نشر "أفرايم كام " - نائب رئيس معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي - على الموقع الرسمى للمعهد مقالة عن الوضع فى مصر من وجهة نظره ،حيث أكد أن إنتخاب السيسي هو الخيار الأفضل بالنسبة لإسرائيل ،فبالتأكيد حكمه سيكون أفضل من حكم "الاخوان المسلمين " المعروفين بمعاداتهم للسامية ، كما ان منافسه في الانتخابات، الصحفى حمدين صباحى، لديه تحفظات على اسرائيل ،في المقابل نجد " السيسى " وتصريحاته التى تدل على إيمانه بالسلام مع إسرائيل واعتباره رصيدا استراتيجيا لمصر. ومن المعروف أن "السيسى "بحكم منصبه الماضي فى المخابرات ووزارى الدفاع،فهو على بينة من فوائد التنسيق العسكري مع إسرائيل،وسماح اسرائيل لمصر لتعزيز سيطرتها على سيناء لتمكنها منلتعامل مع الهجمات والأسلحة المهربة من شبه جزيرة سيناء إلى قطاع غزة. لم تكن هناك مفاجآت في الانتخابات الرئاسية في مصر. وكان واضحا منذ البداية أن "عبدالفتاح السيسى "، وزير الدفاع السابق، أن يكون الرئيس القادم ،وساعده على ذلك منافسيه، لأن الغير مؤيدين للسيسى والإخوان المسلمين " قاطعوا الانتخابات ، وبالتالي أفسحوا الطريق لفوز السيسى بالأغلبية الضخمة، مع نسبة المشاركة الضعيفة في الانتخابات ، رغم أن المنافس الوحيد له، حمدين صباحى، المعارض المشهور الذى أعتقل مرات عديدة فى عصور مختلفة، ليس بقليل، فهناك خمسة ملايين من المصريين صوتوا لصالحه ، فى الأنتخابات الماضية. ولكن البعض يعتبرون وجوده هو فقط لمنح الإنتخابات "صفة الشرعية ". كان من الواضح أنه لا وجود لصباحى فى هذه الأنتخابات مع شعبية السيسى التى حصل عليها بعد أن أسقط الإخوان " برئاسة محمد مرسي " وشعور المصريين بالحاجة إلى زعيم قوي ، من شأنه أن يعيد الاستقرار في مصر ، ومحاربة الإرهاب في الداخل و فرض القانون والنظام و الأمن ، و استعادة تدهور الاقتصاد منذ سقوط نظام مبارك. وأضاف " الباحث " أن السيسى سيواجه الآن مهمتين شاقتين :الأولى هى استعادة الوضع الاقتصادي. فممصر تعاني ضائقة مالية ،والحد من البطالة ، وجلب السياح إلى مصر وتطوير البنية التحتية والصناعة. هذه مهمة صعبة للغاية، لا يمكن تنفيذها في وقت قصير فى عهد أى رئيس. المهمة الثانية التي تواجهه هى الاضطرار إلى التعامل مع " الأخوان" فالجماعة في وضع صعب حيث إزالتها من السلطة وإعلانها منظمة إرهابية ، بالإضافة إلى قتل مئات من النشطاء والقبض على العديد من قادتهم و تقديمهم للمحاكمة ، وفى هذا الصدد أعلن " السيسي " صراحةً في المقابلات الإعلامية أنه ينوي التعامل مع مشكلة التطرف الإسلامي ، والتي تتجسد فى الأخوان والجماعات الإسلامية الأخرى "باليد الثقيلة "، وقال انه لا ينوى التصالح مع الأخوان ". ووسط موقف الولاياتالأمريكية من التغيير الذى طرأ على مصر ، حدث تبادل زيارات بين وزراء روسيا ومصر ،قال البعض أنه إتفاق على صفقة أسلحة ،ولكن سرعان ما تلاشى الأمر ،والآن عندما أنتخب الرئيس " السيسي بطريقة ديمقراطية ، فالأرجح هو أن صفقة الأسلحة لم تتم ، ولكن سيتم تعاون عسكري بين البلدين ربما يكون محدود. على أي حال، فإن القضية الأساسية هي كيف ستتعامل الإدارة الامريكية مع مجريات الأمور فى مصر ؟