تراجع صناع الدراما فى الموسم الدرامى الرمضانى المقبل عن العودة للوراء والتنقيب فى دهاليز التاريخ فى محاولة منهم لقراءة الواقع ومحاولة ترتيب المستقبل بشكل أكثر عقلانية واحترافية فى زمن اتسم بالعبث واللامعقولية . فبعد أن كانت نية الكثير من شركات الانتاج تتجه لإنتاج مسلسلات تاريخية بعد انسحاب سوريا بسبب ظروف الحرب من المنافسة فى هذا المجال عادت شركات الإنتاج الى عزوفها عن تمويلها بسبب صعوبة تسويقها للفضائيات فى رمضان. ولم يصمد أمام هذا الاتجاه سوى أضخم وأهم تلك المسلسلات وهو «سرايا عابدين». حيث يضم مجموعة كبيرة من نجوم مصر وسوريا منهم يسرا ونيللى كريم واللبنانية نور ومى كساب وداليا مصطفى، بالإضافة إلى الفنان السورى قصى خولي، الذى يخوض أولى تجاربه فى الدراما المصرية، وجاء اختياره بعد حيرة كبيرة وقع فيها المخرج عمرو عرفة، حيث كان يبحث عن فنان أقرب لشكل الخديو إسماعيل، ليتولى بطولة المسلسل الذى تدور أحداثه حول قصة حياة الخديو، والدور الذى لعبه فى تاريخ مصر الحديث، فى فترة زمنية معينة ومحاولته النهوض بها مثل الدول الأوروبية. يتناول المسلسل فترة حكم محمد على باشا حتى الملك فاروق من خلال التركيز على شخصية الخديو إسماعيل وقد تم الاستعانة بمدرسة إتيكيت لتدريب الممثلين بالإضافة إلى تصميم الملابس. كما تمت الاستعانة بإحدى الشركات الأمريكية لتنفيذ الخدع السينمائية. بينما تم تأجيل مسلسل «شجرة الدر» للكاتب يسرى الجندى والمؤجل منذ خمس سنوات وكان من المقرر أن يقوم بإنتاجه التليفزيون المصرى لكن مؤلفه قام بسحبه وقد تفاوض مع الفنانة غادة عبدا لرازق للترشيح لبطولته والمشاركة فى إنتاجه ولكن المفاوضات فشلت.. ويتم البحث الآن عن جهة أخرى تشارك فى الإنتاج خاصة أن شركة غادة عبد الرازق لن تستطيع أن تتحمل تكاليف إنتاج المسلسل الضخم. عن المسلسل قالت غادة: العمل جذبنى منذ بداية قراءة الحلقات الأولى، خاصة أنه شكل جديد ومختلف خلال شهر رمضان المقبل وسيفاجئ الجمهور، فالمسلسل تدور أحداثه حول حياة الشخصية التاريخية الشهيرة شجر الدر منذ ولادتها وتربيتها فى بيت فاطمة خاتون وتعلمها الشعر والأدب، وارتباطها بزوجها نجم الدين أيوب الذى اشتراها من سوق العبيد ثم تزوجها. أما مسلسل الملك النمرود فيتم التحضير له من جديد؛ حيث أعلن المنتج عادل حسنى أن المسلسل لا يزال فى خطته الإنتاجية، وسيتم الشروع فى تصويره عقب هدوء أحوال البلاد الأمنية، فضلا عن استقرار أوضاع الشركة المالية، المسلسل كان قد توقف تصويره العام الماضى بسبب قيام الضرائب بالحجز على 12 مليون جنيه من أموال المنتج عادل حسني، وهو المبلغ الذى كان حسنى قد خصصه كميزانية مبدئية ل(الملك النمرود)، الأمر الذى عرضه لخسارة فادحة تصل إلى 3 ملايين جنيه تتمثل فى تكاليف الديكور الرئيسى للعمل، والذى تم بناؤه بأستوديو المغربي. ولنفس السبب تقريبا تم تأجيل مسلسل «عصر الحريم»، وستقوم بإخراجه إيناس الدغيدى وكتب السيناريو والحوار مصطفى محرم وتدور أحداثه حول كواليس عالم الجوارى داخل قصر الخديو إسماعيل وهذا المسلسل مؤجل من العام الماضي، وسيشارك فى بطولته مجموعة كبيرة من الفنانات من مختلف الدول العربية.كما تم تأجيل مسلسل الأميرة ذات الهمة والذى تقوم ببطولته وفاء عامر، المسلسل يدور حول حياة إحدى أميرات التاريخ الإسلامى القديم التى تحمل اسم (الأميرة ذات الهمة)، يقول محمد السيد عيد مؤلف العمل: المسلسل عبارة عن سيرة شعبية لإحدى بطلات العهد الإسلامي، حيث يتحدث العمل عن صورة المرأة فى العهد القديم ودورها الفعال فى نهضة المجتمع، فإذا كان يتصور الغرب أن المرأة المسلمة كان يقتصر دورها على الإنجاب وتربية الأبناء فقط، فهذا العمل سيظهر مدى دورها فى نهضة مجتمع بأكمله، حيث سيرون المرأة فى هذا العمل تقود الجيوش وتوحد العرب وتدافع عن البلاد، فهذه الأميرة نموذج للمرأة فاق الخيال. أما مسلسل طلعت حرب فأجلته مدينة الانتاج الاعلامى كالعادة؛ وقد تم تأجيله أكثر من مرة منذ عدة سنوات، تدور أحداث المسلسل حول رائد الاقتصاد المصرى محمد طلعت بن حسن محمد حرب الذى أنشا أول بنك مصرى برؤوس أموال مصرية وهو بنك مصر. يرى العديد من النجوم وصناع الدراما أن عودة المسلسل التاريخى يمثل بارقة أمل للنهوض بالدراما المصرية، ففى البداية يقول الفنان عزت العلايلي: الدراما التاريخية مهمة لأنها توثق لتاريخنا وأبطالنا القوميين وتسهم فى بناء الثقافة القومية والانتماء، ويتفق معه فى الرأى الفنان حسن يوسف حيث يقول: المشاهد المصرى والعربى دائماً فى حاجة إلى الأعمال التاريخية خاصة الشباب حتى يتعرفوا على تاريخهم بشكل جيد وتزيد قيمة هذه الأعمال فى هذه الأوقات المتوترة التى تعيشها مصر.