أغلقت لجنة الانتخابات الرئاسية باب الترشح لانتخابات الرئاسة، ليجد المصريون أنفسهم أمام مرشحين اثنين فقط لا ثالث لهما.. وهكذا اصبح عبدالفتاح السيسى وحمدين صباحى وجهاً لوجه.. فى الطريق لكرسى الرئاسة فى أول انتخابات مصرية تخضع لرقابة دولية، حيث سيتم السماح بالتواجد لمراقبين من أوروبا وأفريقيا وأمريكا وآسيا، باعتبار نزاهة هذه الانتخابات نقطة فارقة فى الموقف مما جرى فى 30 يونيو، حيث سيجد العالم نفسه أمام رئيس منتخب بإرادة شعبية، ومن هنا فإن الإقبال على التصويب سيكون مؤشراً مهما على مساحة الرضا الشعبى بخارطة المستقبل التى ستكون قد قطعت ثلثى الطريق لخط النهاية، حيث سيتبقى الثلث الأخير منها وهو استحقاق الانتخابات البرلمانية. وسيحدد حجم الإقبال على التصويت الشعبية الحقيقية لأنصار مرسى، الذين قرروا مقاطعة الانتخابات حتى الآن غير أن المفاجآت واردة فقد عودنا الإخوان أنهم كثيراً ما يفعلون غير ما يعلنون. الأوفر حظاً فى الصراع الثنائى على كرسى الرئاسة، يبدو المشير السيسى المرشح الاوفر حظا للفوز فى هذه الانتخابات المقرر اجراؤها فى 26 و27 مايو المقبل، مستفيدا من التأييد الشعبى الكبير له عقب عزل الرئيس محمد مرسى استجابة لتظاهرات شعبية حاشدة خرجت للمطالبة برحيله فى 30 يونيو، ولكن بالحساب والاحتمالات فإن فرص الفوز متساوية بين الطرفين، كما هى فرص الهزيمة بنسبة 50 % لكل طرف من طرفى المنافسة. الممثل الوحيد لا يمكن لأى مراقب للوضع السياسى فى مصر تجاهل أن حمدين صباحى حل ثالثا فى انتخابات 2012 التى فاز بها مرسى " الإخوان "، وأنه له انصار يرونه الممثل الوحيد لأحلامهم وطموحاتهم . وإن كانت انتخابات مايو القادم الرئاسية، تأتى فى ظل تصاعد غير مسبوق لاعمال العنف من جانب الإرهاب، حيث تتواصل بشكل يومى الهجمات المسلحة التى تستهدف رجال الجيش والشرطة، إذ قُتل اكثر من 500 شخص فى اعتداءات استهدفت الامن المصرى منذ عزل مرسى، وهو ما يجعل من السيسى الرجل الأنسب لقيادة الدولة فى هذه الفترة بوصفه رجل دولة جرى اختباره فى المواجهة، فى حين أن صباحى يرى أنه ليس فقط مرشحاً ثورياً لكنه أيضاً يملك مواصفات رجل الدولة وقادر على القيادة فى هذه الفترة العصيبة . فى نفس الوقت لا يمكن القول بأن حالة عدم الاستقرار وعدم الامان هى الأمر الوحيد الذى يستمد منه السيسى شعبيته غير المسبوقة، لكن ثمة أمور أخرى تتمثل فى قدرته على كسب الجماهير، إضافة إلى مداعبته لأحلام المصريين فى دولة حديثة قوية وقادرة على مواجهة استحقاقات ضخمة عسكرية واقتصادية رجحت كفته حتى الآن عن كفة صباحى الذى لا يمكن الاستهانة به كمنافس قوى فى هذه المعركة الانتخابية. مفترق طرق وليس ثمة خلاف بين المرشحين على أن مصر فى مفترق طرق مع تدهور الوضع الاقتصادي، وأن المصريين يتطلعون الى القائد القادر على استعادة الاستقرار وطمأنة المستثمرين والسائحين للعودة لمصر. ورغم أن صباحي، يدخل الانتخابات بأكثر من 30 الف توكيل تؤيد ترشحه، لكن تلك التوكيلات اقل بكثير من تلك التى قدمها السيسى وبلغت أكثر من 200 ألف، لكن أنصار صباحى يفرقون بين التوكيلات والتصويت فى الانتخابات ويرون أن التوكيلات ليست مؤشراً على نتيجة الانتخابات القادمة. فترة الطعون بحسب المستشار عبدالعزيز سالمان الأمين العام للجنة الانتخابات الرئاسية، فإن اللجنة حددت يومى الثلاثاء والأربعاء لتلقى الطعون من أى من المرشحين على الآخر، وستعلن القائمة النهائية للمرشحين وستبدأ فترة الدعاية يوم الثانى من مايو. وليس من المتوقع تقدم أى من المرشحين بطعن على الآخر، ما يعنى أن المعركة الانتخابية الثنائية حتى الآن باتت أمرا محسوماً. ووفقا لقانون تنظيم انتخابات الرئاسة لو انسحب أى من المرشحين الاثنين أو استبعد من الانتخابات ستجرى الانتخابات بمرشح وحيد. ويشترط أن يحصل المرشح الوحيد حينئذ على تأييد خمسة بالمئة من اجمالى عدد الناخبين البالغ نحو 54 مليون ناخب. النتيجة الحاسمة وبحسب المستشار طارق شبل، عضو الأمانة العامة للجنة الانتخابات، فإنه يجب أن يحصل المرشح على 50 بالمئة زائد واحد من اجمالى عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم ليعلن فوزه من الجولة الأولى، ولو فشل أى من المرشحين فى تحقيق هذه النسبة ستجرى جولة اعادة، وإذا لم تتحقق النسبة المطلوبة، فإنه فى هذه الحالة ستجرى جولة إعادة يومى 16 و17 يونيو 2014. وتبدو أجهزة الدولة أمام اختبار صعب كونها مطالبة بحالة من الحيادية التامة فى الانتخابات الرئاسية خاصة من مؤسسات بذاتها، حيث إن " السيسى يمتلك تاريخاً عسكرياً"، و" صباحى يمتلك تاريخاً ثورياً". المناظرة من اللافت للنظر فى الحديث حول الانتخابات الرئاسية، حديث حملة "صباحى" عن ضرورة إجراء مناظرة بين حمدين والسيسى، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً من وجهة نظرهم، رغم أنه قد لا يكون فى صالحهم وقد يصعب تحققه فى ظل الظروف الأمنية التى تمر بها مصر...لكن أنصار حمدين يتجاهلون ذلك ويرون أن المناظرة تتوافق مع الديمقراطية وتتيح للمواطن فرصة الاختيار الصحيح بين المرشحين، فى حين يرى أنصار السيسى أنه ليس فى حاجة للمناظرة، وأنه مهتم بمخاطبة الجماهير مباشرة بعيداً عن المناظرات.