تعانى محافظة أسوان من أزمة فى المرور والطرق، وهذه الأزمة ناتجة عن غلق بعض الشوارع الرئيسية، وهو الأمر الذى أدى إلى حدوث تكدس واختناق مرورى انعكس بالسلب على الحالة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية للمواطنين، فيما شهدت طرق اسوان اسوأ حوادث مرور على مستوى الجمهورية نتج عنها مصرع حوالى 70 مواطناً خلال شهرين من بداية العام الحالى، مما يمثل أعلى نسبة حوادث ومصابين فى هذه الفترة الوجيزة على مستوى الجمهورية. "تسيل الدماء يوما بعد يوم، وعشرات الأسر تودع ذويهم إلى الدار الآخرة، ونزيف الأسفلت لم يحرك للمسئولين ساكناً، وكأن أبناء محافظة أسوان يعيشون مسلسلاً عنوانه "طرق الموت" ولم تكتب الحلقة الأخيرة له حتى الآن". عاشت محافظة أسوان خلال الثلاثة شهور الماضية أياماً من الحزن والأسى بعد أن ودعت عشرات الضحايا الذين سالت دماؤهم فى حوادث مأساوية تتابعت بصورة متكررة خلال هذين الشهرين تحديداً، كما أن معظم هذه الطرق وهى "أسوان إدفو الصحراوى - وأسوان أبو سمبل - وأسوان إدفو الزراعى - وأسوان برنيس الشرقى" هى طرق سفر تربط بين محافظة أسوان والقاهرة والبحر الأحمر، ويعتمد عليها عدد كبير من السائحين فى الدخول والخروج من وإلى محافظة أسوان. واكتفى محافظ أسوان مصطفى يسرى، بإلغاء كافة الاحتفالات الخاصة بعيد أسوان القومى، والذى يواكب ذكرى إنشاء السد العالى، واقتصارها فقط على إيقاد الشعلة وعزف السلام الوطنى أمام رمز الصداقة المصرية الروسية، وذلك حداداً على أرواح المتوفين فى حادث التصادم المروع الذى أودى بحياة 20 شخصاً فى حادث واحد فقط. فيما ذهب مهندسون وخبراء فنيون فى مجال الطرق والرصف، إلى أن الطريق الصحراوى الممتد ما بين أسوان والقاهرة، وتحديداً ما بين أسوان ومدينة إدفو، غير مطابق لمواصفات الطرق، كما أن الطريق لا يحتاج إلى رصف أكثر مما يحتاج إلى تصميم دقيق فى الهندسة المعمارية للطريق، نظراً لأن هذه الوصلة أعيد رصفها أكثر من مرة، إلا أنها تتشقق باستمرار وتزداد عمليات الهبوط الأرضى، بالإضافة إلى انتشار الحفر بشكل مخيف على طول الطريق. وما زاد "الطين بلة" كما يقولون هو الظلام الدامس الذى يغطى أرجاء الطريق الممتد لحوالى أكثر من 100 كيلو متر بداية من مدينة أسوان جنوباً، وحتى مدينة إدفو شمالاً. والسؤال لماذا لا يفكر المسئولون فى تشكيل لجنة هندسية لمتابعة حال هذه الطرق وإعادة رصفها بالشكل الهندسى المطلوب، وماذا أيضاً لو استغل المسئولون شمس أسوان الموجعة فى تنفيذ مشروع للطاقة الشمسية تستفيد منه هذه الطرق فى الإضاءة بالطاقة الشمسية ليلاً. المهندس محمد محمد عبدالله، مدير عام مديرية الطرق والنقل بالمحافظة، أكد ل«النهار» انه قد تم وضع خطة استثمارية عاجلة تم البدء فيها من يوم 21/1/2014 لرصف ورفع كفاءة الطرق وصيانتها فى أغلب مراكز المحافظة (اسوان-كوم امبو- دراو -نصر النوبة -ادفو) بإجمالى تكلفة تبلغ 28.6 مليون جنيه تقريبا. وعن حالات رفع بعض السائقين لتعريفة الاجرة على الركاب وكيف يتم التصدى لها قال العميد هانى الشنوانى: أولا هذه الحالات حالات فردية وقليلة جدا وليست كبيرة، ولكن المشكلة انه يجب على الراكب ان يأتى بالسائق ويقدم فيه بلاغاً بذلك وستتم معاقبته فورا، ولكن الراكب يخشى ان يقدم بلاغاً فى السائق او يتجاهل ذلك مما يؤدى الى تجرؤ هذا النوع من السائقين وربما يكرر فعلته. وعن مشكلة إشارات المرور المعطلة التى سببت الكثير من المشاكل والازدحامات والشلل المرورى فى بعض الأحيان، اكد ان اللواء مصطفى يسرى محافظ اسوان اتفق مع الشركة المنفذة لتركيب الإشارات الالكترونية على اصلاح وتجديد جميع الإشارات المعطلة بالمحافظة، وهذا ما قد تم مؤخرا. وصرح بأنه قد تم التشديد على اجراءات فحص و ترخيص الموتوسيكلات غير المرخصة، والتشديد على رجال المرور، حيث يقوم رجال المرور برصد هؤلاء المخالفين ووضع حد لهذه المشكلة التى كانت تزعج المواطنين خاصة على الشوارع الرئيسية لانطلاق اصحاب هذه الموتوسيكلات غير المرخصة بسرعات جنونية وأصواتها المزعجة، وانه قد تم فحص 1950 موتوسيكلاً مرخصاً وغير مرخص، ويجرى الآن ترخيص عدد كبير من الموتوسيكلات. وأكد تنفيذ قرارات الدولة على التوك توك والدراجات النارية (موتوسيكل) بأن يتم ترخيص المركبات غير المرخصة وليس منعها وحظرها تماماً، ولكن لن يتم استيراد اى مركبة توك توك او دراجات نارية او قطع غيار. لتلك المركبات لفترة مؤقتة، لمنع العمليات الاجرامية والمخالفات التى تتم بواسطة سائقى مركبة التوك توك او الموتوسيكل. وطالب فى النهاية بأن يلتزم المواطنون بالقوانين وعدم الخروج منها ومخالفتها او التهاون والاستهتار بها، وان يضع المواطن يده فى يد رجال المرور حتى لا تحدث اى ازمات او اختناقات مرورية بالمحافظة.