه دور التعبير والتنفيس عن القضايا المطروحة على الساحة سواء سياسية أو فنية، وما يندرج تحت بند المشكلات الاجتماعية.وبظهور رواد رسامين الكاريكاتير العمالقة أمثال الرسام مصطفى حسين وصلاح جاهين وحجازي وزهدي, مقابلة مع جيل الشباب الذين يحاولون الإجتهاد والتعلم من هؤلاء ليجمعهم معرض واحد يضم أعمال الجيل السابق وجيل الشباب الحالي.فافتتح مساء أمس الاربعاء معرض تحت عنوان 100 سنة كاريكاتير يضم المعرض 56 لوحة تشمل جميع المواضيع وتبرز اللوحات و الفرق بين الجيلين وخاصة معاصرة وتنوع وجرأة موضوعاتهم.وعبر فنان الكاريكاتير مصطفى حسين أن المعرض يشمل رموز صغيرة من حصيلة ضخمة لا نستطيع أن نعرض أعمال مائة سنة كاملة، ولكل فنان قطعة أو قطعتين على الأكثر؛ كلها تتبنى قضايا الشعب لأن فنان الكاريكاتير منحاز للشعب بطبيعته، ومتبني كل مشاكلهم ليبرزها باسلوب ساخر.وأكد حسين أن الهدف من الكاريكاتير هو البحث عن حياة أفضل, فقد ترك الكاريكاتير خطوط واعية وبصمة واضحة بعد أن اقتصر الفن في بداياته على رسامين أجانب.ومن جانب آخر استهل بحديثه قائلاً: إن فن الكاريكاتير هو العنصر الأساسي ترويجاً للمطبوعات الصحفية، مؤكداً أن أى صحيفة تشق طريقها للظهور لا تستطيع الإستغناء عنه.والتقت جريدة النهار بعبد الرحمن أبو بكر؛ رسام كاريكاتير بصحيفة أخبار اليوم، وشارك بلوحاته داخل المعرض قائلا: تجربة المعرض تجربة جديدة في حد ذاتها للتنوع مابين رسومات الجيلين, جيل الشباب والجيل السابق، والذي يتيح لنا مشاهدة أفكارهم القديمة حيث نستنبط منها أفكار ونعرضها بطريقة وموضوع معاصر، فبالنسبة لي كرسام كاريكاتير أحاول اكتشاف نسبة تغير الأفكار القديمة في المجتمع، وهل اختلفت عن أفكار الجيل الحالي أم مازالت كما هى ؟.وأكد أن التغير وسطي فهناك أفكار تغيرت بالفعل وأخرى مازالت كما هى، فتناول الجيل القديم لها يختلف عن تناول الجيل الجديد، فمثلا لوحاتنا تعتبر أكثر معاصرة في تناول موضوعاتها، وذلك يرجع للتكنولوجيا ودخول الإنترنت والذي يعتبر كنموذج أو موضوع يمكن مناقشته والتطرق إليه مع القضايا التي تحدث في وقتنا الراهن.وعن لوحته التي شارك بها في المعرض, لوحة تجمع وزير المالية د. بطرس غالي مع المطرب شعبان عبد الرحيم لينتقد فيها وزير المالية، والذي يفرض طول الوقت ضرائب باهظة ويحاول شعبان التعبير بأغنية تنتقد هذا الوضع وذلك بدمج أجزاء من كلمات شعبان القديمة مع كلمات جديدة للتعبير عن ذلك الغلاء.وأضاف عبد الرحمن أن تعبيره عن أحداث الكنيسة مختلفة في تقديمها عن الآخرين، فلم يعبر عن وحدة الطوائف أكثر ماعبر عن الإرهاب بكاريكاتير يظهر فيه ارهابي وجهه وملامحه مجهولة سيلويت وبدون تعليق.ومن حبه لفن الكاريكاتير وبعد حصوله على ليسانس آداب إعلام شعبة صحافة اتجه لدراسة هذا الفن بكلية الفنون الجميلة، وتابع أعمال الرسامين القدامى كحجازي وزهدي وخاصة رسومات الفنان حجازي والتي نالت إعجابه لتنوع أفكاره التي لا تنتهي, كذلك الفنان مصطفى حسين.وأكد أن الكاريكاتير أصبح اكثر مرونة وحرية عن الجيل السابق؛ مشيرا إلى أن فن الكاريكاتير كان مقتصر على قضايا لا يصح طرحها، أما الآن فيمكن للرسام أن ينتقد حكومته، أو يوجه الرئيس لنقطة معينة يغفلها, مع تحرر السياسة التحريرية التي تسمح بتقديم ذلك.وأشار عبد الرحمن أنه منتظر لحظة عمل معرض فردي يقدم بها لوحاته التي عبرت عن الأحداث السابقة.