اهتمت الصحف الإسرائيلية بالحكم الصادر عن محكمة الجنايات المنعقدة بأكاديمية الشرطة صباح يوم الأربعاء، بالسجن 3 سنوات على الرئيس المخلوع حسني مبارك، و4 لنجليه جمال وعلاء لاختلاسهم المال العام في القضية المعروف ب "قصور الرئاسة"، لافتة إلى أنَّ طريق مبارك للراحة يبدو طويلا للغاية. صحيفة "يديعوت أحرونوت" قالت إن الثلاثة أدينوا بسرقة 125 مليون جنيه مصري أي نحو 61 مليون شيكل إسرائيلي من ميزانية مكتب الرئاسة المخصصة للقصور الرئاسية، إضافة إلى تزوير محررات رسمية، والإضرار بالمال العام، مشيرة إلى أن القاضي أسامة شاهين قرر أيضا فرض غرامة مالية على مبارك ونجليه بقيمة 125 مليون جنيه بالإضافة إلى إلزامهم بإعادة 21 مليون جنيه لخزينة الدولة. الصحيفة أشارت إلى إجراء انتخابات الرئاسة المصرية الأسبوع المقبل وذَكرت بما قاله مبارك عن المرشح الرئاسي"الأوفر حظًا" عبد الفتاح السيسي قبل نحو 3 شهور في حوار نادر حيث أكد على أن السيسي يجب أن يكون رئيس مصر القادم. وختمت بالإشارة إلى أمنية مبارك التي أعرب عنها خلال الحوار وهي أداء مناسك العمرة بعد تبرئة القضاء ساحته "شكرًا لله على رحمته ومغفرته". صحيفة "معاريف" من جانبها ذكرت بحكم سابق على مبارك في يونيو 2012 بالسجن مدى الحياة في قضية قتل المتظاهرين، مشيرة إلى أن المحكمة عادت وأطلقت سراحه العام الماضي، بعد إلغاء الاتهامات الموجهة إليه بالفساد، وتم نقله إلى مستشفى السجن العسكري. ولفتت إلى أنه بخلاف إدانته في قضية "القصور الرئاسية"، فما تزال أمام مبارك قضية تلقي هدايا بملايين الجنيهات من مؤسسة الأهرام الصحفية. موقع "walla" قال إن مبارك الذي حكم البلاد على مدى ثلاثة عقود، كان قد أدين بالسجن المؤبد لقتله أكثر من 800 متظاهر خلال ثورة يناير 2011 وذلك قبل إلغاء الحكم بعد قبول الاستئناف الذي قدمه، وتقرر إعادة المحاكمة، مضيفًا "لكن جلسات إعادة المحاكمة تأجلت مرات ومرات". وزاد أن خلفه محمد مرسي رجل الإخوان المسلمين، يحاكم بتهمة إصدار أوامر بقتل متظاهرين خلال التظاهرات التي واكبت الإطاحة به في صيف 2013، مختتمًا بالإشارة أيضًا إلى إعراب مبارك عن تأييده لانتخاب السيسي. القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي قالت إن مبارك بدا بعيدًا كل البعد عن الراحة مؤكدة أن "طريق الرئيس العجوز للراحة يبدو بعيدا للغاية. حيث مازال متهما في قضيتي فساد، في المحاكمات التي ستجري خلال الشهور المقبلة". القناة العاشرة الإسرائيلية لفتت إلى أنَّ الحكم على مبارك يأتي قبل خمسة أيام فقط من الانتخابات الرئاسية والتي تعد الأولى منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، الذي كان أول رئيس للبلاد بعد الإطاحة بمبارك، منوهة إلى أن مرسي يواجه هو الآخر تهمًا بجرائم فساد وقتل متظاهرين. من جهتها قالت القناة السابعة الإسرائيلية "عاروتس شيفع": "حكم مبارك مصر على مدى أكثر من 20 عامًا، حتى تنحيه في 11 فبراير 2011، في أعقاب تظاهرات شعبية ضده، كجزء من اضطرابات الربيع العربي. وشغل مبارك المنصب خلفًا للرئيس الأسبق أنور السادات الذي اغتاله الجهاد المصري. وخلال فترة حكمه كرئيس، اعتبر مبارك واحد من أقوى الزعماء وأكثرهم تأثيرًا في الشرق الأوسط والعالم العربي".