مع توالى التقارير الصحفية الأجنبية الموالية لوجهة النظر الخاصة بجماعة الإخوان المسلمين حول الأوضاع فى مصر، اتهم البعض الدولة بالتقصير فى مواجهة الآلة الإعلامية الإخوانية فى الغرب، فهل هذا الاتهام فى محله؟ أستطعت «النهار» آراء بعض الخبراء فقالت الدكتورة كريمة الحفناوي، الأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى القيادية بجبهة الإنقاذ الوطني، إن تبنى الإعلام الغربى لوجهة نظر معادية لثورة 30 يونيو ومؤيدة للإخوان، ليس سببه تقصيراً من الدولة فى مواجهة الآلة الإعلامية الإخوانية وإنما سببه هو أن وسائل الإعلام الأمريكى والغربى تسير وفق مصالح الدولة التى فيها، مشيرا إلى أن هذه الدولة الكبرى ترى الأعمال الإرهابية عندما تمس هذه الأعمال الإرهابية مصالحها وهنا تعتبرها إرهاباً. وأوضحت الأمين العام للحزب الاشتراكى المصري، فى تصريحات خاصة ل»النهار»، أن معظم وسائل الإعلامى الأجنبية تعمل فى إطار تفسيرات الأنظمة الحاكمة فى الدول التى فيها، لافتة إلى أن كلاً من؛ أمريكاوبريطانيا وفرنسا وتركيا من أبرز الدول التى تتعامل مع الإخوان لتنفيذ مخططاتها فى مصر، فهم لا يرون الحقيقة وإنما يرون مصالحهم، مؤكدة أنهم يعرفون الحقيقة تماما، ولكن يكذبونها من أجل تحقيق مصالحهم. وأشارت «الحفناوي» إلى أن وزارة الخارجية المصرية والإعلام فى مصر قد يكونا بطيئين فى توضيح الصورة الحقيقية لما يحدث فى مصر، ولكن حتى لو تم التوضيح بشكل سريع لن يغير هذا موقف الدول الكبرى التى لا ترى إلا مصالحها، لافتة إلى أن هذه الدول ستغير رأيها وموقفها مما يحدث فى مصر عندما يفشل مخططها نهائيا ولا يكون هناك سبيل سوى قبول الأمر. من جانبه، قال عمرو علي، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، إن المشكلة ليست فقط فى مؤسسات الدولة وفشل الحكومة فى تغيير الصورة لدى الغرب، وإنما المشكلة الرئيسية تكمن فى أن الإعلام فى جميع دول العالم مسيس، مشيرا إلى أن كل حزب وكل نظام له صحيفة تعتنق وجهة النظر التى يتبناها هذا الحزب أو هذا النظام، وأن كل الصحف البريطانية مسيسة، وكذلك الصحف الأمريكية. ولفت عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، فى تصريحات خاصة ل»النهار» إلى أن رأس المال لغالبية الصحف فى الدول الأجنبية إما يهودياً وإما حزبياً، موضحا أن فى ضوء هذا ندرك أن كل ما فى الموضوع أن السياسة التحريرية لوسائل الإعلام الأجنبية هى تعبر فى الأساس عن توجه الحزب الذى يمولها، مشيرا إلى أن الصحيفة الوحيدة التى هاجمت الإخوان فى بريطانيا وتسببت فى اعتبارها جماعة إرهابية هى صحيفة محلية مستقلة. من جهته، قال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، فى تصريحات خاصة ل»النهار»، إن اتهام الدولة بالغياب عن مواجهة الآلة الإعلامية الإخوانية فى الخارج «كلام فارغ»، مشيرا إلى أن «الخارجية» تتواصل مع جميع الدول لتوضيح حقيقة الوضع فى مصر، موضحا أن الوزارة تقوم بذلك من خلال أربعة محاور رئيسية. وأشار المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، فى تصريحاته ل»النهار» إلى أن أول ما تقوم به «الخارجية» هو إرسال نشرات يومية باللغات الأجنبية تتناول الأوضاع فى مصر بالإضافة لنشرة خاصة عن أعمال الإرهاب فى مصر لجميع القنوات الأجنبية والسفارات التى تقوم بإرسالها إلى الصحف والحكومات الأجنبية، أما المحور الثانى فيتمثل فى قيام وزير الخارجية بعمل لقاءات دورية مع المراسلين الأجانب فى مصر بالإضافة لعمل لقاءات تليفزيونية مع كبرى الوكالات والمحطات الإخبارية العالمية. وأضاف «بدر» أن المحور الثالث متعلق بمساعدى الوزير والمتحدث الإعلامى باسم الوزارة، حيث يلتقون بشكل دورى مع المراسلين الأجانب والمستشارين الإعلاميين بالسفارات فى مصر، أما المحور الرابع فيتمثل فى قيام الهيئة العامة للاستعلامات بترتيب لقاء شهرى مع مراسلى الصحف العالمية والمسئولين بالوزارات المعنية، مشيرا إلى أن الفترة الماضية تم عمل لقاء مع مراسلى الصحف والمسئولين بوزارة الدفاع، ويتم التجهيز الآن للقاء مع المسئولين بوزارة الداخلية، مختتما تصريحاته بالتأكيد مرة أخرى على أن «الخارجية» تتواصل مع جميع الدول لتوضيح حقيقة الوضع فى مصر.