تحت عنوان "الربيع العربي" افتتح رسام الكاريكاتير جلال الرفاعي معرضه الفني مساء الثلاثاء الماضي، في قاعة رفيق اللحام بمنتدى الرواد الكبار بعمّان. ويضم المعرض 35 رسما كاريكاتيريا و24 لوحة فنية، ويحوي ثلاثة موضوعات كان للربيع العربي التأثير الكبير في الأفكار المطروحة فيها وتلتقي مع الشعارات التي تطالب بالإصلاح والتغيير.
ويقدم رسام الكاريكاتير جلال الرفاعي في معرضه ترجمة حقيقية لما يجري في ساحات العواصم العربية، ويعبر بصدق وشفافية عن مطالب الجماهير بالحرية والعدالة ومحاربة الفساد والمفسدين.
وفي أحد رسوم المعرض، يصور الرفاعي أحد الأشخاص وقد جلس على كومة من الدولارات وأمامه شاب يحمل لافتة كتب عليها "وين المليارات؟" فيجيبه: يا ابني الأغنية تقول "وين الملايين"، وآخر يمثل شخصين بكرشين كبيرين محشوين بالدولارات وهما يحملان لافتة كتب عليها "حب الوطن لا يقدر بثمن".
أما الموضوع الثاني فيضم عددا من اللوحات الزيتية القديمة والجديدة تدور مواضيعها حول التراث والوجوه الشعبية وبعض اللوحات الكاريكاتيرية لمواضيع شعبية رسمت بالأبيض والأسود، فيما يضم الثالث أبياتا من الشعر أضيفت لكل لوحة لتدل على المعاني والجماليات لهذه الأبيات، فكان التمازج بين الفن والشعر والألوان الجميلة.
صدق وعفوية
وعقب الافتتاح، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الأسبق نبيل الشريف، إنه يعرف جلال الرفاعي منذ سنوات، وواكب مساهماته ورسومه ومسيرته بشكل دقيق، مؤكدا أنه يتميز بالصدق والعفوية في التعبير عن مشكلات المواطنين باعتباره واحدا منهم، وتتسم قضاياه بالتنوع.
وقال -في حديث خاص للجزيرة نت- إن العالم بالنسبة للرفاعي مسرح مفتوح، فهو يجد لنفسه الحق في تناول أي قصة دون تردد طالما أنها تعالج وجعا إنسانيا أو تخاطب هما من هموم المواطنين.
وحول الجديد في معرض "الربيع العربي" رأى الشريف أن الناس يعرفون الرفاعي رسام كاريكاتير، لكن هناك لوحات فنية تتسم بالعمق والتنوع والمسحة الفنية الخالدة ولديها نزعة نحو العالمية والخلود، فيما الكاريكاتير يقترب من الوجبة السريعة ويعالج حدثا عابرا.
منجز ثقافي
أما الشاعر والروائي عبد الله رضوان، فقال إن فن الكاريكاتير -وخاصة في جانبه السياسي- أصبح أحد مفردات المنجز الثقافي الأردني المتميز.
وقال إن هناك عددا من الرموز الفاعلة في هذا الفن هم عماد حجاج بأسلوبه ومدرسته، وأمجد رسمي الذي ينتمي لمدرسة مختلفة أقرب إلى اللوحة منها إلى المفهوم السائد في رسم الكاريكاتير، وجلال الرفاعي باعتباره يمثل نموذجا للمسار التاريخي سواء عبر لوحة الكاريكاتير المعدة بإتقان كلوحة فنية متكاملة، أو العابرة والسريعة التي تخلو من الكلمات، أو عمل الكاريكاتير الذي يجمع بين التعليق اللفظي والرسم.
وختم حديثه بالقول إن الرفاعي ساعد عبر عمله الطويل ومعارضه المتعددة في دفع مسيرة الكاريكاتير في الأردن وتعميقه.
وفي تعليق لرسام الكاريكاتير عماد حجاج، وصف الرفاعي بأنه من رواد فن الكاريكاتير في الأردن، وعلى الرغم من تركه لمساحته في جريدة "الدستور" إلا أن هذا لم يمنعه من مواصلة خوض غمار الكاريكاتير في مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال إن الرفاعي ينتمي لجيل رصين يميل للإكثار من الكلام وعدم التركيز على القضايا المحلية، ورغم تقدمه في العمر ما زال لديه القدرة على العطاء والاستمرار في ممارسة الفن الساخر والعمل معنا في رابطة رسامي الكاريكاتير، مشيرا إلى أن تجربته تستحق كل احترام وتقدير وتشجيع.